واشنطن مستعدة لاستقبال "بعض اللاجئين"
١٠ سبتمبر ٢٠١٥تعهدت الولايات المتحدة التي تتعرض لضغوط في أزمة الهجرة التي تواجهها أوروبا بسبب النزاع في سوريا، في نهاية المطاف باستقبال مزيد من اللاجئين السوريين الذين يعيش 1300 منهم حاليا على أراضيها، لكن بدون تحديد أي أرقام أو برنامج زمني لذلك.
وقام وزير الخارجية جون كيري بهذا الإعلان المفاجئ الأربعاء (التاسع من أيلول/ سبتمبر 2015) عند خروجه من اجتماع طارئ للكونغرس، في تغيير في موقف الحكومة الأميركية التي كانت ترفض حتى الآن مبدأ فتح أبوابها لملايين الأشخاص الفارين من الحروب والمجازر في الشرق الأوسط.
وقال كيري بعد اجتماع مع برلمانيين في الكونغرس "نتعهد بزيادة عدد (اللاجئين السوريين) الذين سنأخذهم"، مؤكدا أن الحكومة الأميركية "تتابع باهتمام كبير العدد (الأشخاص) الذي يمكن قبوله بسبب الأزمة في سوريا وفي أوروبا"، بدون أن يذكر أي تقديرات.
وتفيد التقديرات الأخيرة لوزارة الخارجية الأميركية أنه حتى 30 أيلول/ سبتمبر، لن يتجاوز عدد اللاجئين السوريين الذين سيكون قد تم إيوائهم في الولايات المتحدة الـ1800 منذ اندلاع الحرب ربيع 2011. ويتراوح عدد الذين تنوي واشنطن استقبالهم حتى نهاية 2016 بين خمسة آلاف وثمانية آلاف شخص. بينما استقبلت ألمانيا في عطلة نهاية الأسبوع الماضية ما يقارب 20 ألف شخص.
وفي مواجهة هذه الإعداد التي تبدو ضئيلة بالمقارنة مع أوضاع أربعة ملايين لاجئ سوري في العالم وتقاليد الاستقبال الأميركية التاريخية، ارتفعت أصوات في الأوساط الدبلوماسية والإنسانية خصوصا في أوروبا تنتقد عدم تحرك أكبر قوة في العالم.
ورد الناطق باسم البيت الأبيض ايريك شولتز أنه من "المسؤولية الأخلاقية" للولايات المتحدة "لعب دور في معالجة هذا الملف"، مشيدا "بالروح الإنسانية للقادة الأوروبيين" الذين يواجهون أسوأ أزمة للهجرة في القارة الأوروبية منذ الحرب العالمية الثانية. وكان كيري قد صرح ردا على سؤال بعد نشر صورة لطفل سوري مات غرقا أثارت موجة من الاستياء في العالم، إن بلاده "يمكنها أن تبذل جهودا إضافية كبيرة" لكنه استبعد استقبال مزيد من اللاجئين "بشكل دائم".
وفي حالة سوريا، أوصت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة السلطات الأميركية باستقبال حوالي 17 ألف لاجئ سوري في الولايات المتحدة. وتؤكد السلطات الأميركية أنها تستقبل سنويا سبعين ألف شخص سنويا ليقيموا على أراضيها بطريقة مشروعة. وتؤكد واشنطن منذ بداية الأزمة باستمرار أن "أولويتها هي حماية الأمن القومي للولايات المتحدة ورعاياها".
ع.خ/ و.ب (أ ف ب رويترز)