بعد حوادث الدنمارك- هل تسمح ألمانيا لجيشها بإسقاط المسيرات؟
٢٨ سبتمبر ٢٠٢٥يدعم الجيش الألماني الدنمارك في تأمين قمة الاتحاد الأوروبي غير الرسمية المقرر عقدها مطلع أكتوبر/ تشرين الأول المقبل في العاصمة كوبنهاغن، وذلك عقب سلسلة من حوادث الطائرات المسيرة التي أثارت قلقا واسعا في الدولة الاسكندنافية.
وأعلنت وزارة الدفاع الألمانية ليلة السبت/ الأحد أن وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس والمفتش العام للجيش الألماني كارستن بروير قررا الاستجابة لطلب دنماركي بالدعم والمساهمة في مجال درء الطائرات المسيرة. وأوضحت الوزارة أن الجيش الألماني سيقدم دعمه مباشرة في الموقع. ومن المقرر أن يجتمع قادة دول وحكومات الاتحاد الأوروبي يومي 1 و2 أكتوبر/ تشرين الأول في كوبنهاغن في اجتماع غير رسمي، لمناقشة قضايا تتعلق بحماية البنية التحتية الحيوية وتعزيز القدرات الدفاعية الأوروبية المشتركة.
مسيرات تثير القلق
وكانت الدنمارك قد رفعت حالة التأهب الأمني منذ أيام، بعدما رصدت عدة طائرات مسيرة كبيرة فوق مطار كوبنهاغن يوم الاثنين الماضي، أعقبها بعد يومين رصد مسيرات فوق مطارات متفرقة غربي الدنمارك، وأخرى فوق مطار عسكري مساء الجمعة الماضية.
ورُصدت مسيّرتان مجهولتا المصدر تحلقان فوق أكبر قاعدة عسكرية في الدنمارك، بحسب ما أعلنت الشرطة السبت. وفي النروج المجاورة، يحقق الجيش أيضا في "رصد محتمل لمسيّرات" في ساعة مبكرة من صباح السبت قرب أكبر قاعدة عسكرية له هي أورلاند التي تضم مقاتلاته من طراز إف-35، وفق ما أفاد ناطق عسكري وكالة فرانس برس.
وأوضحت وزارة الدفاع الألمانية أن الدنمارك طلبت من دول مختلفة المساعدة في تأمين الاجتماع غير الرسمي لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي. وأشارت الوزارة إلى أن الطلب يأتي على خلفية الحوادث المرصودة على نطاق واسع لـ"طائرات مسيرة مجهولة الهوية، لا سيما بالقرب من بنية تحتية مدنية وعسكرية في الدنمارك". وأضافت الوزارة أن القرار اتخذ الآن بتقديم الدعم في مجال أنظمة درء المسيرات.
الفرقاطة "هامبورغ" تشارك في التأمين
وأشارت الوزارة إلى أنه بخلاف ذلك، يخطط حلف شمال الأطلسي (ناتو) لنشر الفرقاطة "هامبورغ" التابعة للبحرية الألمانية - إلى جانب وحدات أخرى عند الضرورة - كجزء من مهمة "حارس البلطيق" التي تركز على تأمين بحر البلطيق، مضيفة أن الجيش الألماني يسهم بذلك مساهمة جلية في تأمين قمة أوروبية مهمة.
وشاركت الفرقاطة "هامبورغ" في مناورة في بحر البلطيق الأسبوع الماضي مع المدمرة الأمريكية "يو إس إس بينبريدج" وسفن حربية من السويد وفنلندا.
ولم تصدر السلطات الدنماركية حتى الآن أي معلومات تكشف عن الجهة المحتملة المسؤولة عن تحليق الطائرات المسيرة. وتصف الحكومة الأمر بأنه "هجوم هجين". ويعتقد المحققون أن وراء تلك الحوادث جهة محترفة تمتلك المهارات اللازمة لتنفيذ تلك الطلعات بغرض إثارة الاضطرابات في الدولة العضو في حلف الناتو. ونفت روسيا مسؤوليتها عن هذه الحوادث.
مشاركة ألمانية في إسقاط المسيرات؟
من جهته أبدى وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول تحفظا بشأن المطالبة بالسماح للجيش الألماني بمساعدة الشرطة في إسقاط الطائرات المسيرة. وردا على سؤال صحفي عن هذا الموضوع، قال فاديفول على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك :" علينا الآن أن نهيئ الشروط القانونية والأدوات اللازمة لتمكيننا من التصدي لمثل هذه الأمور"، ولم يصرح الوزير المنتمي إلى حزب المستشار فريدريش ميرتس، المسيحي الديمقراطي بشكل مباشر عن دور الجيش الألماني في مثل هذا السيناريو.
وقال فاديفول إن "وزير الداخلية ألكسندر دوبرينت يعد الآن لإطلاق مسار تشريعي يهدف إلى تنظيم إمكانات التدخل من جانب جميع السلطات الأمنية، ولا سيما السلطات الشرطية، بموجب القانون"، لافتا إلى أن وزارة الخارجية ستشارك في ذلك.
وكان دوبرينت قد صرح لصحيفة "راينيشه بوست" بأنه يريد توسيع صلاحيات الجيش الألماني على نحو ملحوظ في مجال مكافحة عمليات التحليق غير القانونية للطائرات المسيرة. وقال: "أريد أن يتم النص في قانون أمن الطيران على أن يسمح للجيش بتقديم العون للشرطة داخل البلاد - وخاصة في مهام التصدي للطائرات المسيرة". ووفقا لمعلومات صحيفة "بيلد" واسعة الانتشار، فإن أحد البنود المركزية في الإصلاح المخطط له يتمثل في منح الجيش مستقبلا صلاحية إسقاط الطائرات المسيرة عند وجود تهديد داهم، على أن يكون ذلك ممكنا إذا كان هذا الإجراء هو الوسيلة الوحيدة لمنع وقوع كارثة جسيمة.