بعد وضع خطط إسرائيلية.. برلين تعارض الاحتلال الدائم لغزة
٥ مايو ٢٠٢٥رفضت وزارة الخارجية الألمانية خطط الحكومة الإسرائيلية للاحتلال الدائم لقطاع غزة. وأوضح المتحدث باسم الوزارة، ردا على سؤال من الصحافيين، أن "غزة ملك للفلسطينيين". وتعتبر التقارير حول خطط الغزو "مثيرة للقلق". وكانت مصادر حكومية إسرائيلية كشفت في وقت سابق أن المجلس الوزاري الأمني المصغر صادق على السيطرة العسكرية على قطاع غزة واستمرار السيطرة عليه. وتتضمن الخطة أيضا نقل السكان من شمال الشريط الساحلي المغلق إلى الجنوب، بحسب البيان. الهدف هو هزيمة حركة حماس التي تحكم قطاع غزة، وتحقيق إطلاق سراح الرهائن.
وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية إلى أن دول مجموعة السبع - بما في ذلك ألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة - قد "رفضت بالفعل احتلالا واستيطانا وتقليصا لأراضي غزة" في عام 2023. كما اتفقت الدول على أنه لا ينبغي أن يكون هناك حل فوق رؤوس الفلسطينيين. وأضاف المتحدث أنه دعا مجددا "جميع الأطراف" إلى الاعتماد على المفاوضات لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن. وعلاوة على ذلك، يجب "رفع الحظر النهائي" على استيراد المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
ووافق المجلس الأمني المصغر في إسرائيل، الإثنين (الخامس من مايو/أيار 2025)، على خطة للتوغل في أراضي قطاع غزة والسيطرة عليها بعد استدعاء عشرات الآلاف من جنود الاحتياط لتوسيع العمليات والدفع بفكرة الهجرة الطوعية للفلسطينيين.
وصادقت الحكومة الأمنية المصغرة ليل الأحد الإثنين "بالإجماع" على الخطة التي قال مسؤول إسرائيلي إنها "تشمل، من بين أمور عدة، التوغل في قطاع غزة وإبقاء السيطرة على أراضيه، ونقل سكان غزة إلى الجنوب حماية لهم". ورفضت حركة حماس الخطة الإسرائيلية التي رأت فيها أداة "ابتزاز سياسي" في الحرب الدائرة منذ أكثر من عام ونصف عام. وأعرب الاتحاد الاوروبي عن قلقه إزاء الخطّة داعيا إسرائيل إلى "أقصى درجات ضبط النفس".
ويذكر أن حركة حماس، وهي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
وأعلن الدفاع المدني الإثنين مقتل 19 شخصا "جراء غارات" شنتها إسرائيل. وتعيش الغالبية العظمى من سكان غزة في شمال القطاع، خصوصا في مدينة غزة، وقد تم تهجير معظمهم مرارا وتكرارا منذ اندلاع الحرب.
"هدف الخطة القضاء على حماس"
وقال المجلس إن هدف الخطة القضاء على حماس وشن "ضربات قوية" ضدها بدون تحديد طبيعتها، واستعادة الرهائن المحتجزين في القطاع. لكن حماس قالت إن الخطة المعلنة "تمثل خرقا للقانون الدولي وتنصلا من التزامات الاحتلال بموجب اتفاقية جنيف".
من جانبه، قال زعيم المعارضة في إسرائيل يائير لبيد "لا أحد يعرف بعد ما هي خطة الحرب الفعلية، أو ماذا نعني بالسيطرة على القطاع". وأضاف "هناك شيء واحد نعرفه، هذه الحرب تكلف الكثير من المال، السؤال هو: من يدفع ثمنها؟".
ومنذ الأحد، أعلنت قيادة الجيش في إسرائيل استدعاء "عشرات الآلاف" من جنود الاحتياط. وقال مصدر أمني إسرائيلي رفيع المستوى إن توسيع العملية سيمنح هامشا للتفاوض بشأن الرهائن المحتجزين في القطاع يتزامن مع زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب المرتقبة إلى المنطقة الأسبوع المقبل. وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية فإن الخطة لن تنفذ قبل الزيارة. وأوضح المسؤول الاسرائيلي أن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو "مستمر في الترويج" لخطة ترامب بشأن الهجرة الطوعية" لسكان غزة إلى دول جوار، ضمن الفكرة التي أعلنها في شباط/فبراير الماضي للسيطرة على قطاع غزة وإعادة بنائه وتحويله إلى "ريفييرا الشرق الأوسط".
ولاحقا ركزت إسرائيل على الفكرة التي لاقت انتقادات دولية واسعة من خلال إنشاء إدارة خاصة تهدف إلى تسهيل خروج الفلسطينيين من قطاع غزة والبحث عن دول مضيفة.
ورأى وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير أن "المساعدة الوحيدة التي يمكن أن تقدم لقطاع غزة هي الهجرة الطوعية". وقالت عائلات الرهائن إن الخطة التي أقرها المجلس الأمني هي "خطة سموتريتش- نتانياهو للتضحية بالرهائن والتخلي عن الصمود الوطني والأمني".
أما الزعيم في المعارضة الإسرائيلية بيني غانتس فقال "لن نستيقظ صباحا ونجد أن حماس لم تعد موجودة" كما يقول رئيس الوزراء، ولكن "إذا واصلنا المماطلة قد نستيقظ صباحا ونجد أنه لم يعد هناك رهائن أحياء". لكن وزير المال الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش كان له رأي آخر، وقال في لقاء مع الصحافي الإسرائيلي عميت سيغال في ندوة في القدس "الطريقة الوحيدة لتحرير الرهائن هي هزيمة حماس". وأضاف "منذ اللحظة التي ستبدأ فيها المناورات، لن يكون هناك أي انسحاب من الأراضي التي سيطرنا عليها، حتى لو كان ذلك على حساب رهائن".
موقف وكالات الأمم المتحدة من توزيع المساعدات الإنسانية
ووافق المجلس الأمني أيضا على "إمكان توزيع المساعدات الإنسانية إذا اقتضت الحاجة" في غزة التي تخضع لحصار إسرائيلي مطبق منذ الثاني من آذار/مارس. ورأى المجلس في اجتماعه أن في غزة "ما يكفي من طعام". وتتهم إسرائيل حماس بسرقة المساعدات الإنسانية. وقال سموتريتش إن "كل شاحنة تصل إلى حماس في غزة تطيل أمد الحرب وتقوي حماس وتعرض جنودنا للخطر". لكن حماس حمّلت إسرائيل "المسؤولية الكاملة عن الكارثة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة".
والإثنين، أكد الأمين العام للمجلس النروجي للاجئين أن اقتراح الحكومة الإسرائيلية توزيع المساعدات الإنسانية في غزة على مراكز خاضعة لسيطرة الجيش "تخالف بشكل جوهري المبادئ الإنسانية". وقال يان إيغلاند لوكالة فرانس برس "لا يمكننا ولن نفعل شيئا يخالف بشكل جوهري المبادئ الإنسانية"، مشيرا إلى أن "وكالات الأمم المتحدة وجميع المنظمات الإنسانية الدولية الأخرى رفضت هذا الاقتراح المقدم من مجلس الوزراء الإسرائيلي والجيش الإسرائيلي".
والجمعة، أفاد موقع أكسيوس أن ممثلين للولايات المتحدة وإسرائيل ومؤسسة إنسانية دولية ناقشوا آلية لاستئناف توزيع المساعدات في قطاع غزة "بدون أن تسيطر عليها حماس". واتهمت مجموعة من وكالات الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية في الأراضي الفلسطينية، إسرائيل بمحاولة "تقويض نظام توزيع المساعدات القائم (...) وإجبارنا على قبول تسليم الإمدادات عبر مراكز إسرائيلية تحت شروط تضعها القوات العسكرية الإسرائيلية". ومنذ أسابيع، تؤكد منظمات الإغاثة الدولية وسكان قطاع غزة أن الوضع الإنساني في القطاع كارثي في ظل النقص الحاد في المواد الاساسية جراء منع دخول المساعدات.