برنامج تدريبي للشباب العربي داخل البوندستاغ
١٠ أغسطس ٢٠١٥الشاب المغربي ابراهيم أوباها هو أحد الشباب المستفيدين من منحة برنامج للتدريب داخل البرلمان الألماني، البوندستاغ. وحول الأهداف المتوخاة من المشاركة في برنامج التبادل يؤكد الشاب إبراهيم على أهمية "تعزيز التبادل الثقافي بين ألمانيا والمغرب وعلى أهمية دعم القيم الديموقراطية والتنوع الثقافي وقيم السلام". أما عن سبب اختياره لألمانيا عوضفرنسا التي تربطها بالمغرب علاقات تاريخية قوية أيضا، يشير ابراهيم إلى أن دراسة اللغة الألمانية بالجامعة "مكنتنه من الانفتاح علي الفكر الألماني".
تكوين سياسي وثقافي
من خلال الدورات التكوينية التي يتضمنها البرنامج للشباب العربي داخل البوندستاغ تتاح للمشاركين فرصة تعلم أشياء كثيرة وجديدة في المجالين الثقافي والسياسي، كما يؤكد إبراهيم قائلا: "داخل البرلمان تعلمنا كيفية تدبير المناقشات عند وجود اختلاف في الرأي وكيفية التوصل الى اتفاق بين المجموعات السياسية المختلفة". من بين هذه الورشات المبرمجة هناك ورشة الديمقراطية المباشرة التي يتعرف فيها المشاركون على كيفية اختيار الفرق البرلمانية لرئيس البرلمان الألماني، إضافة إلى المراحل التي تمر منها عملية تشريع قانون معين داخل اللجان البرلمانية، وكيف يتم التصويت عليه. وخلال ورشة تطبيقية لعب المشاركون دور أعضاء البرلمان.
ويتم توزيع المتدربين على عدد من البرلمانيين حتى يتعرفوا عن قرب على طبيعة عملهم. وقد شاهد إبراهيم أوباها أثناء مرافقته للنائب البرلماني كاي كيغكن في حملته الانتخابية بمدينة إيسن كيف يتواصل البرلماني الألماني مع المواطنين، حيث تتم عملية الإقناع بالمواقف من خلال مجموعة من اللقاءات مع شرائح المجتمع المدني المختلفة. "تعرفت عن قرب كيف يعمل النائب البرلماني في مكتبه في برلين وفي مدينة إيسن أيضا، وتعرفت على أهمية التواصل المباشر مع المواطنين من أجل التفاهم والإقناع".
ويرى إبراهيم أن الاستفادة تكون متبادلة بين الأطراف، حيث إن "هذا التدريب ليس فقط للتعرف علي التجربة الديمقراطية الألمانية وعلى التاريخ الألماني ومجتمعه. ففي بلداننا أيضا ما يمكن الاستفادة منه".
برنامج يجمع بين السياسية والتاريخ
إضافة إلى الورشات النظرية والتطبيقية يتضمن البرنامج أنشطة مكثفة مثل زيارة المؤسسات التاريخية والقيام بلقاءات مع شخصيات سياسية بارزة في المشهد السياسي الألماني، وحضور الجلسة العلنية التي تشارك فيها المستشارة أنغيلا ميركل ووزراء الحكومة الألمانية. تشكل هذه اللقاءات مناسبة لإبراهيم ولباقي المستفيدين من البرنامج للتعرف على كيفة نقاش القضايا السياسية والاجتماعية في مسارها التشريعي.
وشمل البرنامج زيارة لمقر الوزارة الخارجية الألمانية ولقاءً مع المكلف بالعلاقات الخارجية الألمانية مع بلدان شمال إفريقيا والشرق الأوسط، للحديث عن "ركائز السياسة الخارجية الألمانية تجاه هذه البلدان، وعن دور ألمانيا في المنتظم الدولي ومساهمتها في تثبيت السلم العالمي وتقديم الدعم الإنساني"، كما يشرح ابراهيم أوباها.
مشاريع بعد العودة إلى الوطن
بعد رجوعه إلى المغرب يود ابراهيم العمل على توظيف ما تعلمه في ألمانيا. وهو يفكر في إمكانية "إعداد مجموعة من المشاريع تهدف إلى تقوية حضور المجتمع المدني في العمل السياسي" حتى "لا تبقى الممارسة السياسية حصراً على نخبة دون أخرى".
ويمكن للشباب من مختلف دول العالم التقدم بطلب الاستفادة من البرنامج التدريبي هذا بشرط أن "يكون لديهم اهتمام بالمواضيع السياسية. ويتم اختيار المستفيدين للمشاركة في البرنامج التدريبي من طرف لجنة برلمانية خاصة".