بدء محاكمة مغاربة في هولندا بتهمة التخطيط للإرهاب
بدأت يوم أمس الاثنين محاكمة مجموعة من الشباب المسلمين المتهمين بالتخطيط لأعمال إرهابية والانتماء إلى منظمات إرهابية في هولندا. وبالإضافة إلى المغربي محمد بويري، الذي يقضي عقوبة السجن المؤبد بعد إدانته بقتل الفنان الهولندي ثيو فان جوخ، يمثل أمام المحكمة ثلاثة عشر من الشباب الهولنديين المنحدرين من أصول مغربية. ويواجه البعض من المتهمين تهمة الانتماء إلى تنظيم إرهابي يعرف بشبكة "هوفستاد" (العاصمة)، بينما يواجه البعض الآخر منهم تهمة التخطيط لاعتداءات إرهابية على مؤسسات عامة وشخصيات سياسية هولندية، في الوقت الذي يوصف جميعهم بأنهم يعتنقون أفكارا إسلامية متشددة تقوم على فهم سلفي للإسلام. ويذكر أن معظم المتهمين قضوا حتى الآن أكثر من عام قيد الاعتقال قبل بدأ محاكمة اليوم. ووفقاً لآراء المراقبين من المتوقع أن تستمر هذه المحاكمة ثلاثة اشهر، كما توصف بأنها تشكل منعطفا هاماً في تاريخ القضاء الهولندي.
اختبار لقانون مكافحة الإرهاب الجديد
تتم محاكمة هؤلاء المتهمين تتم وفقا لقانون مكافحة الإرهاب الذي صدر مؤخرا في هولندا وهو ما يعتبره الخبراء اختبارا عمليا لهذا القانون على أرض الواقع. ووفقاً لهذا القانون الجديد فإن الفرصة متاحة أمام السلطات الهولندية لمعاقبة المتهمين لمجرد التخطيط لاعمال ارهابية حتى وان كانوا لم ينفذوها وهو ما لم يكن القانون القديم يسمح به. وحسب تعبير المتحدثة باسم الادعاء العام الهولندي فان الأمر "يقتضي من الادعاء العام وفقا لهذا القانون فقط تقديم أدلة على وجود منظمة إرهابية وأن هذه المنظمة تسعى لارتكاب أعمال يعاقب عليها القانون". واستنادا على معلومات أفادت مصادر الشرطة بها، فقد وجدت بحوزة البعض من المتهمين مخططات ومواد كيمائية تفجيرية يسعى الادعاء إلى استخدامها كأدلة على عزم المتهمين على تنفيذ أعمال إرهابية.
كشف آليات عمل الشبكة..
يعوًل على هذه المحاكمة أن تلقي المزيد من الضوء على طريقة عمل منظمة "الـهوفستاد" التي تصنف بأنها أول شبكة بمثل هذا الحجم في غرب أوربا خلال السنوات الماضية، والتي تم تأسيسها من قبل أشخاص يوصفون بأنهم إرهابيون محترفون وبان لها صلات بأشخاص وتنظيمات ذات أيديولوجيا مماثلة في الخارج. وينتظر أن تسمح هذه المحاكمة بتوفير معلومات أدق حول طبيعة وحدود هذه الصلات. كما ينتظر من المحاكمة أن تلقي الضوء على الكيفية التي يتحول بها هؤلاء الشباب الهولنديين ذوي الأصول المغاربية إلى التعاطف مع الإرهاب، كما تتهمهم السلطات الرسمية الهولندية، من خلال الكشف عن ماضي كل منهم.
...وتحليل لأزمة الهوية
وفي هذا السياق يعتقد المحلل السياسي الهولندي ريك كوولسيت أن هؤلاء المنحدرين من الرعيل الأول للمهاجرين "غير مقبولين أو مضطهدين في مجتمعهم الجديد من ناحية، ومن ناحية أخرى غير قادرين على التكييف مع أصولهم السابقة في أوطان آباءهم وأجدادهم. فهم يشعرون أنهم هنا ليسوا في وطنهم، رغم أنهم ولدوا فيه. وعلى هذا النحو يبقى الهروب والعودة إلى مظلة الهوية الإسلامية الحل الوحيد لديهم"، حسب تحليل الخبير الهولندي.
عبده جميل المخلافي ـ دويتشة فيله