انقسامات داخل الناتو بشأن الحملة العسكرية ضد قوات القذافي
٢٢ مارس ٢٠١١يحاول حلف شمال الأطلسي حل الخلاف القائم بشأن من سيتولى قيادة الحملة العسكرية ضد قوات معمر القذافي عندما تترك الولايات المتحدة قيادة العملية. الرئيس الأمريكي باراك أوباما أعلن، في محاولة منه لتجنيب بلاده الانزلاق إلى حرب في دولة إسلامية أخرى بعد العراق وأفغانستان، أن الولايات المتحدة ستتخلى عن قيادة العمليات خلال أيام وان حلف شمال الأطلسي سيقوم بدور تنسيقي.
إلا أن هذه الدور التنسيقي، الذي تتمناه الولايات المتحدة من حلف شمال الأطلسي، يبدو أنه حتى الآن بعيد المنال، حيث تسود انقسامات داخل الحلف ظهرت أمس خلال اجتماع لسفرائه . فقد فشل هؤلاء في التوصل إلى حل بشأن ما إذا كان يتعين على الحلف، الذي يضم 28 دولة، إدارة عمليات فرض منطقة لحظر الطيران فوق ليبيا. واليوم الثلاثاء (22 آذار/ مارس 2011) أسفرت المناقشات المتواصلة بين الأعضاء عن الاتفاق على توسيع محدود لمهمة تتولى بموجبها سفن الحلف تنفيذ حظر سلاح على ليبيا.
انقسام داخل الحلف
والدول التي تقود حاليا الحملة الجوية في ليبيا (فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة) كلها من الدول المهمة في حلف الأطلسي لكن دور الحلف في العملية اقتصر حتى الآن على المراقبة الجوية الموسعة. ويشكك بعض الدبلوماسيين من جدوى فرض منطقة حظر الطيران نظرا للدمار الذي ألحقته الغارات الجوية بالفعل بالقدرات العسكرية للقذافي .
الموقف الفرنسي يرى أن التحالف الذي تقوده مع بريطانيا والولايات المتحدة يجب أن يحتفظ بالسيطرة السياسية على المهمة على أن يقدم الحلف الدعم التنفيذي بما في ذلك قدرات القيادة والتحكم. ويرى آخرون من داخل الحلف أنه إما أن يتولى هو القيادة أو لا يتولى أي مهمة على الإطلاق وانه لا معنى لأن يقوم الحلف بدور ثانوي.
تركيا تعارض العمليات العسكرية الحالية
أما وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو فقال إن الغارات الجوية التي شنت بعد اجتماع في باريس استضافته فرنسا يوم السبت الماضي تجاوزت تفويض مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، موضحا في مقابلة تلفزيونية مع قناة أمريكية أن "هناك قرارا للأمم المتحدة وهذه القرارات لها إطار عمل محدد بوضوح. وعملية الحلف التي تتجاوز إطار العمل هذا لا يمكن أن تكون مشروعة".
وبذلك تكون تركيا مصرة على أن يقتصر تدخل الحلف على عمليات لا تجره إلى عملية يمكن أن تتسبب في وقوع ضحايا من المدنيين مثل عمليات القصف. وأعربت تركيا، على لسان وزير الخارجية التركي داوود أغلو، عن قلقها من أن تتحول العملية العسكرية الحالية في ليبيا إلى "غزو عسكري سيؤدي فقط إلى مزيد من المشاكل".
أما ألمانيا فقد أعلنت سحب قواتها المشاركة في عمليات الناتو في البحر المتوسط وذلك بعد إعلان الحلف المشاركة في عمليات بحرية لتنفيذ قرار الأمم المتحدة المتعلق بتطبيق الحظر الجوي. بدوره أكد وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني صدور تحذير من أن ايطاليا ستستعيد سيطرتها على قواعدها الجوية التي صرحت للحلف باستخدامها في العمليات على ليبيا ما لم يتم الاتفاق على هيكل من داخل الحلف يتولى تنسيق العمليات.
ولكن بعض المحللين ومسئولين من الحلف شككوا فيما إذا كانت فرنسا أو بريطانيا ستكون قادرة على تنسيق عمليات جوية دولية معقدة. وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، قد صرح أن الحلف يجب أن يتولى فرض منطقة حظر الطيران في ضوء "آلياته المجربة في القيادة والتحكم".
تحفظات عربية محتملة على الناتو
كما أشارت فرنسا إلى سمعة الحلف السيئة في العالم العربي نتيجة الحرب في أفغانستان والاعتقاد بأن الولايات المتحدة تهيمن عليه. واعتبرت باريس أنه إذا تولى الحلف التدخل، فان الدول العربية لن تنضم إليه وربما تصل إلى حد إدانته. وقال فرنسوا ايسبور المحلل الفرنسي البارز إن أفضل نتيجة ستكون ترك مهمة التنسيق للحلف وإعطاء مهمة اتخاذ القرارات السياسية لمجلس من الدول المشاركة في التحالف يضم دولا عربية.
كما وصف مسؤولون ايطاليون هيكل القيادة الثلاثية الراهن الذي يضم فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة وحملة القصف التي نتجت عنه بالـ "فوضوي". ويعكس موقف ايطاليا بهذا غضبها من أسلوب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي قاد المسار الدبلوماسي في استصدار قرار مجلس الأمن.
(هـ.إ./أف ب/ رويترز)
مراجعة: أحمد حسو