اليمن ـ عشرات القتلى في قصف أمريكي وروسيا تدعو للحوار
١٦ مارس ٢٠٢٥قتل 31 شخصا على الأقل في اليمن، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة في صنعاء الأحد (16 مارس/ آذار 2025)، غداة ضربات شنّتها الولايات المتحدة ضد الحوثيين الذين توّعدهم الرئيس دونالد ترامب بـ"جحيم" لم يعهدوه. وفي حين دعا الرئيس الأميركي طهران إلى الكفّ عن دعمها للمتمردين "فورا"، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بأنه لا يحق لواشنطن "إملاء" سياسة الجمهورية الإسلامية الخارجية.
من جهتها، قالت وزارة الخارجية الروسية اليوم الأحد إن الوزير سيرغي لافروف حث الولايات المتحدة على وقف الضربات التي تنفذها على جماعة الحوثي في اليمن. وأضافت الوزارة أن لافروف تحدث هاتفيا مع نظيره الأمريكي ماركو روبيو. وذكرت الوزارة "شدد سيرغي لافروف على الحاجة إلى وقف فوري لاستخدام القوة وأهمية مشاركة كل الأطراف في حوار سياسي من أجل التوصل إلى حل يمنع المزيد من إراقة الدماء".
الضربات الأولى من نوعها منذ تسلم ترامب السلطة
وأتت الضربات الأميركية، وهي الأولى على اليمن منذ تولي ترامب منصبه في كانون الثاني/يناير، بعد توعد الحوثيين باستئناف هجماتهم ضد السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر وبحر العرب، والتي قاموا بها خلال الأشهر الماضية على خلفية الحرب في غزة. وأكد ترامب أن الضربات ضد الحوثيين تأتي على خلفية تهديداتهم للتجارة البحرية.
وأفاد المتحدث باسم وزارة الصحة التابعة للحوثيين أنيس الأصبحي على منصة إكس صباح الأحد بأن "الإحصائية الأولية لعدد ضحايا العدوان الأميركي الذي استهدف مناطق مدنية وسكنية في صنعاء ومحافظة صعدة والبيضاء ورداع" وصلت الى "31 شهيدا و101 جريحا معظمهم من الأطفال والنساء". وأشار الى أن هذه الحصيلة "أولية وما زال البحث جاريا لانتشال الضحايا".
وأفاد مصور لوكالة فرانس برس في صنعاء بسماع ثلاث انفجارات ومشاهدة أعمدة دخان تتصاعد من منطقة سكنية في شمال العاصمة التي يسيطر عليها الحوثيون منذ عام 2014. وسارعت قوات الأمن إلى فرض طوق في المنطقة. وأشارت قناة المسيرة التلفزيونية التابعة للمتمردين مساء السبت إلى أن "هجوما أمريكيا بريطانيّا" استهدف منطقة سكنية في مديرية شعوب بشمال صنعاء، بينما استهدف آخر صعدة، معقل المتمردين في شمال البلاد.
الحوثيون يتوعدون بالرد على الهجمات الأمريكية
ونشرت القناة لقطات مما قالت إنها "جريمة العدوان الأميركي على منطقة قحزة شمالي" مدينة صعدة، أظهرت مسعفين يقومون بنقل جرحى بدت على بعضهم آثار حروق، لمعالجتهم داخل غرفة في مستشفى، بينما وضعت في جانب آخر من الغرفة بضعة جثث. وأعلن ترامب السبت إطلاق عمل عسكري "حاسم وقوي" ضد الحوثيين.
وقال في منشور على منصته "تروث سوشال" للتواصل الاجتماعي "سنستخدم القوة المميتة الساحقة حتى نحقق هدفنا"، متهما الحوثيين بتهديد حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر. وتوعد الحوثيون بالرد على الضربات. ونقلت "المسيرة" عن المكتب السياسي لحركة "أنصار الله"، الاسم الرسمي للحوثيين، أن "العدوان لن يمر من دون رد، وقواتنا المسلحة اليمنية على أتم الجاهزية لمواجهة التصعيد بالتصعيد".
ووفقا للمتحدث باسم البنتاغون شون بارنيل، فإن الحوثيين "هاجموا سفنا حربية أميركية 174 مرة وسفنا تجارية 145 مرة منذ عام 2023". وعقب اندلاع حرب غزة في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، شنّ الحوثيون عشرات الهجمات بطائرات مسيّرة وصواريخ على سفن تعبر البحر الأحمر وخليج عدن، قائلين إنها تأتي تضامنا مع الفلسطينيين.
وشلّت الهجمات الممر البحري الحيوي الذي تمر عبره نحو 12% من حركة الشحن العالمية، ما أجبر العديد من الشركات على اللجوء إلى طرق بديلة مكلفة. وقامت الولايات المتحدة بدعم من بريطانيا، بقصف أهداف في اليمن غير مرة خلال ولاية الرئيس الأميركي السابق جو بايدن. كما قامت إسرائيل بشنّ ضربات منفصلة ضد الحوثيين.
وبعد وقف هجماتهم إثر دخول وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ في كانون الثاني/ يناير، أعلن الحوثيون في 11 آذار/ مارس "استئناف حظر عبور" السفن الإسرائيلية قبالة سواحل اليمن، ردا على منع الدولة العبرية إدخال المساعدات الانسانية الى قطاع غزة.
ولم يتضمن منشور ترامب أي إشارة إلى النزاع، لكنه ركّز على هجمات سابقة شنّها الحوثيون على سفن البحرية الأميركية والتحالف الدولي وسفن تجارية. وقال ترامب "إلى كل الإرهابيين الحوثيين، انتهى وقتكم، ويجب أن تتوقف هجماتكم، بدءا من اليوم. إذا لم تفعلوا ذلك، فسينهمر عليكم الجحيم مثلما لم تروا من ذي قبل!". وكتب على تروث سوشل "لا تهددوا الشعب الأميركي ورئيسه (...) وطرق الملاحة البحرية العالمية. وإذا فعلتم ذلك، حذارِ، لأن أميركا ستحمّلكم كامل المسؤولية ولن نقدم إليكم هدايا".
ويشار إلى أنه في وقت سابق هذا الشهر، أعادت الولايات المتحدة تصنيف حركة أنصار الله على أنها "منظمة إرهابية أجنبية"، وحظرت أي تعامل أميركي معها. واستولى الحوثيون على صنعاء في عام 2014، وكانوا على وشك السيطرة على معظم أنحاء البلاد قبل أن يتدخلتحالف تقوده السعودية في العام التالي، دعما للحكومة المعترف بها دوليا.
ع.ش/ ح.ز (أ ف ب، رويترز)