اليمن ـ تواصل الاشتباكات ..و"الرقص على رؤوس الثعابين"!
٤ يونيو ٢٠١١استمر اليوم (السبت 4 يونيو/ حزيران) تبادل إطلاق النار في أحد أحياء شمال العاصمة اليمنية صنعاء، حيث تتواجه قوات حكومية وأنصار زعيم قبلي واسع النفوذ، تتهمهم السلطات بقصف القصر الرئاسي أمس، كما أفاد شهود.
وقد ترددت أصداء اشتباكات عنيفة بالقذائف والصواريخ لليلة الخامسة على التوالي في حي الحصبة، الذي يقع فيه منزل زعيم قبيلة حاشد صادق الأحمر وعدد من الوزارات. وواصل سكان الحصبة الفرار من الحي والأحياء المجاورة المحرومة من الماء والتي تعاني من انقطاع التيار الكهربائي.
وفي مدينة تعز جنوب غرب صنعاء، اندلعت اشتباكات السبت بين جنود ورجال مسلحين أكدوا أنهم يوفرون الحماية لمئات المتظاهرين المحتشدين في ساحة الحرية، التي أزيل فيها بالقوة اعتصام يوم الاثنين الماضي، بعد سقوط أكثر من خمسين قتيلاً، طبقاً لمصادر محلية وللمفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة. وقد قتل أمس متظاهران وأصيب 30 برصاص جنود، فيما قتل أربعة جنود بالرصاص وأصيب 24 آخرون، كما ذكر مصدر أمني لوكالة فرانس برس.
من جهة أخرى أفادت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) اليوم أن عدداً من مصابي القصف الذي استهدف مسجد قصر الرئاسة بصنعاء، أثناء تواجد الرئيس اليمني علي عبد الله صالح وكبار قادة الدولة والحكومة، تم نقلهم إلى المملكة العربية السعودية لتلقي العلاج. وذكرت الوكالة الحكومية أن من بين المصابين الذين نقلوا رئيس مجلس النواب يحيي علي الراعي، ورئيس مجلس الوزراء الدكتور علي محمد مجور، ورئيس مجلس الشورى عبد العزيز عبد الغني، ونائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن ووزير الإدارة المحلية الدكتور رشاد العليمي، ونائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الداخلية صادق أمين أبو رأس.
ونقلت قناة العربية التلفزيونية الفضائية عن مصادر يمنية قولها اليوم السبت إن الرئيس صالح توجه بدوره إلى السعودية للعلاج من الإصابة التي حدثت له في قصف أمس للقصر، لكن نائب وزير الإعلام اليمني، عبده الجندي، أبلغ القناة أن تقريرها عاريا عن الصحة وقال إن صالح ما زال في اليمن. بدوره أكد مصدر سعودي لرويترظ، طلب عدم ذكر اسمه، أن صالح لم يغادر اليمن متجها إلى السعودية وبأنه ما زال في اليمن و"ليست لديه نية لمغادرة البلاد".
صالح و"الرقص على رؤوس الثعابين"
وكان الرئيس اليمني صالح أصيب بجروح في القصف وصفت بأنها طفيفة، وأكد في كلمة صوتية مقتضبة بثها التلفزيون اليمني أمس الجمعة أن "الهجوم أدى إلى إصابة عدد من المسؤولين واستشهاد سبعة أفراد ضباط وصف... سنتابع هؤلاء الجناة آجلاً أم عاجلاً بالتعاون مع كافة أجهزة الأمن". وأتهم الرئيس اليمني "عصابة خارجة عن النظام والقانون" بالوقوف وراء الهجوم. وألقى صالح، الذي بدا صوته في التسجيل متهدجا مما أثار الكثير من التكهنات، باللوم على "أولاد الأحمر" في إشارة إلى الشيخ صادق الأحمر، زعيم قبيلة حاشد، والذي يخوض مقاتليه معارك عنيفة مع القوات الموالية للرئيس اليمني في العاصمة صنعاء. ونفى الأحمر في وقت لاحق المسؤولية عن الهجوم وحملها لصالح، قائلاً إنه نفذ لتبرير تصعيد الحكومة للمعارك في شوارع صنعاء. وتدور تكهنات كثيرة في الشارع اليمني حول الجهة المنفذة لمثل هذه العملية وتكثر الشائعات حول صحة الرئيس اليمني وسط تضارب وضاح في المعلومات والتصريحات الرسمية.
ويقترب اليمن، الذي يواجه احتجاجات منذ يناير/ كانون الثاني الماضي، بسرعة من حرب أهلية، مع استمرار القتال بين قوات قبائل حاشد والقوات الموالية للرئيس صالح في العاصمة، بينما تدور مواجهات في أماكن أخرى من البلاد. وكان صالح، الذي يقاتل بكل شراسة للحفاظ على منصبه، قد قال إن من يمسك كرسي الحكم في اليمن "يرقص على رؤوس الثعابين"، وأكد أنه سيبقى في اليمن ويدير شؤون حزبه وينتقل لصفوف المعارضة، وسيقود العملية وسيكون شريكاً في السلطة. وبالإضافة إلى القتال مع القبائل، التي شكلت أحد أهم أعمدة حكم صالح، يواجه الرئيس اليمني منذ نحو أربعة أشهر ثورة شعبية غير مسبوقة خلال سنوات حكمه الممتد لأكثر من ثلاثة عقود، كما انشقت وحدات عسكرية من الجيش وأعلنت تأييدها للثورة السلمية وهو الأمر الذي شكل ضربة قوية للرئيس اليمني.
أشتون تدعو لوقف "فوري" لإطلاق النار
وخارجيا طالبت كاثرين آشتون، الممثلة العليا لشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، أمس الجمعة بوقف فوري لإطلاق النار في اليمن. وشددت آشتون على أنها طالبت "الرئيس صالح مراراً وتكراراً بالاستجابة لمطالب الشعب اليمني والموافقة على التنحي عن منصبه".
وفي ذات السياق أعلن وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله اليوم، خلال زيارة لفيتنام، عن إغلاق السفارة الألمانية في العاصمة اليمنية صنعاء بشكل مؤقت. وتعتزم ألمانيا أيضاً سحب دبلوماسييها من سفارتها باليمن بسبب التوترات المتزايدة التي تشهدها البلاد. وفي الوقت نفسه أدان فيسترفيله العنف المستمر في اليمن، مطالباً الرئيس علي عبد الله صالح مجدداً بالتخلي عن الحكم.
(ي.أ/ د ب أ/ أ ف ب/ رويترز)
مراجعة: عبده جميل المخلافي