الولايات المتحدة: موقفنا لم يتغير والأسد لا بد أن يتنحى
٢١ ديسمبر ٢٠١١أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان في حصيلة جديدة الأربعاء (21 كانون الأول/ ديسمبر 2011) أن مائة وأحد عشر مدنياً على الأقل قتلوا برصاص قوات الأمن السورية في بلدة كفر عويد بمحافظة إدلب، شمال غرب سوريا يوم الثلاثاء. وقال المرصد إن "حصيلة مجزرة بلدة كفر عويد بجبل الزاوية، التي نفذتها القوات السورية بحق مواطنين ونشطاء مطلوبين للسلطات الأمنية السورية حاولوا الفرار إلى البساتين خوفاً من الاعتقال، بلغت 111 قتيلاً"، مضيفاً أن المرصد نفسه "تمكن حتى اللحظة من توثيق أسماء 52 منهم".
وأكد المرصد أن من بين القتلى إمام مسجد كفر عويد وأنه قد تم التمثيل بجثته. ووقعت هذه "المجزرة" بحق المدنيين في كفر عويد بعدما سقط في المنطقة نفسها صباح الثلاثاء "مائة جندي منشق على الأقل بين قتيل وجريح في مواجهات مع الجيش النظامي، وجرت محاصرة المنشقين المائة، وسقطوا بين قتيل وجريح بين قرية كفر عويد والفطيرة" في جبل الزاوية، بحسب المرصد.
والثلاثاء أيضاً قُتل في مدينة حمص 12 مدنياً برصاص قوات الأمن، في حين قتل مدنيان في محافظة درعا الجنوبية، التي شهدت أيضاً في اليوم نفسه مقتل 14 عنصر أمن نظامياً في كمين نصبه جنود منشقون، بحسب المصدر نفسه.
وبذلك يرتفع عدد المدنيين الذين قتلوا في سائر أنحاء سوريا الثلاثاء إلى 125 قتيلاً مدنيا على الأقل، يضاف إليهم 14 عنصر أمن نظامياً قتلوا في درعا و"مئة جندي منشق على الأقل سقطوا بين قتيل وجريح" في جبل الزاوية.
"أفضل فرصة"
من جهتها قالت الولايات المتحدة إن خطة الجامعة العربية الخاصة بسوريا يمكن أن تحقق نتائج، لكن هذا يعتمد على أن توفي دمشق جانبها من الاتفاق، وأن يتخلى الرئيس السوري بشار الأسد في نهاية المطاف عن السلطة. وقالت الخارجية الأمريكية إن الخطة العربية التي تطالب بإنهاء القتال وسحب القوات من المناطق السكنية والإفراج عن السجناء وبدء حوار مع المعارضة يمكن أن تكون مخرجاً من الأزمة. وقالت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية "اقتراح الجامعة العربية هذا.. نعتقد أنه يوفر أفضل فرصة لإنهاء العنف فوراً حتى يمكن لسوريا أن تتحرك قدماً".
لكنها قالت إن واشنطن تعتقد أن سوريا مازالت بحاجة إلى "إجراء حوار حقيقي عن مستقبل ديمقراطي والذي لا نعتقد أن الأسد قادر على أن يكون جزءا منه". واستطردت "موقفنا لم يتغير، الأسد بحاجة إلى التنحي، إنه ليس الرجل ليقود بلاده إلى المستقبل".
ويمثل رد الفعل الأمريكي بشأن خطة الجامعة العربية تحولاً طفيفاً في بيانات واشنطن السابقة التي شككت في جدوى الحوار مع حكومة الأسد. وقالت نولاند إن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون تحدثت مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف لبحث خطة السلام العربية، وجهود استصدار قرار من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بشأن الخطوات التالية في الأزمة السورية. وتعارض روسيا محاولات التشدد مع الأسد وهي حليف قديم له. وذكرت نولاند أن كلينتون ولافروف اتفقا على العمل معاً في مسودة القرار الروسي قائلة إن الولايات المتحدة تعتقد أن لهجته يجب أن تشدد.
طليعة المراقبين تتوجه إلى دمشق يوم الخميس
من جانب آخر أشارت المتحدثة الأمريكية إلى أن الجامعة العربية أبلغت واشنطن أنها تأمل في نشر مراقبيها بحلول نهاية الأسبوع، على أن يصل قوام البعثة إلى ما بين 300 و400 بحلول منتصف شهر كانون الثاني/ يناير المقبل. وقالت إن الولايات المتحدة ستؤيد هذا بشرط أن تحقق الخطة النتائج المرجوة. وأضافت "السوريون حنثوا بالكثير من الوعود في الآونة الأخيرة"، مستطردة بالقول: "لذلك نود أن نرى هؤلاء المراقبين يدخلون وأن يتمكنوا من البدء في العمل، يجب أن يتمكنوا من الذهاب إلى أي مكان يريدونه دون عائق، ودون تبريرات واهية عن المخاوف الأمنية إلى آخره، وبدون أن يتعرضوا للترويع من جانب قوات الأمن. يجب أن يتمكنوا من الحديث مع من يشاؤون. ويجب أن يتمكنوا من إخراج تقاريرهم".
وقال العربي إن مجموعة صغيرة تمثل طليعة فريق المراقبين يرأسها مسؤول كبير من الجامعة العربية ستتوجه إلى دمشق يوم الخميس للتحضير للمهمة. وبمجرد نشر المراقبين يمكن إجراء التقييم سريعا لمعرفة ما إذا كانت سوريا ملتزمة بالاتفاق. ووافقت سوريا يوم الاثنين على السماح لبعثة مراقبين بتقييم ما إذا كانت دمشق ملتزمة بتنفيذ المبادرة العربية لإنهاء قمع الاحتجاجات، التي قال مسؤولون من الأمم المتحدة أنه أدى إلى مقتل أكثر من 5000 مدني. وتلقي السلطات السورية باللوم في العنف على عصابات مسلحة، وتقول إن 1100 من أفراد الجيش والشرطة قتلوا.
(ع.م/ أ ف ب، رويترز)
مراجعة: عماد غانم