الولايات المتحدة: عارضنا الضربات الإسرائيلية في سوريا
١٧ يوليو ٢٠٢٥أبرز البيت الأبيض الخميس (17 تموز/يوليو 2025) دور الولايات المتحدة في احتواء التصعيد في سوريا مؤكداً أنه "مستمر"، بعد مواجهات في جنوب البلاد خلفت أكثر من 500 قتيل في بضعة أيام. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت "ما أن تدخلت الولايات المتحدة في النزاع حتى تمكنا من احتواء التصعيد"، موضحة أن السلطات السورية وافقت "على سحب قواتها من المناطق التي كانت المواجهات تحصل فيها"، وأن واشنطن تواصل "مراقبة الوضع في شكل مكثف".
ومن طرفها، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية تامي بروس للصحافيين إن "الولايات المتحدة لم تدعم الضربات الإسرائيلية الأخيرة". وحثت الخارجية الأمريكية جميع الأطراف التراجع والانخراط في حوار هادف يؤدي إلى وقف إطلاق نار دائم.
آلاف من أبناء القبائل العربية يتجهون إلى السويداء
ميدانياً، ذكرت وسائل إعلام رسمية سورية أن إسرائيل شنت ضربات قرب مدينة السويداء ذات الغالبية الدرزية مساء الخميس، في أول هجوم على المنطقة بعد انسحاب القوات الحكومية السورية منها عقب اشتباكات مع مقاتلين محليين. وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إن "طيران الاحتلال الإسرائيلي نفذ غارة على محيط مدينة السويداء".
وانسحبت القوات السورية من السويداء في وقت سابق الخميس بعد اشتباكات دامية مع مقاتلين دروز، رافقتها ضربات إسرائيلية وضغوط دبلوماسية للانسحاب من المحافظة. كما وصل آلاف من أبناء القبائل والعشائر العربية في سوريا إلى محافظات ريف دمشق ودرعا الحدودية مع محافظة السويداء جنوب سوريا، وذلك بعد المناشدات التي أطلقها أبناء عشائر البدو في محافظة السويداء إثر ما تعرضوا له من هجوم عليهم من فصائل السويداء اليوم الخميس.
واتهم وجهاء قبيلة المساعيد في محافظة السويداء "مجموعات مسلحة من أبناء محافظة السويداء بالهجوم على قرى يقطنها أبناء العشائر في محافظة السويداء وقتل العشرات منهم وحرق منازلهم وسرقة أغنامهم وأبقارهم وسياراتهم والاعتداء على نسائهم".
من جانبه دعا علي الجملان من قبيلة الجملان في منطقة اللجاة الواقعة بين محافظتي درعا والسويداء شيوخ العقل في محافظة السويداء بوقف المجازر والانتهاكات بحق أبناء العشائر، قائلاً إن هذه الأعمال لن تجر إلا الدمار والخراب.
"هجوم منظم"
وحمل الجملان الحكومة السورية مسؤولية قتل أبناء العشائر من قبل المجموعات المسلحة الدرزية قائلاً: "انسحب الجيش بعد الاتفاق على وقف اطلاق النار مساء أمس الأربعاء ولكن منذ صباح اليوم الخميس، تعرضت كل القرى والبلدات لهجوم منظم من قبل المجموعات المسلحة".
وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا): "بعد تطبيق بنود الاتفاق في السويداء الذي أعلنت عنه وزارة الداخلية، وتكليف بعض الفصائل المحلية ومشايخ العقل بمسؤولية حفظ الأمن في المحافظة، قامت مجموعات خارجة عن القانون بالاعتداء على حي المقوس، وارتكاب مجازر وانتهاكات بحق المدنيين". ونقلت سانا عن مصادر محلية أن تلك المجموعات هاجمت الحي، وارتكبت مجازر بحق النساء والأطفال، ونفذت تصفيات ميدانية وانتهاكات بحق أبناء المنطقة من العشائر والبدو، مشيرة إلى مقتل وإصابة عدد كبير من المدنيين.
وأضافت المصادر: "منذ ساعات الصباح تم تسجيل حركة نزوح وتهجير قسري لعشائر البدو في ريف السويداء، وسط تهديدات من قبل مجموعات خارجة عن القانون باستهدافهم".
وفي وقت لاحق اتهمت الرئاسة السورية المقاتلين الدروز بخرق وقف إطلاق النار.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره بريطانيا، قد أفاد مساء الخميس بسقوط 516 قتيلاً على الأقل منذ اندلاع القتال في 13 تموز/ يوليو الجاري بين البدو والدروز الذين يشكلون أغلبية في محافظة السويداء. وعقب تلك الاشتباكات، توصل الدروز والحكومة السورية إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في محافظة السويداء.
تحرير: عماد غانم