الهند وباكستان تتبادلان القصف في أسوأ تصعيد منذ ثلاثة عقود
١٠ مايو ٢٠٢٥قالت باكستان إنها شنت عملية عسكرية على الهند في وقت مبكر اليوم السبت (10 مايو/آيار 2025) مستهدفة عدة قواعد، منها موقع لتخزين الصواريخ في شمال الهند، مع تصعيد البلدين الجارين لأسوأ قتال بينهما منذ نحو ثلاثة عقود.
وجاء الهجوم الباكستاني بعد فترة وجيزة من إعلان إسلام اباد أن الهند أطلقت صواريخ على ثلاثة قواعد جوية اليوم السبت، منها واحدة قريبة من العاصمة الباكستانية، لكن الدفاعات الجوية الباكستانية اعترضت معظمها.
وقال الجيش الباكستاني في رسالة للصحفيين "دمرنا موقع براهموس لتخزين الصواريخ في منطقة بياس"، مضيفاً أنه قصف أيضاً مطار بات هانكوت في ولاية البنجاب غرب الهند وقاعدة أدهامبور التابعة للقوات الجوية في الشطر الهندي من كشمير.
وقال المتحدث باسم الجيش الباكستاني اللفتنانت جنرال أحمد شريف تشودري في بيان بثه التلفزيون في وقت متأخر من الليل "أطلقت الهند من خلال طائراتها صواريخ جو-سطح... قاعدة نور خان وقاعدة مريد وقاعدة شوركوت أصبحت أهدافاً".
وتقع إحدى القواعد الجوية في مدينة راولبندي، التي تقع خارج العاصمة إسلام اباد مباشرة، والاثنتان الأخريان تقعان في إقليم البنجاب بشرق باكستان، المجاور للهند.
وقال المتحدث باسم الجيش الباكستاني إن عدداً قليلاً من الصواريخ نجح في تجاوز الدفاعات الجوية، وإن تلك الصواريخ لم تصب أي "أصول جوية"، وفقا للتقييمات الأولية للأضرار. وقال وزير الإعلام الباكستاني في منشور على موقع إكس إن العملية العسكرية تحمل اسم "البنيان المرصوص".
الهند تعلن تعرض الحدود لهجمات باكستانية
بدوره، أعلن الجيش الهندي السبت أن باكستان شنت هجمات جديدة على طول الحدود.
وقال الجيش في بيان على منصة إكس إن الضربات الباكستانية "بواسطة طائرات مسيرة وذخائر أخرى على طول حدودنا الغربية". وأفاد مراسلو وكالة فرانس برس عن سماع أصوات انفجارات قوية في سريناغار، عاصمة الشطر الهندي من كشمير.
وأفاد الجيش الهندي بأنه "تم رصد عدة مسيّرات" تحلق فوق معسكر في أمريتسار في البنجاب، الإقليم المحاذي لكشمير، حيث "تعاملت معها وحدات دفاعاتنا الجوية ودمرتها فوراً".
وأعلن الجيش الهندي أن باكستان تعزز انتشار قواتها على الحدود وأكد أن قواته ألحقت أضراراً بالجيش الباكستاني وأنها استهدفت أنظمة رادار وقواعد تقنية في باكستان رداً على نيران المدفعية الباكستانية.
وأضاف الجيش الهندي أن باكستان استهدفت منشآت طبية وتعليمية في الشطر الهندي من كشمير وحاولت التوغل جواً في 26 موقعاً واستخدمت صاروخاً عالي السرعة لاستهداف قاعدة جوية في البنجاب. وأعلنت الشرطة مقتل 5 في منطقة جامو بالشطر الهندي من إقليم كشمير في هجمات شنتها باكستان صباح اليوم السبت. وقال شاهد من رويترز إن دوي انفجارات سُمع في سريناجار وجامو في الهند حيث دوت صفارات الإنذار.
ودار معظم القتال أمس الجمعة في الشطر الخاضع لسيطرة الهند من كشمير والولايات الهندية المجاورة. وأعلنت الهند أنها أسقطت طائرات باكستانية مسيرة. وسُمع دوي انفجارات أيضا في مدينة لاهور في شرق باكستان ومدينة بيشاور في الشمال الغربي مع تصاعد خطر اشتداد القتال.
وقُتل حوالي 50 شخصا منذ يوم الأربعاء، وفقا لتقديرات الخسائر على جانبي الحدود، والتي لم يتم التحقق منها على نحو مستقل.
اجتماع طارئ للهيئة النووية الباكستانية؟
دعا رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف إلى اجتماع طارئ للهيئة النووية في البلاد حسبما قال مسؤولون.
وقال وزير الخارجية إسحاق دار إنه من المتوقع أن تعقد هيئة القيادة الوطنية، وهي الهيئة التي تتخذ القرارات السياسية المتعلقة بالترسانة النووية والصواريخ الباكستانية، اجتماعاً اليوم السبت. وتمت الدعوة لعقد الاجتماع بعد ساعات من إطلاق الهند وباكستان صواريخ بعضهما على البعض، وزعمهما تدمير قواعد جوية في تصعيد كبير بين الدولتين المسلحتين نوويا.
وذكر الجيش الباكستاني أن رئيس الوزراء دعا لعقد اجتماع لهيئة الدفاع الوطني، وهي أعلى كيان يضم مسؤولين مدنيين وعسكريين، وتشرف على اتخاذ قرارات بشأن الترسانة النووية للبلاد. لكن وزير الدفاع الباكستاني قال في مقابلة تلفزيونية إنه لا يوجد اجتماع مقرر لهيئة القيادة الوطنية، وهي أعلى هيئة نووية في البلاد. يذكر أن الهند وباكستان قامتا بتفجيرات نووية في عام 1998 وتتنافسان في سباق صاروخي بشكل غير رسمي.
جهود أمريكية لخفض التصعيد
حض وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو الهند وباكستان على استئناف الاتصالات المباشرة في النزاع المتصاعد بين الطرفين وشدد روبيو في اتصالين منفصلين مع وزيري خارجية البلدين الخصمين على "ضرورة تحديد الطرفين سبل خفض التصعيد واستئناف الاتصالات المباشرة تجبنا لأي سوء تقدير"، بحسب ما ذكرت الناطقة باسم الخارجية الأمريكية تامي بروس في وقت مبكر اليوم السبت.
وقال وزير الدفاع الباكستاني في مقابلة تلفزيونية اليوم السبت إن الدولة الوحيدة التي يمكنها أن تلعب دوراً فعالاً بين الهند وباكستان هي الولايات المتحدة.
وقال مكتب الشؤون القنصلية بوزارة الخارجية الأمريكية اليوم السبت إن البعثة الدبلوماسية الأمريكية في باكستان منعت تحركات جميع موظفيها. وذكرت وزارة الخارجية أنها ستعيد تقييم الوضع هذا المساء، مضيفة أن الجيش الباكستاني نصح جميع سكان البلاد اليوم السبت بالبقاء في منازلهم حتى إشعار آخر.
مجموعة السبع تحث على الحوار
وحثت مجموعة السبع لأكبر اقتصادات عالمية أمس الجمعة الهند وباكستان على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، ودعت البلدين إلى الانخراط في حوار مباشر وسط تصاعد الأعمال القتالية بين الجارتين النوويتين.
وندد وزراء خارجية كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، في بيان أصدرته كندا، بالهجوم على السياح في كشمير الهندية في 22 أبريل نيسان الذي أسفر عن سقوط قتلى، "وحثوا الهند وباكستان على التحلي بأقصى درجات ضبط النفس".
وفي إطار الدعوات الدولية للتهدئة، زار وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل بن أحمد الجبير الهند وباكستان خلال اليومين الماضيين في إطار جهود المملكة للدفع نحو التهدئة بين البلدين، على ما أفادت وكالة الأنباء السعودية (واس) اليوم السبت.
تحرير: عماد حسن