الناخبون الألمان يختارون برلمانهم الجديد وسط تحديات
٢٣ فبراير ٢٠٢٥يواصل الناخبون في ألمانيا الإدلاء باصواتهم وسط ترقب كبير داخليا وخارجيا لما ستفرزه الإنتخابات التشريعية المبكرة، في ظل تحديات داخلية وخارجية تواجهها القوة الإقتصادية الأولى في أوروبا.
وفتحت مراكز الاقتراع صباح الأحد (23 شباط/فبراير 2025) في ألمانيا في انتخابات تشريعية يتصدرها المحافظون، وقد يحقق فيها اليمين المتطرف نتيجة قياسية.
ودعي أكثر من 59 مليون ناخب للإدلاء بأصواتهم من الساعة 8,00 (7,00 بتوقيت غرينتش) إلى الساعة 18,00 (17,00 بتوقيت غرينتش) لاختيار نوابهم في الانتخابات المبكرة التي دعي إليها بعد انهيار ائتلاف المستشار الاشتراكي الألماني أولاف شولتس في أواخر 2024.
ومارس الرئيس الاتحادي فرانك فالتر شتاينماير مع زوجته إلكه بودنبندر حقهما الانتخابي في مركز اقتراع بالعاصمة برلين، ووجه شكره للعاملين في الانتخابات ودعا كافة المواطنين للذهاب إلى صناديق الاقتراع.
وقال صباح الأحد في مدرسة إريك كاستنر الابتدائية في حي نسليندورف متوجها لمواطنيه: "استخدموا حقكم في التصويت. وشاركوا في تحديد مستقبل البلد".
وأدلى المستشار الألماني أولاف شولتس بصوته في انتخابات البرلمان الألماني اليوم الأحد في مدينة بوتسدام شرقي ألمانيا حيث يقع مقره السكني. ومشى شولتس برفقة زوجته بريتا إرنست، ممسكا بيدها، باتجاه مركز الاقتراع القريب من غرفة الصناعة والتجارة.
وفي الصباح، شوهد شولتس برفقة حراسه الشخصيين أثناء ممارسته للركض في بوتسدام. كما تحتفل زوجته بعيد ميلادها في يوم الانتخابات، حيث تبلغ من العمر 64 عاما.
وأدلى مرشح الاتحاد المسيحي لمنصب المستشار الألماني، فريدريش ميرتس، بصوته في محل إقامته في دائرة هوخزاورلاند غربي ألمانيا صباح اليوم الأحد. وتحت أشعة الشمس الساطعة، وصل ميرتس إلى مقر اللجنة الانتخابية مشيا على الأقدام برفقة زوجته شارلوته ميرتس، حيث رحب بالعديد من الناخبين والمعارف في طريقه إلى مركز الاقتراع.
ودخل ميرتس إلى قاعة التصويت، ووضع علامتيه الانتخابيتين بسرعة أثناء الوقوف داخل الكابينة، ثم أسقط بطاقته في صندوق الاقتراع. ولم يدل ميرتس بأي تصريح للصحفيين المنتظرين حيث كان يعتزم التوجه إلى العاصمة برلين.
وتصدر تكتل فريدرتش ميرتس، الذي يضم حزبي الاتحاد الديمقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي، استطلاعات الرأي بشكل مستمر ولكن من غير المرجح أن يفوز بالأغلبية في ظل التشظي السياسي في ألمانيا، مما سيضطره للبحث عن شركاء لتكوين ائتلاف. ومن المتوقع أن تكون مفاوضاته بهذا الشأن صعبة بعد حملة انتخابية كشفت عن انقسامات حادة إزاء الهجرة وكيفية التعامل مع حزب البديل من أجل ألمانيا في بلد تحمل فيه سياسة اليمين المتطرف وصمة شديدة بسبب ماضيها النازي.
وتجري الانتخابات التي يتابعها العالم بأسره في وقت تواجه أكبر قوة اقتصادية في أوروبا تراجع نموذجها للازدهار الاقتصادي المتبع منذ الحرب العالمية الثانية. فبين الانكماش الاقتصادي والتهديد بحرب تجارية مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإعادة النظر في الرابط الأطلسي و"المظلة" الأميركية التي كانت برلين تعول عليها حتى الآن لضمان أمنها، بات "مصير" ألمانيا على المحك، على ما أكد السبت زعيم المحافظين فريدريش ميرتس الذي يرجح أن يكون المستشار المقبل.
خ.س/م.س (أ ف ب، رويترز، د ب أ)