المعارضة السورية توحد صفوفها والجيش يطبق على الرستن
١ أكتوبر ٢٠١١يواصل معارضون سوريون مجتمعين في مدينة إسطنبول التركية اجتماعاتهم من أجل التوصل إلى إطار لتوحيد صفوفهم في مواجهة نظام الرئيس بشار الأسد. وأعلنت لجان التنسيق المحلية في الداخل السوري أن قوى سورية معارضة اتفقت بعد يومين من الاجتماعات على أسس توزع القوى داخل المجلس الوطني، على أن تعلن تشكيلته خلال اليومين القادمين. وفي تصريح لوكالة فرانس برس قال العضو في المجلس الوطني السوري خالد خوجة في إسطنبول إنه "عندما يجتمع المجلس الوطني السوري، سيفعل ذلك في إطار جمعية جديدة موسعة تضم كل التيارات الجديدة"، موضحاً أن اجتماع المجلس الوطني السوري لا يمكن أن يعقد "قبل الأحد في أفضل الأحوال" بعد انتهاء المحادثات. وسينتخب في هذا الاجتماع رئيس للمجلس الوطني السوري ورؤساء مختلف اللجان. وذكرت مصادر دبلوماسية في دمشق أن تنامي قوة المجلس الوطني السوري ناجم على ما يبدو عن اتفاق بين الأمريكيين والأتراك والإخوان المسلمين، واتحاد الاتجاهات السياسية الثلاثة، ألا وهي القوميون والليبراليون والإسلاميون.
تركيا تنفي اقتراح إشراك الإخوان في الحكومة
من جانبه نفى كبير مستشاري الرئيس التركي، إرشاد هورموزلو، صحة أنباء عن اقتراح بلاده على السلطات السورية تشكيل حكومة يكون فيها ربع أو ثلث الوزراء من الإخوان المسلمين، في مقابل التزام الإخوان باستخدام نفوذهم لوضع حد للانتفاضة الشعبية التي تهز البلاد. وجدد هورموزلو في تصريحات لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية الصادرة السبت (1 أكتوبر/ تشرين أول 2011) التأكيد على موقف تركيا بأن "قرار النظام في أي بلد، ومنها سوريا، ينبغي أن يكون قراراً داخلياً محلياً، ويجب أن يتخذ من قبل الشعب السوري نفسه"، معتبراً أنه "لا مجال للقيام بهذه الإجراءات المزعومة التي نشرت والتي لا تتوافق مع مجمل السياسة التركية مع مجمل الوضع في سوريا".
ودعا مستشار الرئيس التركي الحكومة السورية إلى أن "تصرف جهودها لتحسين وضع مواطنيها وسماع صوتهم" ، مؤكداً أن "الكثير من الأقاويل والمزاعم التي يتم اختلاقها ترمي للإخلال بالصداقة القائمة بين الشعبين التركي والسوري، ولن يكتب لها النجاح لأن علاقتنا راسخة مع الشعب السوري".
الجيش يسيطر على معظم بلدة الرستن
وعلى الصعيد الميداني، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، نقلاً عن "معلومات جديرة بالثقة أن الناشط السوري أنس الشغري تعرض للتعذيب وأصيب بجروح في رأسه في مقر أجهزة الأمن" الذي يقبع فيه معتقلاً منذ 14 مايو/ أيار الماضي. وأعرب المرصد عن تخوفه من أن يلقى الشغري مصيراً مماثلاً للناشط السوري غياث مطر. وكان أنس الشغري، البالغ من العمر 23 عاماً، أول من دعا سكان مدينة بانياس إلى "كسر جدار الخوف" والالتحاق بالثورة ضد نظام الأسد، بحسب ما ذكر المرصد.
كما أشار مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، المقيم في بريطانيا، إلى أن القوات السورية سيطرت السبت على معظم بلدة الرستن، التي تقاتل فيها جنوداً منشقين ومسلحين منذ خمسة أيام. وأضاف عبد الرحمن أن الجيش انتشر في نحو 80 بالمائة من البلدة، بعد أن أرسلت 250 دبابة إليها أمس الجمعة، مؤكداً أن الاتصالات مع البلدة صعبة، إلا أن أحد السكان تمكن من الفرار في وقت مبكر من صباح السبت وأخبر بوقوع إطلاق كثيف للنيران طوال الليل.
وفي وقت لاحق قال المرصد السوري، لوكالة فرانس برس، إن ستة مدنيين قتلوا السبت في عمليات عسكرية واشتباكات في مناطق سورية عدة، وكانت مواجهات بين عناصر قوات الأمن وجنود فارين انتقلت الجمعة من مدينة الرستن في محافظة حمص إلى محافظة حماة المجاورة وتسببت بمقتل احد عشر شخصا هم خمسة مدنيين وستة جنود الجمعة، وفق المصدر نفسه.
من جهة أخرى أفادت مصادر حقوقية سورية أن جثمان شاب اعتقلته قوات الأمن يوم الجمعة أعيد إلى ذويه في مدينة تلبيسة بمحافظة حمص، فيما توفي شابان آخران متأثران بجراح أصيبوا بها في كل من مدينة حرستا وضاحية قدسيا بريف دمشق، بعد ملاحقة الأمن للمتظاهرين الذين خرجوا يوم أمس للاحتجاج على النظام السوري.
ولا يتسنى التأكد من صحة هذه الأخبار من مصادر مستقلة، كون السلطات السورية تمنع الصحفيين والمنظمات الإنسانية والحقوقية من الوصول إلى مواقع الإحداث.
(ي.أ/ د ب أ، أ ف ب، رويترز)
مراجعة: عبده جميل المخلافي