المعارضة السورية تجدد رفضها حضور اللقاء التشاوري مع السلطة
٩ يوليو ٢٠١١في الوقت الذي تجرى فيه التحضيرات لعقد اللقاء الذي دعت إليه هيئة تنسيق مؤتمر الحوار الوطني السوري، التي يرأسها فاروق الشرع نائب رئيس الجمهورية السورية في دمشق غداً الأحد، تتوالى تأكيدات أطياف المعارضة السورية أنها لن تحضر اللقاء، بسبب تصعيد عمليات القمع التي تمارسها قوات الأمن ضد المحتجين. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن الكاتب والمعارض لؤي حسين قوله إن لجنة متابعة أعمال اللقاء لن تشارك في لقاء الأحد، لأن "السلطة لا تبدو أنها جادة في هذا الحوار". وقال حسين إن السلطة تريد أن تعقد اللقاء لكي "ترسل رسالة إلى الخارج، وليس لحل المشكلة العميقة التي تمر بها البلاد منذ أربعة أشهر".
وأضاف حسين، الذي يعد أحد منظمي اللقاء التشاوري للمثقفين السوريين المستقلين الذي عقد في دمشق نهاية حزيران/ يونيو الماضي، أن "المعارضة السورية لا تزال تعتقد بأهمية الحوار كمخرج سليم من الأزمة السورية"، لكنه استطرد بالقول: "إننا لن نذهب إلى الحوار بالشروط التي تفرضها السلطة علينا". وتتفق معظم أطياف المعارضة السورية على أن الحوار لا يمكن أن يبدأ قبل وقف القمع الأمني والسماح بالتظاهر السلمي وإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين وإيقاف الدعاية الإعلامية ضد المحتجين السوريين والسماح للإعلام الخارجي بتغطية الأحداث السورية بحرية.
"المناخ ليس ملائماً للحوار"
وبينما لم يتم توجيه الدعوة إلى تيار "إعلان دمشق" المعارض، قالت مصادر كردية مطلعة للوكالة الألمانية إن الأحزاب الكردية لن تشارك في الحوار أيضاً. وقد وجهت السلطات دعوات لنحو 150 شخصا من المعارضة السورية، بينهم المحاميان هيثم المالح وأنور البني والكاتب أكرم البني والمفكر طيب تيزيني، وشخصيات منضوية في هيئات تشكلت قبل أيام، مثل اللقاء التشاوري وهيئة التنسيق لقوى التغيير الديمقراطي، إضافة إلى عدد من الشخصيات من خارج البلاد، مثل الناشط الحقوقي هيثم مناع والباحث الاقتصادي ورئيس تحرير صحيفة "لوموند ديبلوماتيك" العربية، سمير عطية المقيمان في فرنسا. غير أن معظم هؤلاء أعلنوا اعتذارهم عن المشاركة.
وقال سمير عطية إنه اعتذر عن حضور المؤتمر لعدة أسباب، بينها أن "الدعوة نفسها لم تكن مقنعة، فهي بدون توقيع، إضافة إلى أن مناخ الحوار ليس مناخاً ملائماً لحوار بناء ومجد". وقال لؤي حسين إنه يتعين على السلطة أن "تأتي إلى طاولة حوارنا، بمعنى أن عليها أن تخلق الظروف الصحية لبدء حوار مجد ومثمر ومفيد لسورية وللشعب السوري قبل أن يكون مفيدا لأي من الأطراف".
حملة مداهمات
ميدانياً أعلن ناشط حقوقي لوكالة فرانس برس أن الجيش السوري انتشر اليوم السبت (9 تموز/ يوليو 2011) في قريتين في منطقة جبل الزاوية بمحافظة إدلب، حيث قام بحملة دهم وتفتيش. وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن في اتصال من لندن "اقتحمت صباح اليوم 27 دبابة من الجيش السوري بلدة كفرحايا في جبل الزاوية في إدلب وقام الجنود بتفتيش المنازل والتنكيل بالأهالي وتحطيم أثاث منازل نشطاء مطلوبين على القوائم".
وأضاف الناشط السوري أن الجنود "قاموا أيضاً بمصادرة أجهزة كومبيوتر وهواتف نقالة من بعض المنازل، وهناك استياء في البلدة من هذه التصرفات". وتابع عبد الرحمن أن الجنود "اقتحموا بعدها قرية الزابور المجاورة وفعلوا الأمر نفسه من تفتيش ومداهمات". وكان أكثر من 300 شخص اعتقلوا في منطقة جبل الزاوية الأسبوع الماضي.
وقتل 14 مدنيا على الأقل برصاص قوات الأمن السورية أثناء تفريقها الجمعة تظاهرات مناهضة لنظام الرئيس بشار الأسد، جرت في مدن عدة أضخمها في حماه، التي زارها السفيران الأميركي والفرنسي في تحد واضح لدمشق التي اتهمت واشنطن بـ"التورط" في الأحداث.
(ع.غ/ د ب أ، أ ف ب)
مراجعة: عارف جابو