المعارضة الروسية تتظاهر مجددا ضد بوتين
٢٤ ديسمبر ٢٠١١احتشد عشرات آلاف المتظاهرين اليوم السبت في شارع ساخاروف في موسكو وسط حضور أمني مكثف. وكان رئيس بلدية موسكو قد سمح للمعارضة بالتظاهر لمدة أربع ساعات ظهر اليوم السبت. وكتب أكثر من 150 ممثلا ومخرجا وصحافيا سيشاركون في التظاهرة في رسالة مفتوحة "من الأهمية بمكان أن نعيد تأكيد كرامتنا المكتسبة".
وشهدت مدينتا فلاديفوستوك وخاباروفسك في أقصي شرق روسيا حشودا أصغر من المتظاهرين كما شهدت مدن بارانول وتومسك وشيتا واركوتسك ونوفوسيبيرسك أيضا حشودا جماهيرية. وشارك عدة مئات في المظاهرات الإقليمية مع انخفاض درجة الحرارة إلى 30 درجة تحت الصفر في بعض الأماكن. وسارت المظاهرات بصورة سلمية وسط تواجد رجال الشرطة، الذين تعاملوا بشكل عادي وبدون استخدام العنف ضد المتظاهرين.
وتأتي المظاهرات التي تشهدها روسيا اليوم استمرارا لاحتجاجات الشوارع التي اندلعت في أعقاب الانتخابات البرلمانية التي جرت في الرابع من الشهر الحالي وفاز فيها حزب روسيا الموحدة الحاكم في البلاد.
وزعم منتقدو الحكومة استخدام حزب روسيا الموحدة أساليب التلاعب على نطاق واسع في الانتخابات للفوز بها. وخلص تحقيق رسمي بشان الانتخابات إلى انه كانت هناك بعض المخالفات الطفيفة ولكن النتيجة كانت نزيهة بصفة عامة. وحصل المعارضون على دعم المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان في الكرملين الذي انتقد اليوم السبت عمليات التزوير في الاقتراع وطالب بانتخابات مبكرة. وقال المجلس في بيان انه "من الضروري تبني قانون انتخابي جديد لتنظيم انتخابات تشريعية مبكرة على أساسه".
وعود بالإصلاح
وتنوي الحكومة الروسية إدخال تعديلات على مبدأ انتخاب مسؤولي الأقاليم، الذين كانوا يعينون تعيينا حتى الآن. كما يجري الحديث عن إقالة رئيس لجنة الانتخابات المركزية، وهو مطلب للمعارضة.
وهذا التحرك المعارض هو الأكبر في روسيا منذ تولى بوتين الرئاسة العام 2000. وتأتي هذه التعبئة فيما يسعى بوتين إلى ضمان إعادة انتخابه رئيسا في آذار/مارس بعدما تخلى عن هذا المنصب لديمتري مدفيديف العام 2008 كون الدستور لا يتيح له الحكم أكثر من ولايتين متتاليتين.
ورغم تراجع شعبيته في الأشهر الأخيرة، سخر بوتين من معارضيه في مقابلة تلفزيونية استمرت أكثر من أربع ساعات الأسبوع الفائت. ولم يتردد في اتهام المعارضة بأنها مرتهنة للغرب.
وفي مؤشر إلى إدراكهما أن الوضع خطير، وعد بوتين ومدفيديف ب"تحديث" النظام السياسي, لكن هذا المشروع لن يرى النور قبل العام 2013.
ع.ع. (ا ف ب/ د ب ا)
مراجعة:عبده جميل المخلافي