المصادقة على خطة توسيع الهجوم في غزة ومنظمات تشكو من القيود
١٤ أغسطس ٢٠٢٥قال الجيش الإسرائيلي الأربعاء (14 آب/أغسطس 2025) في بيان إنه خلال اجتماع لرئاسة الأركان وقادة أمنيين وعسكريين، "صودق على الفكرة المركزية للخطة الخاصة بالخطوات المقبلة في قطاع غزة، وذلك وفقاً لتوجيهات المستوى السياسي".
وأقر المجلس الوزاري الأمني الجمعة خطة للسيطرة على مدينة غزة والمرحلة المقبلة من الحرب في القطاع الفلسطيني. وكانت تقارير قد تحدثت عن خلافات بين رئيس أركان الجيش إيال زامير ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو حول الخطة.
وجاء في بيان الجيش أن المجتمعين عرضوا "إنجازات جيش الدفاع حتى الآن، بما في ذلك الهجوم في منطقة الزيتون (في مدينة غزة) الذي بدأ يوم أمس".
ولم تعلن الحكومة موعداً محدداً لبدء تنفيذ خطتها، لكن القصف الإسرائيلي تكثّف على المدينة خلال اليومين الماضيين، لا سيما على حي الزيتون في جنوب شرق غزة، وفق شهود والدفاع المدني الذي يقوم بأعمال نقل القتلى والمصابين إلى المستشفيات.
وأكد المدير العام للمكتب الإعلامي التابع لحركة حماس في قطاع غزة إسماعيل الثوابتة لوكالة فرانس برس أن الجيش الإسرائيلي "ينفذ عمليات توغل عدوانية في مدينة غزة، لا سيما في حي الزيتون ومحيط جنوب تل الهوى قرب ما يُعرف بمنطقة نتساريم، مصحوبة بعمليات قصف بالأحزمة النارية ونسف منازل على رؤوس ساكنيها كثّفها هذا الأسبوع". ووصفت الحركة، التي تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة منظمة إرهابية، ذلك بأنه "تصعيد خطير يهدف إلى فرض واقع ميداني بالقوة عبر سياسة الأرض المحروقة والتدمير الشامل للممتلكات المدنية".
وكان المتحدث باسم الدفاع المدني في القطاع محمود بصل قال الثلاثاء إن الوضع "خطير جداً" في المدينة، لا سيما في حيّ الزيتون والصبرة، مشيراً إلى أن الجيش الإسرائيلي يستخدم "قنابل شديدة الانفجار أدى بعضها إلى تدمير خمسة منازل دفعة واحدة". وأفاد بصل وكالة فرانس برس الأربعاء بأن الغارات أو النيران الإسرائيلية قتلت 45 شخصاً على الأقل، بينهم عدد من الأطفال، في مختلف أنحاء قطاع غزة الأربعاء، بينهم 11 على الأقل من منتظري المساعدات الإنسانية وخمسة من أفراد عائلة واحدة في قصف إسرائيلي على خان يونس.
100 منظمة مساعدات تنتقد القواعد الإسرائيلية الجديدة
وفي سياق متصل قالت أكثر من مئة منظمة غير حكومية في رسالة مشتركة نشرت الخميس إن القواعد الإسرائيلية الجديدة التي تنظم عمل مجموعات المساعدات الأجنبية تستخدم بشكل متزايد لرفض طلباتها لإدخال الإمدادات إلى قطاع غزة.
ولطالما كانت العلاقات بين منظمات الإغاثة المدعومة من الخارج والحكومة الإسرائيلية متوترة؛ إذ يشكو مسؤولون في كثير من الأحيان من تحيز هذه المنظمات، وقد تدهورت عقب هجوم حماس الإرهابي على إسرائيل في تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وجاء في الرسالة "رفضت السلطات الإسرائيلية طلبات عشرات المنظمات غير الحكومية لإدخال إمدادات منقذة للحياة، قائلة إن هذه المنظمات +غير مخوّلة تسليم المساعدات+".
وبحسب الرسالة التي وقعتها منظمات مثل أوكسفام وأطباء بلا حدود، رُفض 60 طلباً على الأقل لإدخال المساعدات إلى غزة في شهر تموز/يوليو وحده.
وفي آذار/مارس، وافقت الحكومة الإسرائيلية على مجموعة جديدة من القواعد الخاصة بالمنظمات غير الحكومية الأجنبية التي تعمل مع الفلسطينيين. ويرسم القانون الجديد الإطار الذي ينبغي للمنظمات أن تسجل بموجبه من أجل الحفاظ على وضعها داخل إسرائيل، إلى جانب الأحكام التي تحدد طريقة رفض طلباتها أو إلغاء تسجيلها. ويمكن رفض التسجيل إذا اعتبرت السلطات الإسرائيلية أن المجموعة تنكر الطابع الديموقراطي لإسرائيل أو "تروج لحملات نزع الشرعية" ضد البلاد.
وقال وزير الشتات الإسرائيلي عميحاي شيكلي لوكالة فرانس برس: "للأسف، تعمل العديد من منظمات الإغاثة كغطاء لنشاطات تكون في بعض الأحيان عدائية وعنيفة". وأضاف شيكلي الذي قادت وزارته الجهود لإقرار المبادئ التوجيهية الجديدة أن "المنظمات التي ليست لديها صلة بالنشاطات العدائية أو العنيفة وليست لديها روابط بحركة المقاطعة، ستمنح الإذن بالعمل".
لكن مجموعات الإغاثة تقول إن القواعد الجديدة تترك سكان غزة دون مساعدة. وقالت جوليان فيلدفيك، مديرة منظمة "كير" الخيرية في قطاع غزة: "مهمتنا هي إنقاذ الأرواح، لكن بسبب القيود المفروضة على التسجيل، يترك المدنيين دون الغذاء والدواء والحماية التي يحتاجون إليها بشكل عاجل". وأضافت أن منظمة "كير" لم تتمكن من توصيل أي مساعدات إلى غزة مذ فرضت إسرائيل حصاراً مطبقاً على القطاع الفلسطيني في آذار/مارس، رغم تخفيفه جزئياً في أيار/مايو.
وتتّهم إسرائيل حركة حماس بسرقة المساعدات التي تدخل القطاع، وهو ما تنفيه الحركة. ومنذ أيار/مايو، اعتمدت الحكومة الإسرائيلية على "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة من الولايات المتحدة لإدارة مراكز توزيع الأغذية.
وبحسب جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة، فإن عمليات تلك المنظمة شابتها الفوضى، مع تدافع الآلاف من سكان غزة يومياً إلى مراكزها حيث تعرض بعضهم لإطلاق النار، بينهم على أيدي جنود إسرائيليين، لكن الجيش الإسرائيلي ينفي ذلك.
تحرير:ع.ج.م