المستشارة الألمانية تبدأ غدا جولة شرق أوسطية
٣٠ مارس ٢٠٠٧تسعى الحكومة الألمانية التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي إلى دعم الجهود الراهنة الرامية إلى تحريك عملية السلام في منطقة الشرق الأوسط، التي تشهد حراكا دبلوماسيا لهذا الغرض. فبعد جولة وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس في المنطقة، أتت زيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وتأتي زيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل هي الأخرى لمتابعة الجهود الدبلوماسية لإحياء عملية السلام.
وتستهل المستشارة ميركل جولتها الشرق أوسطية من الأردن، إذ من المقرر أن تجري اجتماعاً مع الملك عبد الله الثاني في مدينة العقبة، لتتوجه بعد ذلك إلى إسرائيل لإجراء لقاءين مع كل من رئيس الوزراء إيهود أولمرت ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني. وبعد أن تتوجه المستشارة ميركل إلى رام الله لإجراء مشاورات مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ستختتم زيارتها في لبنان للقاء السنيورة.
ضرورة الالتزام بمبادئ اللجنة الرباعية
بذلت الحكومة الألمانية منذ تسلمها الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي جهوداً حثيثة لدفع عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين كان من أبرز ثمارها استئناف اجتماعات اللجنة الرباعية الدولية، التي تعتبر أهم راع للعملية السلمية في الشرق الأوسط. وهناك تطورات عديدة حصلت منذ آخر اجتماع لهذه اللجنة كان أهمها تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية تضم وزراء من حركتي فتح وحماس، الأمر الذي خلط الأوراق مجدداً في المنطقة على الرغم من أن المواقف الفلسطينية والإسرائيلية لم تتغير. فلم تعترف حماس بإسرائيل ولا تزال هذه الأخيرة ترفض الحوار مع الحركة الإسلامية. ميركل من جانبها سوف تعمل على تذكير أطراف النزاع بضرورة الالتزام بتوصيات اللجنة الرباعية، وستطالب الجانب الفلسطيني بنبذ العنف واحترام الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين حتى الآن. وفي إطار هذه الجولة ستحاول المستشارة الألمانية أيضاً المساعدة في إيجاد حل لأزمة الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليت المختطف منذ يونيو/حزيران الماضي.
التنسيق مع كافة الأطراف
استعرضت ميركل عشية زيارتها للشرق الأوسط مع أعضاء اللجنة الرباعية التطورات الأخيرة في المنطقة بهدف تنسيق الجهود مع جميع الأطراف، خصوصاً مع الإدارة الأمريكية. وفي هذا السياق أجرت الحكومة الألمانية اتصالات مع واشنطن للوقوف على نتائج الزيارة الأخيرة لوزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس والاتفاق الذي تم التوصل إليه حول اجتماعات دورية مستقبلا بين أولمرت وعباس. من جانب آخر ترغب المستشارة ميركل في الإطلاع على نتائج القمة العربية وتأثيراتها على العملية السلمية.
وسوف تختتم المستشارة الألمانية جولتها في لبنان حيث من المرتقب أن تعقد اجتماعاً ثنائياً يوم الاثنين القادم مع رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة، تستطلع فيه التطورات على الساحة اللبنانية قبل أن تتوجه لزيارة القطع البحرية الألمانية التي ترابط قبالة السواحل اللبنانية بناءاً على الاتفاق الذي تم التوصل إليه بعد الحرب الأخيرة التي شهدتها هذه المنطقة في الصيف الماضي.