المبعوث الأميركي "راضٍ" عن ردّ لبنان بشأن نزع سلاح حزب الله
٧ يوليو ٢٠٢٥أعلن المبعوث الأميركي توماس باراك الاثنين (السابع من يوليو/ تموز 2025) من بيروت إنه "راض" حيال ردّ السلطات اللبنانية على طلب واشنطن بشأن نزع سلاح حزب الله، محذّرا في الوقت نفسه من أن لبنان "سوف يتخلّف عن الركب" إن لم يتحرك تماشيا مع التغيرات الاقليمية الحاصلة.
خلال زيارة سابقة إلى بيروت في حزيران/يونيو الماضي، سلّم باراك إلى المسؤولين اللبنانيين رسالة من الإدارة الأميركية تطلب التزاما رسميا بنزع سلاح حزب الله قبل نهاية العام، بحسب مصدر رسمي لبناني.
وأضاف بيريك للصحفيين بعد لقائه بالرئيس اللبناني جوزاف عون "ما قدمته لنا الحكومة في فترة وجيزة جدا كان شيئا مذهلا، أنا راض للغاية عن الرد". وقدم فريق الرئيس اللبناني للمبعوث الأمريكي ردا من سبع صفحات على المقترح الذي قدمه في 19 يونيو حزيران.
"رد مدروس وموزون"
والتقى المبعوث الأمريكي مسؤولين لبنانيين في بيروت اليوم الاثنين لمناقشة خطة مقترحة لنزع سلاح جماعة حزب الله، بعد ساعات من شن إسرائيل غارات جوية جديدة وتوغلا بريا عبر الحدود.
وقال السفير الأميركي إلى تركيا والمبعوث الخاص إلى سوريا خلال مؤتمر صحافي في ختام لقائه مع الرئيس اللبناني جوزاف عون "أنا ممتنّ للرد اللبناني، الرد مدروس وموزون. نحن نعمل على وضع خطة للمضي قدما، ولتحقيق ذلك، نحن بحاجة إلى الحوار". وتابع "ما قدّمته لنا الحكومة كان رائعا. في وقت قصير جدا، وبطريقة معقّدة جدا، أشعر برضا لا يُصدق حيال هذا الرد".
واعتبر باراك أن "حزب الله هو حزب سياسي، وله جانب مسلح أيضا. يحتاج حزب الله إلى أن يرى أن هناك مستقبلا لهم، وأن هذا الطريق ليس معدّا ليكون ضدّهم فقط، وأن هناك تقاطعا بين السلام والازدهار لهم أيضا".
ويأتي ذلك غداة إعلان الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم أن التهديدات الإسرائيلية لن تدفع حزبه إلى "الاستسلام"، مطالبا أولا أن تنسحب اسرائيل "من الأراضي المحتلة وتوقف عدوانها وطيرانها وتعيد الأسرى ويبدأ الإعمار".
نزع سلاح حزب الله مقابل انسحاب إسرائيل
وتتضمن مقترحات المبعوث الأمريكي، التي سلمها إلى المسؤولين اللبنانيين خلال زيارته الأخيرة في 19 يونيو حزيران، نزع سلاح حزب الله بالكامل خلال أربعة أشهر مقابل انسحاب القوات الإسرائيلية التي لا تزال تحتل عدة مواقع في جنوب لبنان ووقف الضربات الجوية الإسرائيلية.
وكان لبنان قد لجنة لصياغة رد، وسط توقعات بأن الجماعة قدمت ملاحظاتها لحليفها رئيس مجلس النواب نبيه بري ليضمها لمقترح مضاد جرى إعداده لتقديمه لبيريك خلال الزيارة اليوم الاثنين.
وأكد المبعوث بارك "أن إسرائيل تريدالسلام مع لبنان لكن كيفية تحقيق ذلك يشكل تحديا"، مشيرا إلى أن "لبنان ما زال مفتاح المنطقة، ويمكن أن يكون لؤلؤة المتوسط".
وختم قائلا: "يمكنكم أن تكونوا القادة خصوصا انكم كنتم سويسرا الشرق. لن يأتي أحد إلى لبنان أن كنتم في حرب. وحان الوقت اليوم ولديكم رئيس أمريكي يقف إلى جانبكم لديه شجاعة كبيرة ولكن ليس الصبر الطويل".
وقف إطلاق نار هش
يسري في لبنان منذ تشرين الثاني/نوفمبر اتفاق لوقف إطلاق النار بعد نزاع امتد أكثر من عام بين إسرائيل وحزب الله، تحوّل الى مواجهة مفتوحة اعتبارا من أيلول/سبتمبر. وعلى رغم ذلك، تشنّ الدولة العبرية باستمرار غارات في مناطق لبنانية عدة خصوصا في الجنوب، تقول غالبا إنها تستهدف عناصر في الحزب أو مواقع له.
ونصّ وقف إطلاق النار على انسحاب حزب الله من المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني (على مسافة حوالى 30 كيلومترا من الحدود مع إسرائيل في جنوب لبنان) وتفكيك بناه العسكرية فيها، مقابل تعزيز انتشار الجيش وقوة الأمم المتحدة لحفظ السلام (يونيفيل).
كما نصّ على انسحاب القوات الإسرائيلية من مناطق تقدمت إليها خلال الحرب، لكن إسرائيل أبقت على وجودها في خمسة مرتفعات استراتيجية، يطالبها لبنان بالانسحاب منها.
وتقول السلطات اللبنانية إنها تعمل على تفكيك البنية التحتية العسكرية لحزب الله في الجنوب بالقرب من الحدود الإسرائيلية. وحذّر باراك في الوقت نفسه من أن "المنطقة تتحرّك بسرعة هائلة" ولبنان "سوف يتخلّف عن الركب". وأشار إلى أن "الحوار قد بدأ بين سوريا وإسرائيل" وحضّ لبنان على القيام بالمثل.
تحرير: ح.ز