المبعوث الأمريكي يقترح "اتفاق عدم اعتداء" بين سوريا وإسرائيل
٢٩ مايو ٢٠٢٥قال المبعوث الأمريكي إلى سوريا توماس باراك اليوم الخميس (29 مايو/ أيار 2025) إن الولايات المتحدة تعتقد أن السلام بين سوريا وإسرائيل قابل للتحقيق، مقترحا أن يبدأ السعي إلى ذلك باتفاق على عدم الاعتداء وترسيم الحدود. وذكر باراك أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعتزم رفع اسم سوريا من قائمة الدول الراعية للإرهاب. وفي تصريح بثته قناة العربية السعودية، أعرب باراك من دمشقعن اعتقاده بأن "مشكلة إسرائيل وسوريا قابلة للحل وتبدأ بالحوار"، مقترحا البدء بـ"اتفاق عدم اعتداء" بين الطرفين.
ونشرت الوكالة العربية السورية للأنباء ( سانا) مجموعة من الصور تظهر لحظة رفع العلم الأمريكي ومصافحة وزير الخارجية والمغتربين السوري أسعد الشيباني للمبعوث باراك. بدورها، أفادت قناة "الإخبارية" السورية بأن الافتتاح جرى في منطقة أبو رمانة بالقرب من السفارة بحضور ممثلين عن وزارة الخارجية والسفارة الأمريكية، وعدد من الدبلوماسيين والإعلاميين. وأشارت إلى أن الخطوة تعد مؤشرا عمليا على تطور العلاقات السورية - الأمريكية في أعقاب المرحلة الجديدة التي تشهدها البلاد.
توماس باراك يرفع علم بلاده في دمشق
ورفع المبعوث الأمريكي علم بلاده فوق مقر إقامة السفير بدمشق اليوم الخميس لأول مرة منذ إغلاق السفارة في 2012 بعد عام من اندلاع الصراع. وبعد أشهر من التواصل المحدود نسبيا مع الإدارة السورية الجديدة، عززت الولايات المتحدة علاقاتها بدمشق سريعا في الأسابيع القليلة الماضية. والتقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالرئيس السوري الجديد أحمد الشرع في الرياض منتصف مايو أيار، وخففت إدارته العقوبات الأمريكية على سوريا.
وجرى تعيين باراك في منصب مبعوث بلاده إلى دمشق في 23 مايو أيار. وهو أيضا سفير الولايات المتحدة لدى تركيا. ويجري حاليا أول زيارة رسمية له في سوريا. وأغلقت الولايات المتحدة سفارتها في دمشق في فبراير شباط 2012، بعد عام تقريبا من تحول الاحتجاجات ضد الرئيس السابقبشار الأسد إلى صراع عنيف استمر نحو 14 عاما. وجرى سحب السفير آنذاك روبرت فورد من سوريا قبل وقت قصير من إغلاق السفارة. وعمل المبعوثون الأمريكيون اللاحقون لسوريا من الخارج دون زيارة دمشق. وقُتل مئات الآلاف خلال الحرب الأهلية السورية ونزح الملايين داخليا وخارجيا، وزادت الدول الغربية الضغط على الأسد بقطع العلاقات وفرض عقوبات مشددة، لكنه تمكن من البقاء في السلطة بمساعدة من إيران وروسيا.
وأطيح بالأسد في ديسمبر كانون الأول 2024 في هجوم خاطف شنته جماعات معارضة مسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام، التي تزعمها الشرع وكانت تابعة لتنظيم القاعدة في وقت سابق. ويشكل أعضاء هيئة تحرير الشام حاليا العمود الفقري للدولة السورية الجديدة.