العقوبات الأمريكية الجديدة على الجنائية الدولية "هجوم صارخ"
٢٠ أغسطس ٢٠٢٥فرضت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الأربعاء (25 آب/ أغسطس 2025) عقوبات على قاضيين ومدعين اثنين بالمحكمة الجنائية الدولية، في وقت تواصل فيه واشنطن ضغطها على المحكمة بسبب استهدافها لقادة إسرائيليين.
وذكرت وزارتا الخزانة والخارجية الأمريكيتان أن واشنطن حددت هؤلاء الأشخاص وهم نيكولا يان غيو من فرنسا، ونزهت شميم خان من فيجي، ومامي ماندياي نيانغ من السنغال، وكيمبرلي بروست من كندا.
وقال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو في منشور على موقع إكس: "اليوم، أسمي كيمبرلي بروست من كندا ونيكولا غيو من فرنسا ونزهت شميم خان من فيدجي ومامي ماندياي نيانغ من السنغال" كونهم "شاركوا مباشرة في جهود المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في شأن مواطنين من الولايات المتحدة وإسرائيل أوتوقيفهم أو اعتقالهم أو ملاحقتهم،من دون موافقة أي من هذين البلدين".
تأتي هذه الخطوة بعد أقل من ثلاثة أشهر من اتخاذ الإدارة الأمريكية خطوة غير مسبوقة بفرض عقوبات على أربعة قضاةفي المحكمة الجنائية الدولية، قائلة إنهم متورطون في "إجراءات غير مشروعة لا تقوم على أي أساس" من قبل المحكمة تستهدف واشنطن وحليفتها المقربة إسرائيل.
وقد أصدر قضاة ا لمحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غلانت والقيادي في حركة حماس إبراهيم المصري في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال حرب غزة.
وغيو هو قاض في المحكمة الجنائية الدولية ترأس هيئة ما قبل المحاكمة التي أصدرت مذكرة الاعتقال بحق نتنياهو. وخان ونيانغ هما نائبا المدعي العام في المحكمة.
"هجوم صارخ على استقلال" المحكمة
من جانبها دانت المحكمة الجنائية الدولية قرار العقوبات الأمريكية وقالت في بيان إن "هذه العقوبات هجوم صارخ على استقلال هيئة قضائية محايدة".
وأضافت "تمثل (هذه العقوبات) أيضا إهانة للدول الأطراف في المحكمة وللنظام الدولي القائم على القواعد وفوق كل ذلك لملايين الضحايا الأبرياء في أنحاء العالم".
وذكرت المحكمة أنها "ستواصل تنفيذ ولاياتها بما يتوافق تماما مع إطارها القانوني، دون أي ضغوط أو تهديدات".
ترحيب إسرائيلي و استياء فرنسي
ورحب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بقرار الولايات المتحدة الأمريكية فرض عقوبات إضافية على المحكمة الجنائية الدولية واعتبره "تحركا حاسما ضد حملة التشهير" بحق إسرائيل.
وقال نتنياهو في بيان أصدره مكتبه "أهنئ ماركو روبيو، وزير الخارجية الأميركي، بقراره بفرض عقوبات على قضاة المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي. هذا هو فعل حاسم ضد حملة التشهير التي تستهدف دولة إسرائيل ... من أجل الحقيقة والعدالة".
من جانبها أعربت فرنسا عن "استيائها" من القرار الأمريكي وفق بيان صادر عن وزارة الخارجية الفرنسية. وقال ناطق باسم الخارجية الفرنسية إن فرنسا "تعرب عن تضامنها مع القضاة المستهدفين بهذا القرار" ومن بينهم القاضي الفرنسي نيكولا غيو، وترى أن العقوبات الأميركية "تتعارض مع مبدأ استقلال القضاء"، في حين تبرر الولايات المتحدة هذه العقوبات بـ"تسييس" المحكمة الجنائية الدولية.
"محاولة تقويض استقلالية المحكمة"
وانتقدت المحكمة هذه الخطوة في يونيو/ حزيران ووصفتها بأنها محاولة لتقويض استقلال المؤسسة القضائية.
وللمحكمة الجنائية الدولية، التي تأسست عام 2002، ولاية قضائية دولية للمقاضاة في جرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب في الدول الأعضاء أو في حال إحالة قضية من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. والولايات المتحدة والصين وروسيا وإسرائيل ليست من الدول الأعضاء في المحكمة.
وتجري المحكمة تحقيقات بارزة في شبهة جرائم حرب في حرب غزة وفي الحرب الروسية الأوكرانية وكذلك في السودان وميانمار والفلبين وفنزويلا وأفغانستان.
وتجمد العقوبات أي أصول أمريكية قد يمتلكها الأفراد، وتعزلهم فعليا عن النظام المالي الأمريكي. وأظهر موقع وزارة الخزانة الأمريكية على الإنترنت اليوم أن الولايات المتحدة أضافت أربعة أشخاص مرتبطين بالمحكمة الجنائية الدولية إلى قائمة عقوبات. وذكر الموقع الإلكتروني أن واشنطن أصدرت أيضا ترخيصا عاما مرتبطا بالمحكمة الجنائية الدولية "يسمح بإنهاء المعاملات المتعلقة بأشخاص معينين بعد حظر في 20 آب/ أغسطس".
تحرير: عبده جميل المخلافي