العفو الدولية لدويتشه فيله: الوضع في مصراتة حرج والسكان يستغيثون بالناتو
٢٠ أبريل ٢٠١١دويتشه فيله: سيدة روفيرا، هل لك بدءاً أن تصفي لنا الوضع في مصراتة بشكل عام؟
دوناتيلا روفيرا: الوضع في مصراتة يزداد صعوبة يوماً بعد يوم. المدنيون أصبحوا لا يعرفون إلى أين يلجأون هرباً من القصف. لقد تكلمت مع عدة عائلات لجأت للاحتماء داخل المدارس. عائلات أخرى لجأت إلى بيوت أقارب لها، حيث تتجمع خمس أو ست عائلات في شقق ضيقة. وهناك بعض العائلات التي تنقلت عدة مرات من مكان إلى آخر داخل مصراتة، ففي كل مرة تلجأ العائلة إلى مكان آمن، تبدأ كتائب القذافي بقصف هذا المكان. وهذا ما رأيته أنا في الأيام الأخيرة التي أمضيتها هنا.
وقد استخدمتْ في القصف أسلحة يُحظر استخدامها في الأماكن المأهولة بالسكان. ورأيت أنا بنفسي المئات من قذائف غراد التي سقطت في الآونة الأخيرة عشوائياً على مناطق سكانية وأصابت البيوت. ورأيت قذائف الهاون والقنابل العنقودية التي يُمنع استخدامها في مناطق يسكنها المدنيون منعاً باتاً. كما أن الأوضاع الإنسانية صعبة جداً هنا وتزداد صعوبة كل يوم. ليس هناك ماء أو كهرباء، بعض السكان يعتمدون على المولدات الكهربائية لتوليد الكهرباء حتى لتزويد المستشفيات بالكهرباء، ولكن على مستوى متدنٍ جداً. وضع الإمداد بالمياه سيء للغاية، الناس يضطرون إلى استعمال ما وفروه من مياه، ولكن ليس هناك مياه جارية في مصراتة منذ أسابيع.
هناك أنباء عن سقوط مئات القتلى والجرحى من المدنيين في القتال الدائر في مصراتة، أين تتم معالجة هؤلاء الجرحى؟
هناك مستشفيان، واحد منهما هو المستشفى الرئيسي في المدينة وهو تحت سيطرة قوات القذافي، وهناك مستشفى آخر في منطقة تخضع لسيطرة قوات القذافي، إذاً لا يمكن الوصول لأي منهما حالياً. وهناك أيضاً مستشفيات وعيادات صغيرة يعالج فيها الجرحى، ولكن إمكانياتها محدودة من ناحية عدد الأطباء والعاملين فيها ومن ناحية المعدات الطبية. بعض الجرحى تم إجلاؤهم في القوارب من قِبل منظمات إغاثة أتت إلى مصراتة خصيصاً لإجلائهم، ولكن عددهم ضئيل. وهناك أيضاً مرضى لا علاقة لهم بالقتال يحتاجون إلى العناية الصحية مثل غسيل الكلى أو ما شابه ذلك، ولكنهم عالقون في أماكن لا توجد فيها مستشفيات. بشكل عام حالة الإغاثة الطبية حرجة هنا.
أعلنت الأمم المتحدة الثلاثاء أنه تم الاتفاق على فتح "ممر آمن" لإيصال المعونة والإمدادات لسكان المدن الليبية المنكوبة. هل وصلت هذه الإمدادات إلى مصراتة؟
حتى الآن لم نرَ أي معونات بعد. لقد رأيت أن هناك بعض المساعدات القليلة التي تأتي من هنا وهناك، ولكن المساعدات من منظمات مثل الأمم المتحدة لم تأت بعد. لكنني أيضاً سمعت أن الأمم المتحدة وبرنامج الأغذية العالمي ستحاول إمداد مصراتة بالمعونات، وآنا آمل أن يكون بوسع هذه المنظمات أن تأتي سريعاً وأن تبدأ بتوزيع المساعدات. فالحاجة إليها ماسةً هنا. فنقص الماء والكهرباء وحده يشكل مصدراً للمشاكل الصحية.
أنت الآن موجودة في مدينة مصراتة المحاصَرة وتكلمتِ مع سكان المدينة هناك ومع أشخاص جُرحوا أو فقدوا أفراداً من عائلاتهم بسبب القصف. ماذا يقول سكان المدينة وبماذا يطالبون؟
الجميع هنا يتساءل: لماذا لا تتم حمايتنا من قبل المجتمع الدولي كما وُعدنا؟ لماذا لا يحمينا حلف شمال الأطلسي؟ أين هي الناتو؟ هذا ما يقوله الناس هنا. وأنا برأيي هم على حق، فالناس هنا خائفون وحائرون وليست لديهم أي خيارات. الوضع في مصراتة أسوأ بكثير من كل المدن الأخرى التي زرتها في ليبيا.
أجرى الحوار: نادر الصراص.
مراجعة: منى صالح