العالم ينتظر ولادة الطفل رقم 7 مليار
٢٩ أغسطس ٢٠١١لا أحد يعرف إن كان الطفل، الذي سيصبح عدد السكان العالم بمولده سبعة مليارات نسمة، قد وُلد أم لم يولد بعد، إذ ليس هناك نظام إحصائي في العالم يجعل من المؤكد معرفة موعد وصول هذا المواطن على وجه الدقة. غير أن الأمم المتحدة تتوقع أن يكون الحادي والثلاثين من آب /أغسطس الجاري هو يوم ميلاد هذا المواطن ليصبح هذا التاريخ ذا قيمة رمزية.
على مر تاريخ البشرية زادت وتيرة نمو سكان العالم بشكل هائل حيث بلغ تعداد العالم إبان فترة المسيح نحو 300 مليون نسمة ثم كان المليار الأول من سكان العالم بعد عام 1800 بسنوات قليلة. وازداد سكان العالم في القرن الحادي والعشرين وحده بواقع مليار نسمة أخرى، وأصبح خبراء السكان يلتزمون الحذر بشأن أي تنبؤات أخرى.
عن ذلك قال ديفيد بلوم من كلية هارفارد للصحة العامة إن هناك عدة عوامل تصعب التنبؤات الدقيقة الخاصة بسكان العالم منها الأمراض المعدية والحروب والتقدم العلمي والتغيرات السياسية وقدرة القائمين على القرار السياسي في العالم على التعاون مع بعضهم البعض. ولكن وبصفة عامة فإن العلماء يتوقعون أن تتراجع وتيرة النمو السكاني حيث تتنبأ الأمم المتحدة ألا يزيد عدد سكان العالم عن 8 مليارات إلى10,5 مليار نسمة بحلول عام 2050.
تزايد في الجنوب وتراجع في الشمال
ومن المؤكد أن الثقل السكاني في قارات العالم سيشهد تغيرا بسبب معدلات النمو السكاني المرتفعة في آسيا وأفريقيا. وفي القريب ستحل الهند التي يبلغ تعداد سكانها حاليا 1,2 مليار نسمة محل الصين(1,3)، وسيصل عدد سكان نيجيريا التي تعتبر الأكثر سكانا من بين دول أفريقيا حيث يعيش فيها الآن نحو 162 مليون نسمة إلى نحو ثلاثة أرباع مليار نسمة بحلول منتصف القرن الحالي.
مثال آخر: يعيش حاليا أكثر من 80 مليون نسمة في ألمانيا الصناعية ومثلهم في أثيوبيا النامية، ولكن من المتوقع أن يكون هناك نحو 174 مليون نسمة في أثيوبيا في غضون 40 عاما مقابل نحو 72 مليون نسمة في ألمانيا، وسيكون سكان ألمانيا أكبر سنا في المتوسط عن سكان أثيوبيا.
ومن بين نتائج ذلك هو تغير موازين القوى بين قارات العالم حيث يتزايد نفوذ دول مثل الصين والهند والبرازيل في الوقت الحالي بالفعل، وهو ما دفع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل مؤخرا أن تناشد الأوروبيين بالتماسك قائلة: "في عالم يعيش فيه سبعة مليارات نسمة علينا أن نحشد 500 مليون أوروبي مع بعضهم البعض، وإلا فلن يكون من الممكن إنقاذ الرخاء والمبادئ في أوروبا".
ومع تزايد سكان العالم تتزايد الحاجة إلى الأرض التي يعيشون عليها وإلى الأغذية والطاقة وهو ما يغذي المخاوف من تزايد ضراوة الحروب على الثروات الطبيعية الحالية. ولا يستبعد الكثيرون على سبيل المثال أن تحدث حروب بين الدول المتجاورة على الماء.
على الأغنياء تغيير عاداتهم
ورأى خبراء الصندوق العالمي للطبيعة أن سكان العالم سيحتاجون إلى ثلاثة أمثال كوكب الأرض بحلول عام 2050 إذا لم تتغير عادات سكان العالم. وبالإشارة إلى ذلك قال خبير الصندوق جيسون كلي: "علينا أن ننتج خلال الأربعين عاما المقبلة نفس كمية الأغذية التي أنتجت خلال الثمانية آلاف عام الماضية." أضف إلى ذلك أن سكان الدول الصناعية لا يزالون يرمون بالكثير من الطعام في سلة المهملات.
ولكن المتفائلين يشيرون إلى أن التوقعات المبالغة في التشاؤم بشأن تداعيات تزايد سكان العالم لم تتحقق حتى الآن ،ويرون أن الأحداث تطورت بشكل إيجابي من خلال التطور التقني والإنجازات الطبية التي حققها العالم وذلك خلافا للمخاوف.
كما أن الرقم القياسي الحالي لسكان العالم يأخذ بعدا آخر عندما نعرف أن أكثر من مئة مليار نسمة عاشوا على الأرض منذ ظهور الإنسان العاقل عليها، فماذا يكون سبعة مليارات نسمة في مقابل هذا العدد؟ هكذا يفكر المتفائلون.
(ع.ع. / د ب أ)
مراجعة: سمير جريس