الشرع يلتقي عبدي وسط مطالب بنشر نتائج تحقيقات الساحل
٩ يوليو ٢٠٢٥طالبت منظمة العفو الدولية الأربعاء (التاسع من يوليو/تموز 2025) السلطات السورية بنشر النتائج الكاملة لتحقيقاتها حول عمليات القتل في الساحل السوري والتي أسفرت قبل أربعة أشهر عن مقتل المئات من الطائفة العلوية، وضمان محاسبة المسؤولين عنها، وذلك عشية انتهاء مهلة عمل لجنة التقصي الرسمية.
وقالت نائبة المدير الإقليمي للشرق الأوسط وشمال افريقيا لدى منظمة العفو الدولية كريستين بيكيرلي: "يجب على الرئيس (أحمد) الشرع الالتزام بنشر النتائج الكاملة لتحقيق لجنة تقصي الحقائق بشأن عمليات القتل الجماعي التي استهدفت المدنيين العلويين في المناطق الساحلية، وضمان تقديم المسؤولين عنها إلى العدالة".
وشددت بيكيرلي على أن "للناجين وعائلات الضحايا الحق في معرفة ما حدث، ومن كان المسؤول، وما هي الخطوات الملموسة التي ستتخذها السلطات من أجل تحقيق العدالة". وأضافت أن التحقيقات "المستقلة والنزيهة وحدها يمكن أن تؤدي إلى محاكمات عادلة وذات مصداقية، يجب على الرئيس أيضا أن يضمن توفير تعويضات فعالة للناجين والعائلات المتضررة".
وشهدت منطقة الساحل بدءا من السادس من مارس/آذار ولثلاثة أيام، أعمال عنف على خلفية طائفية، اتهمت السلطات مسلحين موالين للرئيس المخلوع بشار الأسد بإشعالها عبر شن هجمات أودت بالعشرات من عناصرها.
وشكّلت الرئاسة السورية في 9 آذار/مارس لجنة تحقيق في تلك الأحداث، وتعهدت تقديم النتائج في غضون شهر، قبل أن تؤجل إعلانها لثلاثة أشهر إضافية، تنتهي مدتها في 10 يوليو/تموز الماضي.
وتعهّد أحمد الشرع حينذاك محاسبة كل من "تورط في دماء المدنيين" مؤكداً في الوقت نفسه أنه لن يسمح بجر البلاد إلى "حرب أهلية".
اجتماعي في دمشق يضم الرئيس السوري وقيادة "قسد" والمبعوث الأمريكي
وفي سياق متصل، عقد الشرع اجتماعاً ثلاثياً في دمشقمع قائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد) مظلوم عبدي، والموفد الأمريكي توماس باراك.
وقالت مصادر إن اللقاء يرمي إلى إزالة أي عوائق أمام تنفيذ الاتفاق الذي اُبرم قبل أربعة أشهر بين الشرع ومظلوم برعاية أمريكية.
ونقلت فرانس برس عن مسؤول قوله إن اللقاء ناقش "العلاقة بين الإدارة الذاتية والحكومة في دمشق، بالإضافة إلى القضايا الاقتصادية والعسكرية".
وينص الاتفاق على بنود أبرزها "دمج كافة المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرق سوريا ضمن إدارة الدولة السورية بما فيها المعابر الحدودية والمطار وحقول النفط والغاز". لكن الإدارة الذاتية وجهت لاحقا انتقادات الى السلطة على خلفية الاعلان الدستوري ثم تشكيل حكومة قالت انها لا تعكس التنوع. وطالبت القوى الكردية الشهر الماضي بدولة "ديموقراطية لامركزية"، ردت عليها دمشق بتأكيد رفضها "محاولات فرض واقع تقسيمي" في البلاد.
المبعوث الأمريكي: "هناك طريق واحد فقط، وهو الطريق إلى دمشق"
وفي مقابلة مع شبكة روداو الإعلامية الكردية، وصف المبعوث الأمريكي باراك الحكومة السورية بأنها تظهر "حماساً هائلاً" لتوحيد المؤسسات تحت
راية "دولة واحدة، أمة واحدة، جيش واحد، حكومة واحدة".
وانتقد باراك قوات قسد بسبب بطء مشاركتها، قائلاً: "أعتقد أن قوات سوريا الديمقراطية كانت بطيئة في القبول والتفاوض والتحرك نحو ذلك، ونصيحتي لهم هي تسريع العملية". وقال باراك: "هناك طريق واحد فقط، وهو الطريق إلى دمشق"، مضيفاً أن "الوقت ينفد".
وقالت مصادر الحكومية السورية لوكالة الأنباء الألمانية (د ب ا) إن باراك أبلغ دمشق بأن كل قوات قسد ستنسحب من شرق نهر الفرات بحلول 17
أغسطس/آب.
وقالت المصادر إن المحادثات ركزت على تفكيك المؤسسات الموازية ودمج الحكم المحلي في هياكل وطنية.
وينتقد الأكراد الذين عانوا لعقود قبل اندلاع النزاع من التهميش والإقصاء، سعي السلطة الجديدة الى تكريس مركزية القرار وإقصاء مكونات رئيسة من إدارة المرحلة الانتقالية.
وفي مقابلة تلفزيونية نهاية أيار/مايو، أكد عبدي "نحن ملتزمون بما اتفقنا عليه مع دمشق ونعمل حاليا على تنفيذ هذه الاتفاقية من خلال لجان تطبيقية". لكنه شدد على التمسك بـ "سوريا لامركزية وتعيش فيها جميع المكونات بكامل حقوقها وألا يتم إقصاء أحد".
وتسيطر الإدارة الذاتية الكردية على مساحات واسعة في شمال وشرق سوريا، تضم أبرز حقول النفط والغاز التي تحتاج دمشق الى مواردها. وتدير مخيمات ومراكز اعتقال تضم مقاتلين من تنظيم داعش، بينهم آلاف الأجانب.
تحرير: خ. س