السودان: مقتل العشرات في هجوم للدعم السريع على سوق بأم درمان
١ فبراير ٢٠٢٥قالت وزارة الصحة السودانية إن 54 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب 158 آخرون السبت (الأول من فبراير/شباط 2025) في هجوم شنته قوات الدعم السريع شبه العسكرية على سوق صابرين في مدينة أم درمان. وأضافت الوازرة في بيان أنها تندد بهذا "السلوك وتترحم على شهداء الوطن من المدنيين، متمنية الشفاء العاجل للجرحى".
وفي تغريدة على منصة إكس، قال خالد علي الاعيسر، وزير الإعلام السوداني والناطق باسم الحكومة، إن الهجوم "أسفر عن سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين الأبرياء، بينهم أطفال ونساء وكبار السن، بالإضافة إلى دمار واسع في الممتلكات الخاصة والعامة."
وأظهرت لقطات نُشرت على منصات التواصل الاجتماعي مشاهد مروعة لضحايا جرى وضعهم على الأرض داخل السوق.
ونقلت فرانس برس عن مصدر طبي في مستشفى النو طالب عدم كشف هويته، قوله إنّ الجرحى "ما زالوا يصلون إلى المستشفى" بعد الهجوم الذي نسبه إلى قوات الدعم السريع.
وقال أحد الناجين في تصريح لفرانس برس "القذائف سقطت في وسط سوق الخضار بصابرين ما يفسّر العدد الكبير من الضحايا والمصابين".
وقال أحد المتطوعين في مستشفى النو "نحتاج إلى اكفان ومتبرعين بالدم ونقالات لنقل الجرحى".
يشار إلى أن المستشفى يعد أحد آخر المرافق الطبية التي ما زالت تعمل في المنطقة، وسبق أن تعرّض مرارا لهجمات.
وقال شهود على هجوم السبت لفرانس برس إنّ مصدر القصف كان غرب أم درمان، وهي منطقة لا تزال تحت سيطرة قوات الدعم السريع.
وقال أحد سكان قطاع يقع إلى جنوب أم درمان " تتساقط القذائف الصاروخية والمدفعية"، مشيرا إلى هجوم لقوات الدعم السريع على محاور عدة.
تزامن هذا مع إعلان الجيش السوداني كسر الحصار الذي كانت قوات الدعم السريع على مقر قيادته العام في العاصمة السودانية. وقال الجيش إنه استعاد مقر سلاح الإشارة وطرد قوات الدعم السريع من مصفاة الجيلي النفطية في شمال الخرطوم.
ويشهد السودان منذ نيسان/أبريل 2023 نزاعا داميا بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوّات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو الملقب "حميدتي".
الخرطوم باتت معسكرا
وتوعّد قائد قوّات الدعم السريع الجمعة (31 يناير/كانون الثاني) بـ"طرد" الجيش السوداني من الخرطوم؛ إذ قال دقلو في خطاب متلفز نادر إن عناصر الجيش لن يستفيدوا من مقرّ القيادة أو معسكر سلاح الإشارة لفترة طويلة، متعهّدا بـ"طردهم"، كما حصل سابقا.
ويواجه طرفا النزاع اتهامات بارتكاب جرائم حرب ولا سيما استهداف مدنيين، وشنّ قصف عشوائي على منازل وأسواق ومستشفيات، وعرقلة دخول المساعدات الإنسانية وتوزيعها.
وأدّى النزاع في السودان إلى كارثة إنسانية هائلة مع مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 12 مليون شخص فيما الملايين على حافة المجاعة.
ومنذ بدء النزاع واستهدافها بالقصف قبل نحو عامين، تحوّلت الخرطوم إلى ما يشبه معسكرا للمقاتلين.
ففي ولاية الخرطوم قُتل 26 ألف شخص بين أبريل/نيسان 2023 و يونيو/حزيران 2024، وفقا لتقرير صادر عن كلية لندن للصحة والطب الاستوائي. وأفرغت أحياء بأكملها من السكان واستولى عليها مقاتلون مع فرار 3,6 ملايين شخص من العاصمة، وفقا لأرقام الأمم المتحدة.
ويعاني ما لا يقل عن 106 آلاف شخص من المجاعة في العاصمة، بحسب وكالات أممية، فيما يعاني 3,2 ملايين من الجوع عند مستويات حرجة.
وقبيل انتهاء ولايته، فرض الرئيس الأمريكي السابقجو بايدن عقوبات على البرهان. واتّهمت إدارته الجيش السوداني بشن هجمات على مدارس وأسواق ومستشفيات واستخدام الحرمان من الغذاء سلاحا في الحرب. جاءت تلك العقوبات بعد نحو أسبوع على فرض واشنطن عقوبات على دقلو الذي اتّهمت قواته بـ"ارتكاب إبادة جماعية" وبممارسة "انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان" في دارفور حيث تعد قوات الدعم السريع في موقع قوة.
م.ف/خ.س ( رويترز، أ ف ب، أ ب)