الرئيس صالح قد يقبل بمبادرة المعارضة والمحتجون يطالبونه بالرحيل "فورا"
٣ مارس ٢٠١١قال مسؤول يمني كبير في الحكومة اليمنية اليوم الخميس (03 مارس/آذار2010) إن رد الرئيس علي عبد الله صالح سيكون"إيجابيا" على خطة قدمتها قوى المعارضة تطالبه فيها بالتنحي وإجراء إصلاحات سياسية، فيما تتواصل الاحتجاجات المطالبة بإسقاط نظام الرئيس صالح الذي يحكم البلاد منذ 32 عاما. وقال المسؤول اليمني، الذي رفض الكشف عن اسمه، لرويترز، "سيكون الرد ايجابيا على الاقتراح" وأضاف أن الجانبين" يناقشان حاليا التفاصيل وسنعلن الموقف النهائي في وقت لاحق".
وعرض تحالف "اللقاء المشترك" المعارض هذا الأسبوع مبادرة بمثابة"خارطة طريق" انضم إليها بعض الزعماء القبليين ورجال الدين وتتضمن خمس نقاط وتتركز حول عملية انتقال سلمي للسلطة في البلاد. وقال مسؤول في المعارضة إن الرئيس صالح سيوافق على الخطة لكنها بحاجة لموافقة الشارع. وأوضح محمد الصابري المتحدث باسم المعارضة أنه حتى لو قبل الرئيس مبادرتهم لابد وان يطرحها على الشعب الذي سيقرر هل يقبلها أم لا.
وفي غضون ذلك أعلن الطلاب المعتصمون في "ساحة التغيير" أمام جامعة صنعاء منذ حوالي أسبوعين رفضهم لأي تسوية تلتف على مطالبهم، مؤكدين أن ثورتهم السلمية هذه لن تهمد جذوتها واعتصاماتهم لن تتوقف الا بسقوط النظام ورحيل رئيسه "ورموز حكمه الفاسد والفاشل والمستبد".
اقتراح المعارضة
وقال مسؤولون في المعارضة اليمنية إن المبادرة التي تقدمت بها تتضمن خمس نقاط، وأوضح متحدث باسم أحزاب المعارضة في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه أن "اللقاء المشترك" المعارض عقد اجتماعاً مع وفد من هيئة علماء اليمن "تم فيه الاتفاق على مقترح ومفتاح حل مقدم لرئيس الجمهورية يتضمن خارطة طريق لرحيله".
وأوضح أن الحل يقوم على خمس نقاط أهمها أن "يحدد الرئيس مجموعة الخطوات التي سيجري عبرها نقل السلطة وعدم توريثها خلال فترة زمنية لا تتعدى نهاية هذا العام". وتشدد نقطة ثانية على "الانتقال السلس للسلطة استنادا إلى التزامات الرئيس المعلنة بعدم التوريث والتمديد وعدم الترشح في انتخابات 2013".
وذكرت وكالة رويترز أن من بين الخطوات المقترحة في خطة المعارضة تغيير الدستور وإعادة صياغة قوانين الانتخابات لضمان تمثيل عادل في البرلمان وإقالة أقارب صالح من المناصب القيادية في الجيش وقوات الأمن وضمان حق الاحتجاج السلمي. وحسب بيان المعارضة فإن الخطة تشدد على "استمرار التظاهرات والاعتصامات (...) والتحقيق في جرائم القتل التي ارتكبت في مختلف محافظات اليمن خلال الفترة الماضية". وتطلب المعارضة وهيئة علماء اليمن من صالح أن "يعلن هذه الخطوات للشعب وكافة القوى السياسية بتحديد موقف منها بالقبول أو الرفض".
المحتجون لن يقبلوا بأقل من رحيل صالح
ويقول زعماء تحالف المعارضة أن خطتهم ستمهد الطريق أمام تنحي صالح بحلول نهاية عام 2011 لكن الشبان والنشطأ أبدوا تشككهم وطالبوا باستقالته على الفور. ووعد صالح بأن يتنحى حين تنتهي فترة ولايته في عام 2013 لكنه يجد صعوبة في إقناع معارضيه بأن هذا الوعد ليس مناورة لدرء انتشار الاضطرابات التي أعطاها نجاح انتفاضتي مصر وتونس دفعة.
وتعليقا على ما ذكر بشأن"رد إيجابي" من الرئيس صالح على مبادرة المعارضة، قالت سامية الأغبري وهي ناشطة بارزة في صنعاء أن هذه طريقة واضحة "للالتفاف على ثورة الشباب" وذكرت أن المحتجين لن يقبلوا بما هو أقل من رحيل هذا النظام فورا دون أي تأخير.
وبرأي شادي حامد من مركز بروكينغز الأميركي في الدوحة إنه يجب عدم التعويل كثيرا على ما سمي "بالرد الايجابي" وأضاف أن الإستراتيجية الآن هي التسويف والبقاء أطول فترة ممكنة على أمل أن يفقد المحتجون قوة الدفع. واستطرد قائلا إنه يجب الا يسقط أحد في وهم أن صالح سيصبح ديمقراطيا بين عشية وضحاها.
وقال نشطاء من مدن مختلفة يطالبون بالتغيير إنهم يشكلون مجموعة تسمى "تضامن الشعب" يقولون إنها من الممكن ان تجتذب حشودا كبيرة وتظهر أن لديهم تفويضا بمواصلة الضغط من أجل استقالة صالح على الفور.
ويعتصم عشرات الآلاف في خيام بالساحات الرئيسية من العاصمة صنعاء إلى مدينة عدن الجنوبية والتي كانت عاصمة لدولة الجنوب المستقلة في الماضي وسقط فيها العدد الأكبر من بين 24 شخصا قتلوا في الاحتجاجات حتى الآن.
(م.س / رويترز، أ ف ب)
مراجعة: عبده جميل المخلافي