الحرارة الشديدة تهدد البنية التحتية لوسائل النقل
١٤ يونيو ٢٠٢٥شهد العالم خلال العقد الماضي عشر سنوات متتالية من درجات الحرارة القياسية، وهو ما وضع البنية التحتية للنقل , من طرق معبدة وخطوط سكك حديدية وجسور تحت اختبار قاسٍ.
ووفقًا لشركة "بوسطن كونسلتينج جروب" (BCG)، تُعد البنية التحتية للنقل من بين الأكثر عرضة لمخاطر تغير المناخ عالميًا.
تغير المناخ قد يرفع خطر إصابة النساء بالسرطان في العالم العربي
الحرارة المرتفعة تقلل من تماسك الطرق ومدارج الطائرات، وتؤدي إلى تشوه وانبعاج السكك الحديدية، وتوسيع الفواصل بين أجزاء الجسور، وتسرّع من تلف البنية التحتية وزيادة الحاجة إلى الصيانة، سواء على مستوى البنية العامة أو المركبات الخاصة.
أحد الأمثلة البارزة وقع في نيويورك، حيث تسبب ارتفاع درجات الحرارةخلال موجة حر في منتصف عام 2024 في تمدد المعدن بجسر يربط مانهاتن بالبرونكس، مما أدى إلى توقفه عن العمل وتكدس مروري شديد في ساعات الذروة.
مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة ، يصبح من الضروري تطوير بنى تحتية مقاومة للمناخ. فعلى سبيل المثال، يمكن أن يؤدي ارتفاع الحرارة إلى ذوبان الأسفلت وتشوهه، ما يدفع الخبراء لاقتراح استخدام طلاءات عاكسة للحرارة وأسطح طرق باردة مصنوعة من مواد نباتية شفافة أو خرسانة فاتحة اللون. كما يمكن تحسين "البيتومين" المستخدم في الطرق بمواد مضافة تقلل من تأثير الحرارة وتزيد من متانة الطرق.
السكك الحديدية ليست أفضل حالًا؛ ف درجات الحرارة المرتفعة قد تتسبب في "اعوجاج" السكك مما يؤدي إلى تأخيرات كبيرة أو حتى خروج القطارات عن مسارها، كما حدث في أستراليا. في المملكة المتحدة، يتم طلاء بعض السكك باللون الأبيض لتقليل امتصاص الحرارة، في حين يتم استبدال الأخشاب القديمة بدعائم خرسانية أكثر تحملاً.
الجسور أيضًا عرضة للخطر. فالمعدن المستخدم في بنائها يتمدد بفعل الحرارة، ما يضع ضغطًا على الفواصل الإنشائية. ووفق دراسة من جامعة ولاية كولورادو، فإن ربع جسور الولايات المتحدة معرضة للانهيار الجزئي بحلول عام 2040. لذا، يعمل الباحثون على تطوير تصاميم جديدة تسمح بامتصاص التمدد الحراري وتحمّل الأحمال الزائدة دون انهيار.
إن بناء بنية تحتية مقاومة للمناخ لم يعد خيارًا بل ضرورة في عالم يزداد حرارة بسرعة.