الجيش يستعيد أطراف دمشق ونزوح جماعي جراء العنف
٣٠ يناير ٢٠١٢قال نشطاء إن القوات السورية انتزعت السيطرة على الضواحي الشرقية لدمشق من المعارضين في ساعة متأخرة الليلة الماضية الاثنين (30 يناير/كانون الثاني 2012)، بعد يومين من القتال على بعد بضعة كيلومترات من قلب سلطة الرئيس السوري بشار الأسد. وأفاد شهود عيان ومسلحين في العاصمة السورية دمشق اليوم الاثنين بأن اشتباكات متقطعة جرت وسط المدينة بين عناصر الجيش السوري ومسلحين يعتقد أنهم من الجيش الحر، فيما شهدت مناطق بريف دمشق نزوحاً جماعياً جراء أعمال العنف.
وتفيد الأنباء الواردة من ريف دمشق بأن المناطق الشرقية منها تشهد نقصاً حاداً في المواد التموينية والطبية بسبب قطع الإمدادات عنها في وقت منعت فيه قوات الأسد محطات الوقود من بيع مشتقات النفط للأهالي، وسط انقطاع شبه متواصل للكهرباء والاتصالات والإنترنت. وأوضحت مصادر أن العاصمة شهدت انتشاراً عسكرياً غير مسبوق في الأماكن العامة، فيما قامت قوات الأمن بزيادة تعزيزاتها العسكرية والحواجز على مداخل الأفرع الأمنية والمناطق الحساسة. يشار إلى أن تصاعد العنف أدى إلى تعليق الجامعة العربية لعمل بعثة المراقبين التابعة لها.
انتشار غير مسبوق للأمن في دمشق
وقال نشطاء من منطقة الغوطة الشرقية عند أطراف دمشق إن الجيش السوري الحر انسحب منها وإن قوات الجيش النظامية سيطرت مجدداً على المنطقة، وإن المقاتلين كانوا سيطروا على مناطق تبعد أقل من ثمانية كيلومترات عن قلب العاصمة السورية. وقال ناشط كان يتحدث من ضاحية كفر بطنا "إنها حرب مدن، وإن هناك جثثاً في الشارع". وتحدث سكان بوسط دمشق عن رؤية جنود ورجال شرطة منتشرين حول الميادين الرئيسية.
ويقترب المنشقون تدريجيا من العاصمة التي يقطن ضواحيها الجزء الأكبر من سكان دمشق. وقال ناشط إن حي سقبا يتعرض لقصف مكثف وأضاف إن الجيش النظامي يواجه مقاومة شرسة من المسلحين. وقال ناشط آخر إن المساجد تحولت إلى مستشفيات ميدانية وتحتاج إلى التبرع بالدم. وأضاف قائلا "لقد قطعوا الكهرباء. محطات الوقود خالية والجيش يمنع الناس من مغادرة المنطقة للحصول على الوقود للمولدات أو للتدفئة".
ارتفاع عدد القتلى والجرحى
وتتألف ضواحي دمشق من سلسلة من البلدات ذات الأغلبية السنية وتحوطها البساتين والمزارع التي تعرف بالغوطة. وشهدت ضواحي دمشق مظاهرات ضخمة تطالب برحيل الأسد الذي ظلت عائلته تحكم البلاد على مدى العقود الخمسة الماضية. ويلقي الأسد باللوم في العنف على ميليشيات "مدعومة من الخارج".
وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عدد القتلى من المدنيين يوم أمس الأحد بلغ 41 شخصا بينهم 14 شخصا في محافظة حمص و12 في مدينة حماة. وقال إن 31 فردا من الجيش وقوات الأمن قتلوا أغلبهم في هجومين نفذهما منشقون عن الجيش في محافظة إدلب الشمالية. وأعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية عن جنازات 28 جنديا وشرطيا قتلوا يوم السبت و23 آخرين قتلوا الأحد.
(ع.م/ د ب أ ، رويترز)
مراجعة: حسن زنيند