الجيش الإسرائيلي يعلن "تركيز" عملياته في مدينة غزة
١٧ أغسطس ٢٠٢٥أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الأحد (17 أغسطس/ آب 2025) "تركيز" عملياته في مدينة غزة بشمال القطاع الفلسطيني، إلى أن يتم "القضاء" على حركة حماس، وذلك بحسب ما أفاد رئيس أركانه إيال زامير.
وقال زامير في بيان "نُقر اليوم الخطة للمرحلة التالية في الحرب". وأضاف بالقول: "سنحافظ على الزخم الذي تحقق في عربات جدعون مع تركيز الجهد في مدينة غزة" التي تعدّ الأكبر في القطاع، كما تشكّل أحد آخر معاقل حركة حماس، وفق تصريحات المسؤولين الإسرائيليين.
يُذكر أن "عربات جدعون" هو الاسم الذي أطلقته إسرائيل على عمليتها العسكرية البرية في غزة والتي أعلنتها منتصف أيار/ مايو الماضي.
وتابع البيان: "سنواصل الهجوم حتى القضاء على حماس، والمختطفون أمام أعيننا"، موضحا أن تحرير الرهائن الذين لا يزالون محتجزين في غزة هو الأولوية.
الأسبوع الماضي، وافق المجلس الوزاري الأمني في إسرائيل على خطط للسيطرة على مدينة غزة ومخيمات للاجئين في ظل حرب مدمرة وحصار مستمرين منذ 22 شهرا.
وردا على ذلك، أكدت حركة حماس في بيان أنّ مصادقة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي "على خطط احتلال غزة، هي إعلان عن موجة جديدة من الإبادة والتهجير الجماعي".
وأضافت أنّ هذه الخطط هي "جريمة حرب كبرى تعكس استهتار الاحتلال بالقوانين الدولية والإنسانية"، مشيرة إلى أنّ "دعم أمريكا السياسي والعسكري يوفر الضوء الأخضر لاستمرار الاحتلال في جرائم الإبادة والتطهير العرقي".
ويشار إلى أن حركة حماس جماعة إسلاموية فلسطينية مسلحة، تصنف في ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية.
يومها، اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الخطة هي "أفضل وسيلة لإنهاء الحرب" متحديا الدعوات المتزايدة لوقف إطلاق النار، لكن بدون التطرق إلى عملية "عربات جدعون".
"استراتيجية ذكية ومتوازنة"
وبحسب زامير فإن "عربات جدعون" حققت أهدافها، وأن "حماس لم تعد تملك القدرات التي كانت لديها قبل العملية، وقد ألحقنا بها أضرارا جسيمة".
وأضاف: "المعركة الحالية ليست حدثًا آنيا، بل هي حلقة أخرى في خطة طويلة الأمد ومدروسة، في إطار رؤية متعددة الجبهات تستهدف كل مكونات المحور وعلى رأسه إيران".
وجاء في البيان أيضا أن الجيش سيعمل وفق "استراتيجية ذكية، متوازنة ومسؤولة... وسيُشغّل كل قدراته في البر والجو والبحر من أجل توجيه ضربات قوية لحماس".
وأكد رئيس الأركان مواصلة "تغيير الواقع الأمني" كما حصل في كل من إيران واليمن ولبنان والضفة الغربية وقطاع غزة.
وتنص خطة الهجوم الموسع، التي أقرها مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي في وقت سابق من هذا الشهر، على الاستيلاء على مدينة غزة ومخيمات اللاجئين في وسطها، بهدف تفكيك معاقل حماس المتبقية في القطاع الفلسطيني الذي مزقته الحرب.
ويهدف هذا الهجوم إلى السيطرة على قطاع غزة بأكمله، وقد يتطلب نقل ما يقرب من مليون فلسطيني يقيمون حاليا في مدينة غزة إلى أجزاء أخرى من القطاع.
تظاهرات رافضة لاستمرار الحرب داخل إسرائيل
خرج آلاف المتظاهرين اليوم الأحد إلى الشوارع في كل أنحاء إسرائيل مطالبين بإنهاء الحرب وإبرام اتفاق لإعادة الرهائن المحتجزين في قطاع غزة، الأمر الذي رفضه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
في هذا الوقت، استمر التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة واحصى الدفاع المدني في القطاع مقتل 18 فلسطينيا الاحد.
وشهدت عدة مدن في إسرائيل إغلاقا للطرق وإشعالا للإطارات إلى جانب مناوشات مع عناصر الشرطة الذين انتشروا بكثافة بعد دعوات منتدى عائلات الرهائن والمحتجزين في غزة للتظاهر.
وجاءت الاحتجاجات بعد أكثر من أسبوع من موافقة المجلس الأمني في إسرائيل على خطط السيطرة على مدينة غزة ومخيمات للاجئين في ظل حرب مدمرة وحصار مستمرين منذ 22 شهرا.
سياسيون إسرائيليون غضبون من الاحتجاجات
وفي مستهل اجتماع الحكومة الأسبوعي، رأى رئيس الوزراء أن المتظاهرين الذين يطالبون بإنهاء الحرب في قطاع غزة "يعززون" موقف حركة حماس.
وقال نتنياهو "أولئك الذين يدعون اليوم إلى إنهاء الحرب بدون إلحاق الهزيمة بحركة حماس، لا يعززون موقف حماس ويؤخرون تحرير رهائننا فحسب، بل يضمنون أيضا أن تتكرر مآسي السابع من (تشرين الأول/أكتوبر".
وعززت الشرطة الإسرائيلية قواتها في أنحاء إسرائيل وقالت إنها لن تتسامح مع أي "إخلال بالنظام العام"، وأعلنت لاحقا عن توقيف "38 متظاهرا".
تواجه هذه التظاهرات معارضة اليمين المتطرف في إسرائيل لا سيما وزراء في حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو التي ينظر إليها على أنها الأكثر يمينية في تاريخ الدولة العبرية.
صباح الأحد، هاجم وزير المال اليميني المتطرف بتسلئيل سموطريتش التظاهرات وقال "يستيقظ شعب إسرائيل هذا الصباح على حملة مشوهة وضارة تخدم مصالح حماس التي تخفي الرهائن في الأنفاق وتسعى لدفع إسرائيل إلى الاستسلام لأعدائها وتعريض أمنها ومستقبلها للخطر".
أما وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير فاعتبر أن الدعوة إلى الإضراب "فشلت". ورأى في منشور عبر تلغرام أن الإضراب "يقوي حماس ويستبعد إمكان عودة الرهائن".
في المقابل، رفض زعيم المعارضة في إسرائيل يائير لبيد اتهامات الوزيرين وخاطبهما متساءلا "الا تخجلان؟ لا أحد عزز من وجود حماس أكثر منكما". واعتبر أن "الشيء الوحيد الذي سيُضعف حماس هو إسقاط هذه الحكومة الفاسدة والفاشلة".