البابا يختم زيارته لألمانيا بقداس مفتوح حضره عشرات الآلاف
٢٥ سبتمبر ٢٠١١أقام البابا بنديكت السادس عشر الأحد (25 سبتمبر/ أيلول 2011) قداساً بمشاركة نحو 90 ألف شخص في مدينة فرايبورغ، التي تشكل أحد أهم المدن الكاثوليكية في ألمانيا، مختتماً زيارة إلى موطنه بدأت يوم الخميس الماضي. ورفعت بعض الأمهات أطفالهن الرضع للبابا ليباركهم أثناء وصوله إلى ساحة مفتوحة في المدينة.
وأعرب بنديكت السادس عشر عن تأثره لمشاركة أعداد ضخمة في القداس، وحث الألمان الكاثوليكيين على التغلب على خلافاتهم الداخلية والبقاء في طاعة الكنيسة "في هذا الوقت الذي يشهد أخطاراً وتغييرات جذرية ... وأزمة إيمان".
وأكد راعي الكنيسة الكاثوليكية على موقف الكنيسة تجاه قضايا مختلفة، مثل استخدام موانع الحمل والإجهاض، وما يسمى بالقتل الرحيم وزواج المثليين، محذراً ممن وصفهم بالمسيحيين الفاترين الذين يضرون بالكنيسة.
وتعد هذه الزيارة أول زيارة رسمية يقوم بها البابا، البالغ من العمر أربعة وثمانين عاماً، إلى ألمانيا، حيث تنقل بين برلين وإرفورت شرقي البلاد، وفرايبورغ التي تضم جامعات ومعاهد دراسية وتعد معقل المسيحية الكاثوليكية جنوب غربي البلاد.
خيبة أمل لدى مجموعات دينية
من جانبهم، أعرب مسيحيون بروتستانتيون عن خيبة أملهم من الزيارة، إذ كانوا يأملون أن يبدي البابا الكاثوليكي تصالحاً أكثر تجاه عقيدتهم، ما يسهم في جبر الانشقاق الذي جرى قبل 500 عام. كما أعربت الجالية اليهودية عن أنها توقعت أكثر من زيارة البابا، إذ صرح ديتر غراومان، رئيس المجلس المركزي لليهود في ألمانيا، أن محادثاته مع بنديكت لم تحرز تقدماً على صعيد قضايا مؤلمة بالنسبة لليهود، مثل تقديس البابا بيوس الثاني عشر، الذي كان على رأس الكنيسة الكاثوليكية خلال الحرب العالمية الثانية.
وتجمع الوافدون على القداس منذ مساء أمس في الساحة الواقعة خلف مدرج مطار فرايبورغ، التي أقيم القداس عليها. وكان البعض قد قضى ليلته في البرد في هذه الساحة، فيما اضطر العديد إلى السير مسافة طويلة على الأقدام للوصول إلى الساحة، بعد أن أغلقت سلطات الأمن جزءاً كبيراً من المدينة لتأمين القداس الباباوي.
وخيمت على زيارة البابا إلى ألمانيا فضائح اعتداءات جنسية قام بها قساوسة ألمان في الماضي، وقدر ضحاياها بالآلاف، ما أثار استياءً عاماً في الشارع الألماني، ودفع بعشرات الآلاف إلى ترك الكنيسة، لاسيما وأن البابا آنذاك لم يقم بالتعامل مع هذه الأزمة بشكل واضح، بحسب ما رأى مراقبون.
(ي.أ/ د ب أ، أ ف ب)
مراجعة: عبده جميل المخلافي