الانتخابات الرئاسية في روسيا البيضاء وبداية انهيار النظام الحاكم

بدأت أولى شرارات الاحتجاج تظهر في شوارع العاصمة مينسك وذكّرت إرهاصاتها الأولى بالثورة البرتقالية عقب الانتخابات التي أُجريت في ديسمبر عام 2004، في البلد الجار أوكرانيا.

وبقي ألكسندر لوكاتشينكو في منصبه رئيسا للبلاد عبر انتخابات تختلف عن الانتخابات الرئاسية في الدول الديمقراطية ولاتتشابه معها إلا في إدلاء ناخبين بأصواتهم في صناديق لم يَعرف احد كيف أُفرز مافيها من أصوات.

والنتيجة الحتمية أن لوكاتشينكو انتخب لولاية ثالثة، وحذر خصومه المعارضين من مغبة التظاهر والاحتجاج على غرار جيرانهم في أوكرانيا و جورجيا و قرغيزيا ملوحا بأقصى العقوبات في حق من يجرؤ على ذلك.

وهو ماجعل المعارضة تقرنه بتشاوسيسكو وميلوزوفيتش وصدام. من جهة اخرى لم يعبأ لوكاتشينكو بالانتقادات الدولية واعتبر في تصريح له أمام الصحفيين أن العملية الانتخابية شأن داخلي لشعب روسيا البيضاء، ليبرر منعه المراقبين الدوليين من الاشراف على الانتخابات وحتى يتسنى له التنكيل بالمعارضة وتضييق الخناق عليها كما يشاء بعيدا عن أعين الرقابة الدولية.

لكن النتائج المعلنة والتي أكدت نجاحه بنسبة كبيرة أثارت حفيظة المعارضة وبدأت أولى شرارات الاحتجاج تظهر في شوارع العاصمة مينسك، وذكرت إرهاصاتها الأولى بالثورة البرتقالية عقب الانتخابات التي أُجريت في ديسمبر عام 2004، في الجارة أوكرانيا غير أن الوضع بين البلدين مختلف إلى حد ما، فجهاز الأمن والمخابرات في روسيا البيضاء يمسكان بزمام الأمور ومواجهتهما قد تكلف الشعب تضحيات أكبر من تضحيات زعماء الثورة البرتقالية في أوكرانيا.

أثارت الأجواء غير النزيهة التي تمت فيها الانتخابات ردود فعل دولية منددة، حيث قالت المفوضية الأوروبية عشية إعلان نتائج الانتخابات إن فرض عقوبات جديدة على بيلاروسيا "محتمل جدا" ووجه وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي انتقادهم الشديد لما وصفوه بالترويع المنظم الذي تعرضت له المعارضة في روسيا البيضاء.

وأعلنت منظمة الامن والتعاون في اوروبا ان الانتخابات الرئاسية في بيلاروسيا لم تكن ديمقراطية وانها لم تكن مطابقة للمعايير الدولية المطلوبة لانتخابات حرة وعادلة.

لم يعبأ الرئيس " المنتخب " اليكساندر لوكاتشينكو بردود الفعل هذه وأعلن في مؤتمر صحافي فشل الثورة التي كثر الحديث عنها والتحضير لها.

ينتظر الجميع ماإذا كانت المظاهرات الشعبية ستتخذ مسارا مشابها لما وقع في أوكرانيا، وتكسر الطوق الذي تضربه المخابرات وأجهزة الأمن على المعارضة، وهل ستسهم الضغوطات الدولية في إسقاط آخر ديكتاتور في أوروبا كما يصفه خصمه المعارض ألكسندر كوسولين ؟

بقلم أحمد اعبيده

:DW-TV القناة الأوروبية الأولى التي تبث بالعربية

موعد مشاهدي دويتشه فيله يوم الثلاثاء، السابع عشر من شهر مايو على الساعة التاسعة والنصف مساء حسب التوقيت العالمي الموحد UTC) مع البرنامج الوثائقي العلمي: „نظرة إلى الأعماق" يعرض رحلة بحث في أعماق المحيط الهادي.

• تلفزيون دويتشه فيله (DW-TV)

يمكن التقاط ارسال قناة DW-TV باللغة العربية عبر القمر الصناعي NileSat

يوميا اعتبارا من السابعة مساء ولمدة ساعات حسب التوقيت العالمي الموحد.

للمزيد من المعلومات حول البرامج وموجات البث يرجى زيارة الصفحة الرئيسية من موقع دويتشه فيله:

www.dw-world.de/arabic