الاتحاد الدولي للصحافيين: عام 2006 الأكثر دموية بحق العاملين في الإعلام
٢ يناير ٢٠٠٧أعلن الاتحاد الدولي للصحافيين في بروكسل أن 155 صحافيا وعاملا قتلوا في حقل الإعلام خلال العام الماضي. ويضاف إلى ذلك 22 آخرين قضوا في حوادث وقعت خلال ممارسة المهنة، مما يرفع العدد إلى 177 قتيلا. وهو ما يجعل العام المذكورالأكثر دموية على الإطلاق بالنسبة للعاملين في هذا الحقل. وأوضح ايدان وايت الأمين العام للاتحاد الدولي للصحافيين أن "وسائل الإعلام أضحت أكثر قوة وأن ممارسة مهنة الصحافة أصبحت اشد خطورة".
العراق والفلبين الأكثر خطورة على حياة الصحافيين
وأعلن الاتحاد ان العراق ظل الأخطر على الصحافيين ومساعديهم عام 2006، إذ قتل 68 منهم هناك عام 2006 مقابل 35 في عام 2005. وبيّن الاتحاد أن 19 من الذين قتلوا في العراق خلال العام الفائت قضوا بإطلاق نار من قبل الجيش الأمريكي، موضحا "ان عائلات الضحايا لا تزال تنتظر تقارير ذات مصداقية توضح ما حدث لأبنائها." وفي السياق ذاته أعلنت منظمة "مراسلون بلا حدود" في تقريرها أن 139 صحفيا قتلوا في العراق منذ بداية الحرب عليه. وهو ما يزيد على ضعفي عدد الصحفيين الذين قتلوا خلال الحرب التي دامت 20 عاما في فيتنام". وأضافت: "كان أغلب الضحايا صحفيين عراقيين. ولم تجر تحقيقات إلا في القليل النادر من الحالات وأما في غيرها فلم تجر أصلا أية تحقيقات."
في سياق متصل أوضح الاتحاد أن الفلبين هي الدولة الثانية على لائحة البلدان الأخطر على الصحافيين، حيث وصل عدد الذين قتلوا منهم هناك إلى 49، وذلك منذ وصول غلوريا ارويو إلى سدة الحكم في 2001. ويتخطى ذلك عدد الذين قتلوا خلال عهد الدكتاتور فرديناند ماركوس الذي استمر 14 سنة. وفي الحصيلة قتل 34 صحافيا في آسيا خلال عام 2006. وأما في أمريكا اللاتينية فقتل 37 صحافيا ومساعدا ميدانيا. وقد تصدرت اللائحة المكسيك بعشرة قتلى متخطية كولومبيا من ناحية البلد الأكثر خطرا.
أعمال الخطف والاعتداء والتوقيف شملت الآلاف
وفيما يتعلق بعمليات خطف الإعلاميين التي شملت "عشر دول" احتل العراق أيضا المرتبة الأولى بسبعة عشر مخطوفا، تلاه "قطاع غزة" حيث خطف ستة إعلاميين. غير أنه تم الإفراج عن جميع المخطوفين في الأراضي الفلسطينية، في حين أن ستة منهم أُعدموا من قبل خاطفيهم في العراق. وأشارت المنظمة إلى أنه تم توقيف 871 صحفياً على الأقل خلال العام 2006، وتعرض 1472 للاعتداء أو التهديد. واستنكر الاتحاد الذي سينشر تفاصيل أكثر في تقريره السنوي منتصف كانون الثاني/يناير إفلات مرتكبي الجرائم من العقاب. وقال وايت: "علينا بذل المزيد ولا سيما لمساعدة ضحايا العنف ومحاكمة قاتلي زملائنا أمام العدالة".
بعض الدول العربية من الدول الأكثر عداء للانترنت
من ناحية أخرى أكدت منظمة "مراسلون بلا حدود" أن شبكة الانترنت "مراقبة بشدة في عدة بلدان. كما ذكّرت في الوقت ذاته بـما يُسمى لائحة الدول الثلاث عشرة المعادية للانترنت وهي: السعودية، روسيا البيضاء، بورما، الصين، كوريا الشمالية، كوبا، مصر، إيران، أوزبكستان، سوريا، تونس، تركمانستان وفيتنام. وأشارت إلى أنه تم سجن كتّاب المدونات/ بلوغرز والمعارضين على الانترنت بشكل منهجي في هذه البلدان بسبب التعبير عن آرائهم بحرية على الشبكة. على صعيد آخر، أشارت بيانات منظمة "مراسلون بلا حدود" إلى انخفاض مستوى الحظر والرقابة على وسائل الإعلام، حيث تعرضت 912 وسيلة إعلام للحظر مقابل 1006 في 2005. وترأست تايلاند لائحة ممارسي الحظر، لاسيما بعد الانقلاب الذي شهدته في أيلول/سبتمبر، حيث تم إقفال 300 إذاعة محلية.
غير أنه وعلى الرغم من الصورة القاتمة للعمل الصحفي في العديد من البلدان حسب ما أوردته التقارير السابقة الذكر، إلا أن الاتحاد الدولي للصحافيين أشار إلى أن "لحظة الأمل الوحيدة خلال عام مظلم للغاية" كان القرار الذي صدر عن مجلس الأمن الدولي في 23 كانون الأول/ديسمبر والذي أدان الاعتداءات المتعمدة على الصحافيين في مناطق النزاعات ودعا إلى وضع حد لهذه الممارسات.
دويتشه فيله+ وكالات (هـــ.ع)