الاتحاد الاوروبي يعرب عن "اسفه العميق" بشأن الاستيطان الإسرائيلي
١٢ أغسطس ٢٠١١وجه الاتحاد الأوربي انتقادات لأسرائيل بسبب تشبثها بسياستها الاستيطانية. وحسبما أعلنت مسؤولة السياسة الأمنية والعلاقات الخارجية في الاتحاد الأوربي كاثريت آشتون اليوم في بيان أصدرته الجمعة (12.08.2011) في بروكسيل، دعا الاتحاد الأوربي إسرائيل مرارا إلى الكف عن كل النشاطات الاستيطانية في الأراضي المحتلة "وتفكيك المستوطنات التي تم إقامتها بعد مارس 2001".
وكان وزير الداخلية الإسرائيلي إيلي يشاي أعطى موافقته النهائية يوم الخميس (11.08.2011) على بناء 1.600 منزل للمستوطنين في القدس الشرقية في إطار مشروع استيطاني أعلنت عنه الحكومة الاسرائيلية العام الماضي وتسبب في خلاف دبلوماسي بين إسرائيل والولايات المتحدة التي كانت تحث إسرائيل على وقف سياسة الاستيطان.
من جانبها أعلنت آشتون أن قرار إسرائيل الأخير ببناء مستوطنات يهدد فعالية حل الدولتين ويضعف مساعي المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. البيت الأبيض أعرب أيضا عن قلقه جراء المشروع الإسرائيلي باعتباره يقوض الثقة بين الجانبين. غير أن واشنطن لم تعلن لحد الآن عن أي إجراءات ملموسة لمنع إسرائيل من مواصلة تنفيذ المشروع.
إنتقادات في الداخل والخارج
الانتقادات جاءت أيضا من الجانب العربي حيث أعرب وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو عن إدانة بلاده لإصرار إسرائيل على المضي قدما في سياسة الاستيطان. كما حذر الوزير المصري في تصريحات قبل مغادرته العاصمة الألمانية برلين من أن إصرار الحكومة الإسرائيلية على بناء مستوطنات جديدة إنما "يؤكد للمجتمع الدولي نواياها الحقيقية وعدم وجود رغبة لديها في التوصل إلى تسوية مع الجانب الفلسطيني عبر مفاوضات جادة تستند إلى مرجعية واضحة وإطار زمني محدد"، حسب قول الوزير المصري.
القرار الإسرائيلي أثار احتجاجات أيضا داخل إسرائيل، حيث أصدرت حركة (السلام الآن) المناهضة للمستوطنات بيانا أعلنت اتهمت فيه الحكومة الإسرائيلية باستغلال أزمة السكن في إسرائيل للترويج لبناء المستوطنات. وتشهد العاصمة تل أبيب منذ أسابيع عديدة حركة احتجاجية هي الأول من نوعها في تاريخ البلاد، حيث أقام مواطنون إسرائيليون اعتصاما مفتوحا يطالبون فيه حكومتهم بالابتعاد عما يسمونه السياسات اليمينية وإعطاء الأولوية للقضايا الاجتماعية التي تعرفها البلاد بما فيها أزمة السكن.
ويأتي قرار الحكومة الإسرائيلية قبيل تقديم السلطة الفلسطينية طلبا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة للاعتراف بدولة فلسطينية في حدود 1967. كما يرغب الفلسطينيون أن تكون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم. ويقيم نحو 200 ألف إسرائيلي في أحياء استيطانية في القدس الشرقية، في حين يبلغ عدد السكان الفلسطينيين فيها نحو 270 ألف نسمة. وكانت إسرائيل احتلت القدس الشرقية والضفة الغربية خلال حرب الستة أيام عام 1967 وضمتها إليها في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.
(ك.خ. / دويتشه فيلة، د.ب.أ، رويترز)
مراجعة: حسن زنيند