أوروبا تتجه لبناء "جدار مضاد للمسيرات" أمام التهديد الروسي

قال مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون الدفاع أندروس كوبيلوس إن الدول الواقعة في شرق الاتحاد الأوروبي اتفقت على ضرورة بناء "جدار من الطائرات المسيرة" مزود بقدرات متقدمة للكشف والتتبع والاعتراض.

وعقد المفوض الأوروبي اجتماعا افتراضيا، الجمعة (26 سبتمبر/أيلول)، دعي إليه مسؤولون من عشرة بلدان قريبة جغرافيا من روسيا، فضلا عن أوكرانيا. وشارك مسؤولون من أوكرانيا و حلف الناتو  أيضا في تلك المحادثات.

وناقش المسؤولون تطوير "جدار مضاد للمسيرات" على طول حدود بلادهم مع  روسيا وأوكرانيا للكشف بشكل أفضل عن الطائرات المسيرة التي تنتهك المجال الجوي لأوروبا وتتبعها واعتراضها.

ويأتي ذلك بعد توغّل حوالي عشرين مسيّرة  وثلاث  مقاتلات في الأجواء الأوروبية ، وجرى  إلقاء اللائمة على روسيا في بعض الحوادث، ولكن موسكو نفت ارتكاب أي شيء بشكل متعمد، أو أن لها دورا في ذلك.

وقال كوبيليوس في تصريحات إعلامية إن " الانتهاكات المتكرّرة لمجالنا الجوّي  غير مقبولة. والرسالة واضحة،  فروسيا تختبر الاتحاد الأوروبي والناتو . وينبغي أن يكون ردّنا حازما وموحّدا وفوريا".

وتعتزم البلدان العشرة بدء اتّخاذ تدابير ملموسة، أبرزها تعزيز قدرات رصد  المسيّرات قبل دخولها عمق الأراضي الأوروبية، بالاستناد إلى شبكة من "أجهزة الاستشعار" والأقمار الاصطناعية القادرة على رصد المسيّرات ومتابعة مسارها، وفق ما أفاد مسؤول أوروبي.

استخلاص العبر من حرب أوكرانيا

وأضاف كوبيليوس، إن إقامة الجدار "المضاد للمسيرات" قد يستغرق عاما، وإن مبعوثين من الدول المعنية سيجتمعون قريبا لوضع "خارطة طريق تفاهمية وتقنية مفصلة" للمستقبل. وأوضح أن الأولوية القصوى هي إنشاء "نظام كشف فعال".

وقال كوبيليوس إن "الجدار المضاد للمسيّرات سينشئ منظومة دفاعية جديدة في أوروبا تكون أوكرانيا مستعدّة للمشاركة فيها".

 وصرّح المفوّض الأوروبي الجمعة في مقابلة مع وكالة فرانس برس إنه ينبغي لأوروبا أن "تتحرّك وأن تقوم بذلك بسرعة. ولا بدّ من التحرّك بالاستناد إلى كلّ  العبر المستخلصة من أوكرانيا  ومن خلال إقامة جدار مضاد للمسيّرات بالتعاون مع أوكرانيا".

وكانت رئيسة المفوضية الأوروبية  أورزولا فون دير لاين  قد تطرّقت إلى فكرة "جدار مضاد للمسيّرات" في خطاب ألقته أمام البرلمان الأوروبي في 10 أيلول/سبتمبر.

ومن المرتقب أن تناقش هذه الفكرة خلال اجتماع غير رسمي لرؤساء الدول والحكومات في  الاتحاد الأوروبي  الأربعاء المقبل في كوبنهاغن، وفيما بعد في أكتوبر/تشرين الأول، مرة أخرى عندما يجتمعون في بروكسل.

تحرير: ف.ي