الأمم المتحدة: حال غزة "هو الأسوأ على الأرجح" منذ بدء الحرب
١٤ أبريل ٢٠٢٥حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) اليوم الإثنين (14 أبريل / نيسان 2025) من أن الوضع الإنساني في غزة حاليا هو "الأسوأ على الأرجح في الأشهر الـ18 منذ اندلاع الحرب" بين إسرائيل وحركة حماس، في ظل منع إسرائيل دخول المساعدات الانسانية الى القطاع، مشيرا في بيان إلى مرور شهر ونصف شهر "منذ تم السماح بدخول أي إمدادات عبر المعابر إلى غزة، وهي أطول فترة يتوقف فيها الإمداد حتى الآن".
وفي الثاني من مارس / آذار 2025 منعت إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وأغلقت جميع المعابر المؤدية إلى القطاع الفلسطيني حيث استأنفت العمليات العسكرية في (18 مارس / آذار 2025) بعد هدنة استمرت شهرين. وقال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر إنّ المساعدات أصبحت "المصدر الرئيسي لإيرادات حماس في غزة".
مساعدات أوروبية للفلسطينيين
من جانبه أعلن الاتحاد الأوروبي اليوم الإثنين، أنه سوف يدعم إعادة إعمار غزة بـ1,6 مليار يورو (1,8 مليار دولار) سوف يتم توزيعها على مدار ثلاث سنوات. وقالت المفوضية الأوروبية في بيان "من خلال هذا البرنامج يؤكد الاتحاد الأوروبي على دعمه الثابت للشعب الفلسطيني، والتزامه بتحقيق سلام دائم ومستدام قائم على أساس حل الدولتين". وأضاف البيان أن الأموال سوف تغطي الفترة من 2025 إلى 2027.
وجاء في البيان أنه من إجمالي المساعدة سوف يتم تخصيص 620 مليون يورو من منح المساعدات المباشرة لميزانية السلطة الفلسطينية، لتلبية الاحتياجات الأكثر إلحاحا وتقديم الخدمات لشعبها. وسيرتبط جزء كبير من المساهمات بالإصلاحات بما في ذلك إرساء الديمقراطية والإدارة المستدامة للميزانية. وهناك 576 مليون يورو مخصصة لمشاريع معينة في الضفة الغربية والقدس الشرقية وغزة، "حالما تسمح الظروف على الأرض "، بحسب ما قاله البيان فيما يتعلق بالحرب في غزة.
وأضاف البيان أن التركيز سوف يكون على قطاعات مختلفة بما في ذلك المياه والطاقة والبنية التحتية. وعلاوة على ذلك، سوف يتم دعم القروض من بنك الاستثمار الأوروبي لتمويل جديد في القطاع الخاص الفلسطيني، بما يصل إلى 400 مليون يورو.
ماكرون يدعو لاستبعاد حماس وإصلاح السلطة
من جانبه دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يوم الإثنين إلى "استبعاد" حركة حماس من قطاع غزة و"إصلاح" السلطة الفلسطينية، من أجل "التقدم نحو حل سياسي قائم على دولتين": إسرائيلية وفلسطينية.
وقال ماكرون في منشور على منصة إكس بعد محادثة هاتفية مع عباس: "من الضروري بناء إطار لليوم التالي (للحرب): نزع سلاح حماس واستبعادها، ووضع نظام حوكمة ذي مصداقية وإصلاح السلطة الفلسطينية".
وجاءت المحادثة غداة انتقاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لموقف ماكرون من القضية الفلسطينية، بعدما ألمح الرئيس الفرنسي الى أن باريس قد تعترف بدولة فلسطينية في يونيو / حزيران 2025 خلال مؤتمر سترأسه فرنسا بالاشتراك مع السعودية في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، واضعا ذلك في إطار تحرك متبادل لاعتراف بلدان عربية بإسرائيل.
وحركة حماس هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
قتلى بغارات إسرائيلية
من ناحية أخرى أعلنت مستشفى الشفاء في مدينة غزة، اليوم الإثنين، مقتل ستة أشخاص في غارة إسرائيلية استهدفت منزلا في المدينة. وقال عاملون في المستشفى إن جثث ستة رجال، وهم من أفراد عائلة واحدة، تم انتشالها من تحت حطام المنزل الواقع في حي التفاح، شرقي غزة، بعد الهجوم الإسرائيلي. وقال الجيش الإسرائيلي ردا على استفسار حول هذا الهجوم، بإنه سينظر في التقرير.
تضامن مع المراسلين
وتحدثت العديد من منظمات الصحفيين في فرنسا عن "مجزرة غير مسبوقة" بحق زملائهم في غزة راح ضحيتها نحو 200 قتيل خلال 18 شهرا، داعية إلى تحركات الأربعاء في باريس ومرسيليا. وقالت هذه المنظمات "يسعى الجيش الإسرائيلي إلى فرض تعتيم إعلامي على غزة، وإسكات الشهود على جرائم الحرب التي ترتكبها قواته قدر الإمكان" وبينها النقابة الوطنية للصحافيين والاتحاد العام للعمل والكونفدرالية الديمقراطية الفرنسية للعمل ومراسلون بلا حدود والاتحاد الدولي للصحافيين ونحو أربعين مجموعة صحفية أو مكاتب تحرير لوسائل إعلام مختلفة منها وكالة فرانس برس. وأكدت في مقال نشرته صحيفة لوموند أن "هذه الرغبة في عرقلة نشر المعلومات تنعكس أيضا في رفض الحكومة الإسرائيلية السماح للصحافة الأجنبية بدخول قطاع غزة".
ودعت هذه المنظمات إلى تظاهرات متزامنة الأربعاء 16 / 04 / 2025 عند الساعة 18,00 أمام أوبرا الباستيل في باريس وعلى الميناء القديم في مرسيليا. كما أدانت المجموعة ما ذكرت أنه "مقتل الصحفيين الإسرائيليين الأربعة في الهجوم الإرهابي الذي نفذته حماس في 7 أكتوبر / تشرين الاول 2023، وكذلك مقتل تسعة صحافيين لبنانيين وآخر سوري خلال الضربات الإسرائيلية".
تحرير: خالد سلامة