الأمم المتحدة: توظيف الغذاء كسلاح في غزة "جريمة حرب"
٢٤ يونيو ٢٠٢٥قال مكتب المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان اليوم (الثلاثاء 24 يونيو/ حزيران 2025) إن "استخدام الغذاء سلاحا" ضد المدنيين في غزة يشكل جريمة حرب، وذلك في أقوى تصريحات له حتى الآن بشأن نموذج جديد لتوزيع المساعدات تديره منظمة مدعومة من إسرائيل.
وأفاد شهود عيان ومصادر طبية اليوم بمقتل 25 فلسطينيا، على الأقل، جراء إطلاق القوات الإسرائيلية النار على منتظري المساعدات. ولم يصدر أي تعليق فوري من جانب الجيش الإسرائيلي. وقال مستشفى العودة، بمخيم النصيرات للاجئين، في محافظة الوسطى بقطاع غزة، والذي استقبل الضحايا، إن الفلسطينيين كانوا ينتظرون وصول شاحنات المساعدات على طريق صلاح الدين، جنوب وادي غزة. ووفق المنظمة الأممية، فإن الجيش الإسرائيلي قتل أكثر من 410 فلسطينيين أثناء محاولتهم الوصول إلى نقاط توزيع الغذاء في غزة.
وقال المتحدث باسم المكتب ثمين الخيطان للصحفيين في بجنيف "لا يزال سكان غزة اليائسون والجياع يواجهون خيارا غير إنساني بين الموت جوعا أو خطر مقتلهم أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء"، في إشارة إلى سلسلة من عمليات إطلاق النار الدامية بالقرب من مواقع توزيع المساعدات التابعة بمؤسسة غزة الإنسانية. وأضاف "استخدام الغذاء سلاحا ضد المدنيين، بالإضافة إلى تقييد أو منع وصولهم إلى الخدمات الأساسية للحياة، يشكل جريمة حرب وقد يشكل، في ظل ظروف معينة، عناصر من جرائم أخرى بموجب القانون الدولي".
"مصائد موت"
من جانب آخر وصف المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني الثلاثاء نظاما جديدا مدعوما من الولايات المتحدة لتوزيع المساعدات في غزة بـ"المشين". وقال لازاريني في مؤتمر صحافي في برلين إن "ما تسمى آلية المساعدات التي أُنشئت أخيرا مشينة ومهينة ومذلّة بحق الناس اليائسين. إنها عبارة عن مصائد موت تكلّف أرواح أشخاص يتجاوز عددهم أولئك الذين ينقذهم".
وأعلنت الولايات المتحدة تأسيس "مؤسسة غزة الإنسانية" مطلع أيار/ مايو الماضي بعدما قطعت إسرائيل بالكامل الإمدادات عن غزة على مدى أكثر من شهرين. وبدأت "مؤسسة غزة الإنسانية" التي تصنّف رسميا على أنها مؤسسة خاصة، عملياتها في 26 أيار/مايو مهمّشة الأونروا التي لطالما قادت جهود مساعدة سكان قطاع غزة.
واتّهمت إسرائيل الأونروا بتوفير غطاء لعناصر حماس في وقت سابق هذا الشهر ومنعت الوكالة من العمل في الأراضي الإسرائيلية أو التواصل مع مسؤوليها. ورفضت الأمم المتحدة ومنظمات إغاثية رئيسية التعاون مع المؤسسة اثر المخاوف من أنها صُمّمت لدعم أهداف إسرائيل العسكرية.
وقُتل عشرات الفلسطينيين أثناء محاولتهم الوصول إلى نقاط توزيع المساعدات التي وضعتها المؤسسة. وبحسب أرقام صدرت عن وزارة الصحة في قطاع غزة السبت، قُتل 450 شخصا على الأقل وأصيب حوالى 3500 شخص بنيران القوات الإسرائيلية أثناء سعيهم للحصول على مساعدات منذ أواخر أيار/ مايو، الكثير منهم قرب مواقع تابعة لـ"مؤسسة غزة الإنسانية". ونفت إسرائيل الاتهامات.
ودعا لازاريني الثلاثاء إلى تمكين الأونروا من جديد من الوصول إلى القطاع الفلسطيني وإعادة إطلاق جهودها الإغاثية. وأفاد بأن "المجتمع الإنساني بما في ذلك الأونروا يملك الخبرة ويجب السماح له بالقيام بمهمته وتقديم المساعدات باحترام وكرامة". وأضاف "لا بديل آخر للتعامل مع التحديات المتمثلة بتفشي الجوع في قطاع غزة".
الجيش الإسرائيلي يصدر "وامر إخلاء" جديدة
في سياق متصل، أصدر الجيش الإسرائيلي، اليوم "أوامر إخلاء" جديدة للمواطنين الفلسطينيين في مناطق بجباليا البلد، شمالي قطاع غزة. ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) عن مصادر محلية قولها إن إسرائيلأصدرت "أوامر إخلاء للمواطنين الموجودين في جباليا البلد، وأحياء النهضة، والروضة، وشمال التفاح مطالبا إياهم بالنزوح عن منازلهم وخيامهم بشكل فوري، والتوجه إلى منطقة المواصي غرب خان يونس".
ووفق الوكالة، "اضطر المواطنون في القطاع إلى النزوح أكثر من مرة بحثا عن مكان آمن يحميهم من مجازر الاحتلال، إلا أن الاحتلال لم يترك مكانا في القطاع إلا واستهدفه بالقصف، بما في ذلك المستشفيات والمدارس ومؤسسات الأمم المتحدة التي تحولت إلى مراكز إيواء للنازحين".
إسرائيل ـ أقارب الرهائن يطالبون بإنهاء الحرب
طالب أقارب الرهائن الإسرائيليين بوقف فوري للحرب في غزة، وذلك في أعقاب الإعلان عن وقف إطلاق النار مع إيران. وجاء في بيان لمنتدى أسر الرهائن والمفقودين "نطالب الحكومة بالانخراط في مفاوضات عاجلة من شأنها إعادة جميع الرهائن وإنهاء الحرب".
وأضاف البيان "الذين يمكنهم تحقيق وقف إطلاق النار مع إيران يمكنهم أيضا إنهاء الحرب في غزة". وأضاف البيان" تم إنهاء العملية التي استمرت 12 يوما في إيران، الآن حان وقت إنهاء الحرب المستمرة منذ 627 يوما". ووفقا لمصادر إسرائيلية رسمية، فإن 50 رهينة مازالوا محتجزين في قطاع غزة من قبل حماس، ويعتقد أن أقل من نصفهم مازالوا على قيد على الحياة. ويذكر أن حركة حماس هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
ح.ز/ ع.غ (أ.ف.ب / د.ب.أ / رويترز)