الأمم المتحدة تعلن لأول مرة المجاعة في غزة وإسرائيل ترفض
٢٢ أغسطس ٢٠٢٥أعلنت الأمم المتحدة اليوم الجمعة (22 أغسطس/آب 2025) رسميا المجاعة في غزة حيث يعيش 500 ألف شخص جوعا "كارثيا"، وفق خبرائها، فيما هددت إسرائيل بتدمير مدينة غزة إن لم تقبل حماس بشروطها للهدنة.
ورفضت إسرائيل اليوم الجمعة نتائج تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي الذي أعلن المجاعة في غزة، معتبرة أنه يستند إلى "أكاذيب حماس"، وأن لا وجود للمجاعة في القطاع الفلسطيني.
إسرائيل: "هذه أكاذيب حماس"
وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان "لا توجد مجاعة في غزة" مضيفة أن التقرير "يستند إلى أكاذيب حماس التي تعيد منظمات تدويرها خدمة لأجندتها الخاصة" مشيرة إلى أنه "في الأسابيع الأخيرة، غمر التدفق الهائل للمساعدات القطاع بالمواد الغذائية الأساسية، ما أدى إلى انخفاض حاد في أسعار الأغذية".
ويعتبر إعلان الجمعة الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، فيما أكد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر أن المجاعة في غزة كان من الممكن تفاديها بالكامل لولا "العرقلة الممنهجة الممارسة من إسرائيل" على دخول المساعدات الغذائية. وأصدر التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي تقريرا جديدا الجمعة أفاد بأن 500 ألف من سكان غزة يواجهون "جوعا كارثيا".
الأمم المتحدة: تجويع الناس جريمة تستوجب العقاب
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم الجمعة عقب إعلان الأمم المتحدة المجاعة في غزة: "لا يمكننا السماح باستمرار هذا الوضع من دون عقاب"، فيما أكد المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك أن "تجويع الناس لأغراض عسكرية يعد جريمة حرب".
من جهته، حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) الخميس من "تأثير إنساني مروع" لتوسيع إسرائيل عملياتها العسكرية. وقال إن "إجبار مئات الآلاف على التحرك جنوبا ما هو إلا كارثة جديدة وقد يعتبر نقلا قسريا" للسكان.
وتسيطر إسرائيل على كل نقاط الدخول لقطاع غزة. وقالت وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق اليوم الجمعة إن تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي تجاهل بيانات إسرائيلية عن إيصال المساعدات وغض الطرف عن الزيادة التي تمت في الآونة الأخيرة في إمدادات الأغذية إلى القطاع.
وتشكو الأمم المتحدة منذ فترة طويلة من عقبات تواجه إدخال المساعدات الإنسانية وتوزيعها في منطقة الحرب وعزت تلك العوائق إلى القيود التي تفرضها إسرائيل وانعدام الأمن. وتنتقد إسرائيل العمليات التي تقودها الأمم المتحدة وتتهم حركة حماس بسرقة المساعدات وهو ما تنفيه الحركة.
تقرير منحصر على غزة ودير البلح وخان يونس
وقال التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي إن التحليل الذي صدر اليوم الجمعة لا يغطي إلا من يعيشون في مُدُن غزة ودير البلح وخان يونس. ولم يتمكن من تصنيف الوضع في محافظة شمال غزة بسبب قيود على الوصول للمنطقة ونقص البيانات كما استبعد السكان الباقين في منطقة رفح جنوب القطاع لأنها باتت غير مأهولة إلى حد كبير.
وهذه هي المرة الخامسة خلال 14 عاما التي يعلن فيها التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي عن رصد مجاعة في العالم. والتصنيف المرحلي المتكامل هو مبادرة تشارك فيها 21 منظمة إغاثة ووكالات تابعة للأمم المتحدة ومنظمات إقليمية بتمويل من الاتحاد الأوروبي وألمانيا وبريطانيا وكندا.
وزيرة ألمانية: لا يمكن استمرار هذا الوضع في غزة
من جانبها أكدت وزيرة التنمية الألمانية ريم العبلي رادوفان مطالبها بإدخال المزيد من المساعدات إلى غزة بعد إعلان المجاعة في جزء من القطاع. وقالت الوزيرة اليوم الجمعة إن تقرير مبادرة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (آي بي سي) يظهر بوضوح الوضع الكارثي في غزة.
وأضافت الوزيرة المنتمية للحزب الاشتراكي الديمقراطي: "يموت المزيد والمزيد من الناس - وخاصة الأطفال - جوعا أمام أعيننا. لا يمكن أن يستمر هذا الوضع. المجاعة من صنع الإنسان حصرا... لقد تحسن وصول المساعدات الإنسانية بشكل طفيف، إلا أن تقرير مبادرة المرحلي المتكامل للأمن الغذائي يظهر أيضا أن هذا التحسن غير كاف. هناك حاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار، وفي الوقت نفسه، يجب على حماس إطلاق سراح الرهائن فورا ودون قيد أو شرط".