الألغام تحصد أرواح ستين طفلا في سوريا خلال ثلاثة أشهر فقط
٦ مارس ٢٠٢٥تعدّ الألغام والأجسام المتفجرة في سوريا من الملفات الشائكة التي يبدو التصدي لها صعبا بعد سنوات من نزاع مدمر تسبب في مقتل أكثر من نصف مليون شخص. وكانت عدة أطراف قد اتبعت استراتيجية زرع الألغام في مختلف المناطق خلال الحرب السورية.
وتزامنا مع عودة أكثر من مليون شخص إلى مناطقهم، قُتل وأُصيب أكثر من 188 طفلا في سوريا خلال الأشهر الثلاثة الماضية جراء انفجار ألغام ومخلفات حرب، وفق ما أعلنته منظمة "غوث الأطفال" (سيف ذي تشيلدرن) المعنية بسلامة الأطفال حول العالم. ووصل عدد القتلى لأكثر من ستين طفلا، في حصيلة مرشحة للارتفاع.
وأحصت المنظمة، في بيان صادر عنها، مقتل وإصابة هؤلاء الأطفال "من إجمالي 628 شخصا على الأقل جراء انفجار الألغام ومخلفات الحرب" منذ الإطاحة بنظام بشار الأسد في الثامن من كانون الأول/ديسمبر. كما تشكل حصيلة الأشهر الثلاثة "أكثر من ثلثي العدد الإجمالي للضحايا لعام 2023"، بحسب المنظمة.
وعاد نحو 1.2 مليون شخص إلى منازلهم في سوريا خلال الثلاثة شهور الماضية، وفقًا للأمم المتحدة، بينهم أكثر من 885 ألف شخص ممن نزحوا داخليا.
بيد أن مدير مكتب منظمة "غوث الأطفال" في سوريا، بويار هوخا، يؤكد على أن "أجزاء كبيرة من سوريا مليئة بالألغام ومخلفات الحرب غير المتفجرة بعد 13 عاما من الصراع"، بحسب بيان. ودعت المنظمة الحكومة السورية الجديدة والمانحين الدوليين إلى تسريع عملية إزالة الألغام والذخائر غير المنفجرة.
وكان تقرير صادر عن منظمة "الإنسانية والإدماج" غير الحكومية الشهر الماضي قد حذر من المخاطر التي تشكلها الذخائر غير المنفجرة المتبقية من النزاع المدمر الذي اندلع عام 2011.
وقالت المنظمة إن الخبراء يقدرون أن ما بين 100 ألف و300 ألف من حوالى مليون ذخيرة اُستخدمت خلال الحرب لم تنفجر.
وخلال الشهر الماضي، قُتل أكثر من ثمانية مدنيين بينهم ثلاثة أطفال عندما اشتعلت ذخائر غير منفجرة في منزل بشمال غرب سوريا، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان والدفاع المدني.
د.ب. (أ ف ب)