الأسد يصدر مرسومين حول الأحزاب والانتخابات ويواصل قمع المحتجين
٤ أغسطس ٢٠١١ذكرت وكالة الأنباء السورية أن الرئيس السوري اصدر اليوم (الرابع من آب/ أغسطس 2011) مرسومين تشريعين الأول يتعلق بقانون الأحزاب والثاني بتنظيم الانتخابات. ويذكر أن الحكومة السورية سبق وأن أقرت مشروع قانون يسمح بتأسيس الأحزاب وينظم عملها، وكذلك مشروع قانون الانتخابات العامة. وأضافت الوكالة بهذا الصدد أن هذا القانون "يهدف إلى تنظيم انتخاب أعضاء مجلس الشعب وأعضاء المجالس المحلية وضمان سلامة العملية الانتخابية وحق المرشحين في مراقبتها".
وتدخل هذه الخطوة في سياق سلسلة إجراءات أقرتها دمشق بهدف تهدئة حركة الاحتجاج غير المسبوقة التي تعرفها البلاد، وشملت أيضا إلغاء العمل بحالة الطوارئ المفروضة منذ 1963.إضافة إلى صدور عفو عام يشمل جميع المعتقلين السياسيين، وتشيكل هيئة "للحوار الوطني" ولجنة لوضع قانون جديد للإعلام. إلا أن هذه الإجراءات المعلن عنها صاحبتها على أرض الواقع حملات قمع دموية واسعة النطاق أودت بحياة أكثر من 1600 مدني واعتقال أكثر من 12 ألفا ونزوح الآلاف وفق بيانات المنظمات الحقوقية المتابعة لتطورات الوضع في سوريا. فيما تتهم السلطات في روايتها الرسمية من تسميهم "جماعات إرهابية مسلحة" بقتل المتظاهرين ورجال الأمن والقيام بعمليات تخريبية.
وفي سياق متصل نقلت وكالة رويترز عن ناشط حقوقي تمكن من مغادرة مدينة حماة مقتل ما لا يقل عن 45 مدنيا في هجوم بالدبابات شنه الجيش السوري لاحتلال وسط المدينة. وقال سكان في حماة إن الدبابات تقدمت إلي وسط المدينة يوم الأربعاء واحتلت الميدان الرئيسي الذي شهد بعضا من أكبر الاحتجاجات ضد الأسد. وأضافوا أن قناصة انتشروا على أسطح المباني وفي قلعة حماة. وقالوا إن القصف تركز في حي الحاضر الذي دمرت أجزاء كبيرة منه في عام 1982 عندما اجتاحت القوات الموالية للرئيس الراحل حافظ الأسد حماة لسحق متمردين إسلاميين وقتلت عدة آلاف من الأشخاص.
وقالت منظمات حقوقية إن حصيلة اجتياح الجيش السوري لحماة تتجاوز تسعين قتيلا شخصا لحد الآن. وطردت السلطات السورية معظم وسائل الإعلام المستقلة وهو ما يجعل من الصعب التحقق من روايات الشهود والبيانات الرسمية.
وكان مجلس الأمن الدولي قد أصدر بيانا رئاسيا يدين أعمال القمع في سوريا، وقال المجلس إنه ""يدين الانتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان واستخدام القوة ضد المدنيين من قبل السلطات" فيما شددت واشنطن من لهجتها اتجاه نظام دمشق وقالت إنها تبحث عن طرق لزيادة الضغط عليه مؤكدة أنها "غير معنية ببقاء الأسد في السلطة" بل تعتبره "سببا في انعدام الاستقرار" في هذا البلد.
(ح.ز/ رويترز/ أ.ف.ب)
مراجعة: عبده جميل المخلافي